يوميات «النمنم» فى وزارة الثقافة

لأن الانطباعات الأولى تدوم نقدم تحركات وزير الثقافة الجديد حلمى النمنم فى الثلاثة أيام الأولى من عمر إدارته للوزارة التى تعاقب على إدارتها 8 وزراء منذ ثورة يناير.. والسؤال المطروح: هل الانطباعات الأولى تدوم أم أنها لا تعبر عن استراتيجية الوزير الجديد ومجرد مرحلة جس «نبض».
السبت 19 سبتمبر:
فى اليوم الأول لتولى النمنم حقيبة وزارة الثقافة وعقب حلفه اليمين توجه لمقر الوزارة ليباشر مهام عمله واستقبله د.عماد أبوغازى وزير الثقافة الأسبق ود.محمد أبوالفضل بدران الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وعدد من الشخصيات العامة من الصحفيين والإعلاميين الذين حرصوا على التواجد للتهنئة، وأقام مؤتمرا مصغرا يشرح فيه أولويات الوزارة وخطته للفترة القادمة.
وأعلن النمنم فى المؤتمر الصحفى أن تطوير الخطابين الثقافى والدينى فى مقدمة أولوياته، لأنه يرى أن مصر فى أمس الحاجة للتسامح الدينى فى تلك الفترة، ولاعتبار الخطاب الدينى قضية مجتمعية مهمة تشترك فيها كل مؤسسات الدولة، مؤكدا أنه سيسعى لتغيير رؤية المجتمع للدين والقضاء على الغلو والجهالة.
«النمنم» رفض التلميح إلى سياسة تغيير القيادات واستبدالها بآخرين لمجرد التغيير، قائلا: إنه ضد التغيير من أجل التغيير، وإن كل قيادات الوزارة من رؤساء القطاعات هم زملاء أفاضل ويعرفهم جيدا كلهم فوق مستوى الشبهات.
وأكد فى تصريحات تليفزيونية متعددة فى يومه الأول تكاد تصل لخمس قنوات مختلفة أن الوزارة تعمل بالمثقفين، ولكنها موجهة لعموم المواطنين، رافضا وبشدة الآراء التى تقول أن الثقافة حكر على علية القوم.
وقال فى فضائية أخرى أنه سيعمل على تطوير الأنشطة الثقافية بدءا من المحافظات الحدودية، لافتا إلى أن هدفه تجفيف منابع الإرهاب من مصدره، وسيتعاون مع الوزارات المختلفة للحد من التطرف الفكرى الذى تعمل على نشره تيارات الإسلام السياسى، مضيفا أن من أولوياته تطوير دور النشر الرسمية والخاصة بكل المحافظات.
واختتم النمنم يومه الأول بخلاف مع الكاتب السعودى جمال خاشقجى عبر مشادة تليفونية بإحدى الفضائيات المصرية، حيث قال خاشقجى عبر موقع تويتر: «بحكم العلاقة بين السعودية ومصر ولطبيعة النظام هناك حرى بالأخيرة ألا تعين وزيرا أمعن فى الإساءة للمملكة مثل حلمى النمنم»، ورد النمنم عليه أن العلاقات بين مصر والسعودية أكبر من هذا الهراء الذى يقوله خاشقجى كونها محكومة بالجغرافيا وعلاقات طويلة لا يهزها مقال هنا أو هناك.
الأحد 20 سبتمبر:
بدأ النمنم ثانى أيامه فى الوزارة فى الساعات الأولى من صباح الأحد باستقبال المهنئين من العاملين بالوزارة وخارجها وكان فى مقدمتهم الوزير السابق د.عبدالواحد النبوى، كما التقى بالكاتب المسرحى محمد عبدالحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة حيث استمع إلى الخطوط العريضة لبعض أنشطة الهيئة وتمت مناقشة مشروع الـ1000 قافلة ثقافية توعوية تبدأ بـ120 للتوعية بالانتخابات القادمة فى قرى مصر وكيفية تدبير ميزانياتها ذاتيا من الهيئة.
وعرض عبدالحافظ مشروعا لدعم إنتاج الأفلام القصيرة للشباب والتى تم تدبير ميزانياتها أيضا من الهيئة، بالإضافة لمناقشة إسناد مشروعات الهيئة لعدد من الأجهزة الوطنية والبدء فى تنفيذ مشروع الحدائق الثقافية فى المحافظات.
ومساء توجه النمنم لافتتاح مهرجان «سماع» للإنشاد الصوفى فى مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين بصحبة الفنان انتصار عبدالفتاح مخرج المهرجان والذى هنأه النمنم على فكرته، ومشيدا بحلول الجزائر ضيفا شرفيا على المهرجان.
وتضاربت التصريحات للنمنم حول أولى مهامه، فبعدما أكد فى اليوم الأول على تجديد الخطاب الدينى، قال فى اليوم الثانى أن أولى مهامه هى التوعية السياسية للانتخابات البرلمانية والعمل على زيادة القوة الناعمة فى مصر عن طريق بروز الأنشطة الثقافية المختلفة فى مجالات المسرح والنشر والكتب والمتاحف.
واختتم النمنم يومه الثانى بمشادة هاتفية أخرى أذيعت عبر إحدى الفضائيات الخاصة مع أستاذ بأكاديمية الفنون مبديا اعتراضه هو وعدد من النخب الثقافية على تولى النمنم الوزارة، وقال شوكت المصرى إن الاعتراض على النمنم ليس لشخصيته أو انتماءه السياسى، بل لعدم قدرته على إدارة المؤسسات الثقافية فى مصر، لافتا إلى أن النمنم لم يقدم جديدا خلال إدارته لدار الكتب والوثائق القومية، بالإضافة إلى توليه الهيئة العامة للكتاب خلال الشهرين الماضيين.
ورد النمنم على معارضه أنه أثناء توليه إدارة دار الكتب قدم لدار الكتب 273 مخطوطة جديدة كانت ملقاة بأحد «البدرومات» بمحافظة الشرقية، مضيفا أن له العديد من التجارب الناجحة بخلاف ما يشاع عن عدم كفاءته فى إدارة المؤسسات الثقافية، موضحا أن تجربته فى دار الوثائق أكبر شاهد على ما قدمه من إنجازات.
وفى مداخلة هاتفية أخرى قال إنه سيكون هناك تعاون بين المثقفين والأزهر لتجديد الخطاب الدينى.
الاثنين 21 سبتمبر:
فى ثالث أيام توليه الوزارة بدأ النمنم عمله بالاطمئنان على صحة الكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العرب، حيث يخضع لجلسات علاج طبيعى إثر جراحة أجراها بمدينة ميونيخ الألمانية.
ومن المقرر أن يعود سلماوى إلى مصر بعد تماثله للشفاء خلال 15 يوما، كما قدم الكاتب الكبير محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العرب التهنئة لوزير الثقافة على توليه منصبه.
واختتم النمنم ثالث أيامه بحضور حفل ختام المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الـ8 بالمسرح الكبير فى دار الأوبرا بعدما كان قد افتتحه الوزير السابق د.عبدالواحد النبوى.■