السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بكالوريوس الصيدلة بـ 800 جنيه.. يابلاش

بكالوريوس الصيدلة بـ 800 جنيه.. يابلاش
بكالوريوس الصيدلة بـ 800 جنيه.. يابلاش


ادفع 200 جنيه فقط واحصل على كارنيه يمكنك من العمل بالصيدلة، وخلال 24 ساعة فقط، هذا ليس حلما أو خداعا، ولكنه واقع ممهور بخاتم ما يسمى بنقابة مساعدى الصيدلة التى تم إشهارها فى غيبة من القانون والجهات المسئولة... مؤخرا ظهرت إعلانات عن نقابة بالعاملين بالصيدليات تمنح أعضاءها درجة مساعد صيدلى وأكدت النقابة على موقعها الإلكترونى أنها مشهرة منذ عام 2012 فى وزارة القوى العاملة، وأعلنت أنها تنظم دورات لدراسة جسم الإنسان والأمراض الشائعة ومستحضرات التجميل والأدوية وأسمائها العملية مؤكدة أن مهنة مساعد صيدلى قديمة وهدفها تقديم العون والمساعدة للصيدلى، وأكد خالد محمد حسانى رئيس النقابة أن هدفهم هو تأهيل العاملين بالصيدليات وأن مساعد الصيدلى لا يعد دخيلا على مهنة الصيدلة، وأضاف: أن الواقع يؤكد أن الصيادلة يتركون الصيدليات للمساعدين دون أى رقابة، ويجب تقنين الأمر وعدم السماح لأى شخص بالعمل فى الصيدلية.
النقابة الجديدة أكدت أنها خاصة بمساعدى الصيادلة وتأهيل العاملين بالصيدليات، ووجهت إلى أنها نقابة مستقلة وليست لها أى علاقة أو دخل سواء بنقابة الصيادلة أو وزارة الصحة وهدفها خدمى ونبيل.
تلفت النقابة إلى أن أعضاءها موجودون فى جميع صيدليات مصر بدون استثناء وهم أصحاب خبرة فى المجال أكثر مما يتخيل أحد وكثير منهم أفضل من الصيادلة أنفسهم وذلك نتيجة ممارسة المهنة والاحتكاك بالجمهور لسنوات طويلة، وأن تعدادهم بالقاهرة فقط حوالى 50 ألفا.
النقابة الجديدة أعلنت عبر إعلانات مكثفة فى مواقع التواصل الاجتماعى عن دورات وكورسات مكثفة لمدة 24 ساعة لمنح صفة مساعد صيدلى مقابل رسوم 200 جنيه منبهة إلى أن التدريب لا يتقيد بشروط المؤهل العلمى أو غيره.
الغريب أن  النقيب العام للنقابة ونقباء النقابات الفرعية وضعوا أرقامهم على الموقع للتواصل إلا أن جميع الخطوط لا تعمل والأرقام غير صحيحة.
الدكتور محمد سعودى وكيل نقابة الصيادلة السابق يقول: إن هذه النقابة تبيع «الفنكوش» لأنه ليس هناك مسمى مساعد صيدلى فى القانون ولا أعرف من أين حصلوا على الموافقات اللازمة لتأسيس النقابة، ولكن يسمح بنقابة عمالية مستقلة ومسألة تنظيم كورسات ودورات تدريبية أمر لا يصلح نهائيا، لافتا إلى أن النقابة لديها مشاكل كثيرة جدا، إذ أن أعضاءها غير متفرغين.
كما أن تنظيم الدورات أمر غامض فمن يدرس المادة العلمية وما هو محتواها!
وعن مصطلح مساعد صيدلى قال سعودى: فى عرفنا مساعد الصيدلى هو من يساعد الصيدلى فى عمله وينفذ فقط، ولكنه لا يمكن أن يدير صيدلية أو ينصح بأدوية، وهو يؤتمر فقط من خلال الصيدلى بإحضار دواء من الأرفف وليس التعامل مع المرضى.
ولفت سعودى إلى أن غياب الصيادلة عن العمل بالصيدليات هو الذى منح الفرصة للدخلاء للتحدث بهذه الطريقة، والجيل الجديد من الصيادلة لا يتدرب فى صيدليات وكل همه التكليف أو الحصول على عقد للعمل فى شركات الأدوية لأنه أصبح ينظر إلى العمل فى الصيدليات على أنه غير مجزٍ ماديا، بالإضافة إلى صعوبة التعامل مع الجمهور.
وأشار إلى أن مسمى مساعد صيدلى كان موجودا قديما وهناك مدرسة خاصة تمنح لقب مساعدى الصيادلة، ولكن بعد دراسة وشهادة، ولم يعد لها وجود منذ أكثر من 50 عاما وعدد الصيادلة الحاليين لا يسمح بوجود مساعدين لهم.
وطالب سعودى نقابة الصيادلة بمقاضاة هذا الكيان مشيرا إلى أن  ممارسة المهنة يتم تحت مرأى ومسمع من الدولة، ووزارة الصحة هى أول من لا يهتم بالصيادلة وتستبعدهم فى كل ما يخصهم ولا تأخذ برأيهم من الأساس!
وأوضح سعودى أنه مع الحرية والتعددية النقابية، ولكن هناك مهنا لا يصلح فيها إلا نقابة واحدة، وذلك لا يصلح إلا فى النقابات العمالية وليس مع الصيادلة.
الدكتور محيى عبيد نقيب الصيادلة قال إنه من الناحية الدستورية نقابة مساعدى الصيادلة نقابة باطلة والنقابات الحقيقية لا تصدر إلا بقرار من رئيس الجمهورية وبقانون، ومؤسسو نقابة العاملين بالصيادلة أتوا إلينا فى النقابة وطالبوا بأن يكون لهم تأمين وحقوق وقلت لهم إنهم لا يتبعوننا فى شىء وأنهم يتبعون التأمينات وأنه يجب ألا يقف فى الصيدلية إلا صيدلى وأنه فى حالة تعرضهم للظلم من صيدلى لهم الحق فى تقديم شكوى ضد الصيدليات والصيدلى فى التأمينات طبقا للقانون.
وأضاف أنه لو حدث تفتيش على صيدلية وكان يديرها طبيب أو خريج كلية علوم سنقاضيه بتهمة انتحال مهنة صيدلى ومزاولة مهنة بدون ترخيص، فإذا كان لا يمكن للطبيب ممارسة عمل الصيدلى فهل يمكن لعامل أن يمارسها؟! كما أنه لا يجوز طبقا للقانون أن يمارس  حاصل على بكالوريوس صيدلة المهنة مادام غير مقيد فى النقابة طبقا للمادة الثانية من قانون الصيدلة.
وقال عبيد عن ادعاء ا لنقابة المستقلة أنهم يفهمون أكثر من الصيادلة وأكثر منهم خبرة أنهم بالفعل يفهمون أكثر فى أعمال النظافة وترتيب الأدوية فقط.
وتابع: المشكلة أن البعض يظن أن الأسماء التجارية للدواء هى المهنة، وهذا غير صحيح على الإطلاق، ولكن هناك تركيبات وتدخلات وتفاعلات دوائية.
مؤكدا أن النقابة لا تنوى مقاضاتهم وأن هناك بالفعل مساعدا صيدليا يتم إثباته طبقا للقانون، ولكن ليس لهم الحق فى فتح صيدلية.
وقال الدكتور هيثم عبدالعزيز عضو مجلس نقابة الصيادلة: إن المهام التى يقوم بها أصحاب مهنة مساعد الصيدلى معروفة للجميع من أعمال التنظيف وترتيب الأدوية فى الفاترينات وتنظيم الفواتير، ولا يمكن لأى شخص غير الصيدلى أن يصرف أدوية أو التعامل مع الجمهور مباشرة.∎