أحمد كريمة : المناهج الأزهرية مجادلات تراثية

كريم شفيق
أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن المناهج الأزهرية فى مجملها «لا تواكب العصر وعبارة عن مجادلات تراثية»، كالخلاف بين مدرسة الأشاعرة والمعتزلة الذى لا وجود لهما الآن، مثل «تدريس فقه الرق» الذى لا علاقة له بحياتنا.
وكان حكم الإخوان الذى استمر عاماً قد شهد صراعا مكتوما وخطط تمكين كانت تجرى على قدم وساق وتمتد فى أجهزة ومؤسسات الدولة فيما عرف بـ«أخونة» الدولة، وتجلت فى الأزهر الشريف إحدى هذه الصراعات التى ظهرت منذ اللحظة الأولى إبان تولى محمد مرسى الحكم ومغادرة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حفل جامعة القاهرة لعدم تخصيص مقعد له فى الصفوف الأولى، ما اعتبره مجافاة بروتوكولية مقصودة ومتعمدة فى حقه بينما كانت قيادات إخوانية لا صفة لهم تشغل الصفوف الأولى مثل سعد الكتاتنى.
كما ظهرت بصمات جماعة الإخوان ثقيلة وواضحة من كوادرها بالأزهر سواء أعضاء هيئة التدريس وعمداء بعض الكليات وطلبة الجامعة بعد عزل الجماعة عن الحكم الذين عمدوا إلى تخريب منشآتها ومحاولات تعطيل الدراسة وإرهاب الأساتذة والاعتداء عليهم.
«روزاليوسف» تبحث دور جامعة الأزهر فى تقديم المعرفة الدينية والعلمية التى يدعمها العقل والاجتهاد للحماية من اختراق أفكار الجماعات والأحزاب التى تطوع الدين لأغراض الحكم والسياسة، ومدى توغل الأعضاء المنتمين للجماعات الدينية وجذب المناهج نحو الأفكار الأصولية والمتطرفة وأبعاد ما جرى من أعمال عنف ومشهد العرض العسكرى من طلبة ملثمين قبل سبع سنوات بجامعة الأزهر، وكان الدكتور أحمد الطيب وقتها رئيسا للجامعة وارتباطه بما يحدث الآن.
وكما لا يمكن إهمال إزالة التعديات على الأبنية والمنشآت وهناك تشوهات وقصور أخرى فى الفكر يجب المرور عليها بنفس الدرجة والدقة.
يذكر عبدالستار المليجى المتخصص فى الحركات الإسلامية والقيادى الإخوانى المنشق أن المجموعة التى تدير الجماعة من هواة السلطة والتكفير يرون الأزهر ليس حريصا على الإسلام الصحيح، وأنهم أكثر علما وتقوى من شيوخ أزهريين.
ويؤكد «من المستحيل على الإخوان أن يختاروا عالماً أزهرياً وهو عضو منتظم بالجماعة ليكون مرشدا فلا يثقون به مثل عبدالرحمن البر ويوسف القرضاوى والأخير عرض من جموع الإخوان المحبين والمؤيدين له لكى يكون فى منصب المرشد لكنهم رفضوا لأنهم يعتبرون الأزهرى غير أمين على الدعوة وهم أكثر قدرة منهم على القيادة وخلاصة القول هم يأخذون الجماعة للسياسة لا الدعوة وللحكم لا الدين».
وهناك قسم داخل جماعة الإخوان مسئول عن أخونة الأزهر «علميا» معروف بقسم الجامعات منذ تأسيس التنظيم على يد حسن البنا حيث يقوم بتدريب كوادرها فى الكليات الشرعية والمدنية وإعدادهم منذ كانوا طلابا حتى ظهر علينا الآن علماء بالأزهر يقدمون فتاوى لصالح الجماعة.
يشير الدكتور إسماعيل الدفتار أستاذ الحديث بجامعة الأزهر إلى الأهمية التى تعزز من قبضة الإخوان على الأزهر، فيقول: ظل إصرار طلاب الإخوان على تعطيل الدراسة بجامعة الأزهر، فالجامعة بها عدد كبير من طلاب الإخوان المسلمين سواء فى الداخل أو المبعوثين من الخارج، بالإضافة إلى عدد كبير أيضا تصل نسبته إلى 10٪ من أساتذة الجامعة ينتمون لجماعة الإخوان فتعد الجامعة هدفا مباشرا وبوابة كبرى لدى التنظيم الدولى لبسط نفوذه ونشر دعوتهم فى كثير من دول العالم.
ويضيف: كان حادث تسمم الطلاب بالمدن الجامعية محاولة من جماعة الإخوان لتولى أحد أعضاء مكتب الإرشاد «مشيرا إلى عبدالرحمن البر» منصب المفتى فى إطار مشروع التمكين.
لم يفت الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر تأكيدها أن مصر لدى الخارج هى «مصر الأزهر»، ما اعتبرته بالأساس استهدافاً يثير شهية الإخوان فى السيطرة على الجامعة، طلبة وأساتذة، الذى يعنى الفوز بها فوزاً بمصر، كما أن أساتذة الجامعة من الإخوان «يأخذون الجامعة فى جناح الجماعة وهم يستميتون الآن لهدم الأزهر».
وتستطرد: طيلة عام المعزول قاتلت الجماعة فى الخفاء والعلن للاستيلاء على المشيخة والافتاء والجامعة من خلال أعضاء ينتمون لها.
وذكرت أن للإخوان ثأر قديم مع الجامعة منذ أحداث العرض العسكرى والميليشيات التى تبناها خيرت الشاطر وواجهتها أمن الدولة وقتها فبقيت فى ضمائرهم السوداء.
لم تخف أستاذ العقيدة والفلسفة أن ثمة عوار يعترى المناهج ويتسبب فى سهولة بلوغ تيارات أخرى بمآربها ومصالحها مع الطلبة والنفاذ لعقولهم وتوجيههم وفق ما يتبنونه فكرا وعملا والذى من أعراضه «ضعف المناعة الفكرية» لدى الطلبة، بالإضافة إلى تدريس العلوم والمناهج فى الأزهر من منظور لجنة المناهج التى ترسخ وتتبنى للفكر الأشعرى وبالرغم من تدريس جميع المدارس والتيارات والعقائد إلا أن التدريس شىء وتبنى وترسيخ عقيدة بعينها شىء آخر، إن الأفكار تحتاج إلى تطوير الذى هو لب الإسلام.
ووصف الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر المناهج الأزهرية فى مجملها لا تواكب العصر وانتقد عدم بلوغ رؤية علمية ومنهجية تصلح لتوصيف دارسى منضبط، واعتبره «وضع خاطئ للمناهج» ينبغى تعديل منظومته.
ويكشف مختار عبدالله معيد بكلية الدعوة أن وحدات الكلية بدأت مؤخرا تراجع الكتاب ومدى مطابقته مع المنهج المقرر للجامعة بحيث تضع حدا أمام تمرير بعض الأساتذة المنتمين لأفكار تعزز من انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية.∎