الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ذكريات.. عن مشايخ الأزهر




 روزاليوسف الأسبوعية : 17 - 04 - 2010


شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب هو شيخ الأزهر الوحيد الذى درس فى الأزهر الشريف وتخرج فى جامعة السوربون ونال شهادة الدكتوراه فيها.. وهو عضو فى الحزب الوطنى الديموقراطى.. وهو بذلك يجمع بين العلم والسياسة فى إطار الدين الحنيف.
وقد آثار تعيين الدكتور أحمد الطيب ذكريات عايشتها مع بعض مشايخ الأزهر منذ ما قبل الثورة عندما كان النظام الملكى يعتمد فى بقائه على هيئتين.. الجيش والأزهر.
كان الجيش الملكى هو أداة الملك للقهر وضرب المظاهرات وتزييف الانتخابات.. وهو ما كان يثير مشاعر الضباط الوطنيين الذين شكلوا تنظيم الضباط الأحرار الذى قاد ثورة 23 يوليو. وكان الملك يعتمد على الأزهر لمحاولة الظهور فى مظهر دينى يخفى ما كان يدور فى السراى والأسرة المالكة من فساد.. إلى الحد الذى تطلع فيه أن يصبح خليفة للمسلمين وسانده فى ذلك الشيخ المراغى شيخ الأزهر فى ذلك الوقت.
وأذكر عندما انتهت الحرب العالمية الثانية وبدأت مرحلة الكفاح الشعبى ضد الاستعمار البريطانى.. ووصول الوفد إلى الحكم بانتخابات حرة أن حدث خلاف بين الوزارة ومشيخة الأزهر دفع الحكومة إلى ترشيح الشيخ إبراهيم حمروش شيخا للجامع الأزهر وهو ابن عم لى كان يكبرنى بأربعين عاما وكان عميدا لكلية اللغة العربية لمدة 15 عاما عن طريق هيئة كبار العلماء التى كانت تنتخب شيخ الأزهر.
وكان من تصريحات شيخ الأزهر التى أثارت الاستعمار البريطانى ودفعت جريدة التايمز وبعض الصحف البريطانية إلى نشر التصريح فى صفحتها الأولى منبهة إلى خطره لأنه يعنى أن مصر قد أعلنت الجهاد الإسلامى عندما أدلى الشيخ إبراهيم حمروش بتصريحه الذى أحل فيه دماء الجنود البريطانيين المحتلين لمنطقة قناة السويس التى انتقلوا إليها بعد معاهدة .1936
وحدثت بعد ذلك حادثة الهجوم البريطانى على محافظة الإسماعيلية، ورفض جنود البوليس الاستسلام واستشهاد عدد منهم يوم 25 يناير ,1952 وهو الذى نحتفل به عيدا للشرطة حتى اليوم، والذى أعقبه حريق القاهرة فى 26 يناير 1952 وانتهاز الملك هذه الفرصة لإقالة حكومة الوفد ومعها شيخ الأزهر أيضا.. وهو ما يؤكد أن الملك كان ينفذ أوامر الاستعمار البريطانى الذى لم يتقبل تصريحات شيخ الأزهر التى أحل فيها دماء جنود الاحتلال. وقد عادت لى اليوم هذه الذكريات وأنا أطالع تصريحات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر التى قال فيها أنه يرفض زيارة القدس فى الوقت الراهن ويدعو جميع المسلمين لعدم زيارتها إلا بعد تحريرها تماما من الاحتلال الإسرائيلى لأن ذلك يعد اعترافا بشرعية الاحتلال.. كما أعلن رفضه المشاركة فى مؤتمرات يحضرها إسرائيليون يحتلون الأرض العربية، مفرقا بينهم وبين اليهود الذين يريدون الحوار للتعاون بين الأديان.. ورفضه أخيرا مصافحة شيمون بيريز رئيس إسرائيل التى تحتل المقدسات الإسلامية.. وتصريحه بأنه سوف يضع استقالته من موقعه الحزبى أمام الرئيس ليأخذ قراره المناسب.
سلام الشرق الأوسط
أثار الاجتماع الذى عقد فى موسكو للرباعية الدولية كثيرا من الاهتمام لأنه لم يسفر عن شىء سوى بيان تضمن أمورا إيجابية لاتخرج من دائرة القول إلى العمل.. فقد أشار البيان إلى إدانة استمرار إسرائيل فى نشاطها الاستيطانى فى منطقة القدس الشرقية مع ضرورة إزالة كل المستوطنات التى أقيمت بعد عام 2001 فى الأرض الفلسطينية المحتلة.. كما ناشد البيان الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى استئناف المباحثات فى غصون 42 يوما دون شروط مسبقة بما يكفل إنهاء احتلال عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية.. كما أشار البيان إلى وقف عمليات هدم المنازل وطرد السكان من القدس الشرقية.. كما طالب البيان بضرورة حل قضية القدس عن طريق المفاوضات باعتبارها مدينة ذات أهمية خاصة للمسلمين والمسيحيين واليهود الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما أشار بيان الرباعية إلى تأكيد فكرة عقد مؤتمر دولى خاص بالشرق الأوسط فى موسكو دون تحديد موعده.
ومثل هذه البيانات رغم ما تحويه سطورها من نقاط إيجابية إلا أنها لاتشكل قوة دافعة لإحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط، حيث مازالت ترجح قضية الحد من الأسلحة الاستراتيجية وملف البرنامج النووى الإيرانى، وهو ما تثيره دول الرباعية التى تعتبر هذه القضايا هى الأساس لإقامة سلام الشرق الأوسط.. دون محاولة للضغط العملى على إسرائيل.