السبت 3 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سلام فلسطين .. بين وحدة الشعب وسور الحدود




 روزاليوسف الأسبوعية : 02 - 01 - 2010


كانت قضية فلسطين هى القضية المحورية فى اجتماع لجان التضامن العربية الذى عقد فى طرابلس بليبيا خلال شهر ديسمبر الماضى، الذى انقضى فيه عام كامل على عدوان إسرائيل على قطاع غزة واحتلال أرضه وتدمير مبانيه واستشهاد نحو1400 فلسطينى مقابل 13 إسرائيليا.. وكان الإجماع سائدا على ألا يُترك شعب فلسطين يواجه العدوان وحده.. وأن من واجب الأمة العربية أن تتحمل مسئوليتها القومية فى دعم شعب فلسطين فى نضاله المشروع لتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولكن بعض القضايا الفلسطينية الداخلية فرضت نفسها على الحوارات التى دارت بين التضامنيين العرب.. وكان فى مقدمتها الخلافات بين حركتى فتح وحماس وما أدت إليه من انقسامات دفعت بمحمود عباس رئيس السلطة الوطنية المنتخب إلى إعلان موقفه بعدم ترشيح نفسه رئيسا فى الانتخابات المقبلة.. وما أثارته حركة حماس من نقد لمصر لأنها قررت إقامة سور على حدودها لحماية أمنها القومى.
كانت هذه الحوارات دليلاً على أنه مازالت هناك خلافات حول بعض القضايا الاستراتيجية.. وفى مقدمتها وحدة شعب فلسطين خلف قيادة واحدة منتخبة تحدد طريق النضال والمقاومة.. وتحدد أسلوب وتوقيت المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية التى تنفذ أفكار الصهيونية التوسعية فى تثبيت الاستعمار الاستيطانى، وإقامة المستوطنات فوق أرض شعب فلسطين.
وحدة الشعب هى أساس انطلاق واستمرار المقاومة.. ونتذكر مقاومة شعب فيتنام التى هزمت القوات الأمريكية وأجبرتها على الانسحاب فى أواخر الستينيات خلف قيادة الزعيم هوشى منه السكرتير العام للحزب الشيوعى فى ذلك الوقت.. وقيادة الجنرال جياب الذى هزم الفرنسيين وأجبرهم على الانسحاب من فيتنام فى معركة (ديان بيان فو).. والذى مازال العمر يمتد به حتى الآن ويقترب من مائة عام.
ونذكر أيضا مقاومة شعب مصر فى كفاح مسلح ضد قوات الاحتلال البريطانى، التى كان لها تأثير على المفاوضات بعد الثورة.. وأذكر أن وحدة القيادة فى ذلك الوقت كانت تستخدم المقاومة على مائدة المفاوضات.. فإذا أصر الإنجليز على موقفهم من بعض القضايا.. طلبت قيادة الثورة من المناضلين أن يشددوا الضغط على قوات الاحتلال لتستجيب لرأى المفاوض المصرى.
وحدة الشعب إذن ضرورة لاتهاون فيها أمام العدوان الإسرائيلى المستعمر الذى يحتل الأرض ويرفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
ولذا يبدو غريبا أن تثير بعض القوى بعيدا عن السلطة الوطنية الفلسطينية نقدا لمصر لأنها أقامت سورا على حدودها لحماية أمنها القومى فى وقت تتربص فيه إسرائيل بالوحدة العربية وتحاول تمزيقها عن طريق الإثارة فى بعض الفضائيات ووسائل الإعلام ضد إقامة هذا السور الذى هو حق من حقوق شعب مصر لحماية أرضه من تسرب الإسرائيليين أو استغلالهم لبعض التناقضات الهامشية.
وهنا نقف عند الموقف المصرى الذى يرحب بمرور قافلة المساعدات (شريان الحياة) المقرر وصولها إلى غزة يوم 3 يناير الجارى ويشترط أن يكون دخولها من معبر رفح.. ونرى أنه الموقف الصحيح لحماية سيناء من أى تدخل أجنبى.
وأرض سيناء المجاورة لإسرائيل تحتاج منا إلى اهتمام وتركيز لاستغلال مواردها ومدها بالماء عن طريق ترعة السلام التى أقيمت وحملت مياه النيل ولكنها لم تستغل بعد الاستغلال المناسب والصحيح.
إن حرص مصر على حماية سيناء من أى تسرب أو تدخل أجنبى هو أمر يصب فى النهاية لمصلحة الفلسطينيين الذين يجب أن يتشبثوا بأرضهم لتتحرر من قوات الاحتلال الإسرائيلى.. ومن مبانى المستوطنات التى يرفض الإسرائيليون مغادرتها ويصرون على البقاء فيها استجابة لنداء المتطرفين الإسرائيليين الذين يسيطرون على الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.. ويملكون الأغلبية فى الكنيست.. ويهدرون بمواقفهم المتطرفة كل فرص السلام الشامل والعادل.. واغتيال بيجال عمير الإسرائيلى الدينى المتطرف إسحق رابين رئيس الوزراء هو خير دليل على أن التطرف الدينى فى إسرائيل ليس بابا للسلام.. وإنما باب للعدوان والاحتلال.