الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دس السم فى الوشم

دس السم فى الوشم
دس السم فى الوشم


هوس الموضة وجنون الفنون خريطة تسير عليها أجيال الشباب من مختلف الأعمال للبحث عن التغيير أو التقليد، رغم تأثيرها على الجسد مثل «التاتو» أو «الوشم» أو الحنة الشـعبية التى تكسو الأيدى التى تبدأ أسعارها من ثلاثة جنيهات فقط، فقد انغمس فيها الشباب فى السنوات الماضية للتشبه بالمشاهير من خلال أفلامهم، ومنهم من اختار أن يكون الوشم تخليدا لذكرى تعبر عنه لا يمكن محوها، تظل رفيقا دائما وهوية تعبر عن مشاعره.
إذن كيف تبدأ رحلة التاتو والحنة من البداية حتى السجون، الآثار الجانبية لها التى ظهرت مؤخرا وأدت إلى تحذير أطباء الجلدية الشباب وطلب التراجع عن تلك الموضة تماما خاصة بعد الدراسات التى تربط بين الوشم وسرطان الجلد.
تقول راندا حافظ- متخصصة فى رسم الوشم «التاتو»: إن استخدام أدوات غير آمنة فى عملية رسم التاتو التى تختلط بالدم مباشرة تعد أحد الأخطاء التى تحدث دون خبرة من القائمين عليها، فقد يؤدى إلى نقل أمراض ضارة جدا من شخص إلى آخر، مثل «فيروس سى» أو الإصابة بالحساسية والالتهاب، وقد ظهر ذلك فى عدد من الحالات التى حضرت إلى المركز الخاص بى وتعرض البعض إلى التشويه فى الجسد بسبب الاستخدام الخاطئ للأدوات والمواد الضارة فى بعض المراكز الأخرى، فيتحول الجسد إلى صورة مشوهة بعد فترة من الرسم لا يمكن محوها، والنسبة الأكثر معاناة من أخطاء التاتو والحنة بين النساء لأنهن الأكثر إقبالا، عكس الرجال يفضلون الوشم لكن فى أماكن بعينها ولا تسبب ضررا كبيرا.
وذكرت أن هناك خطوات ثابتة لإتمام عملية التاتو أو الحنة بشكل صحيح تبدأ من الاطلاع الجيد على ملامح المكان الذى يرسم التاتو عليه، وتحديد توقيت العمل حتى لا يتعرض لأخطاء تترك تشويهاً فى المكان المطلوب رسم التاتو به.
وأوضحت أن هناك سنا قانونية للتاتو لا يجب أن يتخطاه أى قائم على ذلك العمل وهو سن الـ18 للشباب والفتيات، وأفضل أن يكون للحنة أيضا، بالإضافة إلى أن التاتو لا يصلح لبعض الحالات تماما منها السيدة الحامل أو المصابين بنوبات القلب والضغط.
وقال جوزيف سامى- متخصص فى رسم التاتو: أصبحت رسومات التاتو والحنة ظاهرة وثورة غير عادية وهوساً حقيقياً بين الشباب والفتيات فى المرتبة الأولى ثم الرجال، ولدقة المهنة وجودتها، فمن المعروف أن للتاتو ورسومات الحنة أدوات خاصة يعود منبعها إلى أمريكا والألوان المستخدمة طبيعية خالية من أية مستحضرات كيمائية حفاظا على الجلد من الآثار الجانبية التى قد تؤدى إلى التشويه فى بعض الأحيان مثل عشرات الحالات التى شاهدتها تعانى من الأضرار فى جسدها بسبب التردد على غير المحترفين.
وأضاف: رغم الوقت الكبير الذى قد يحتاجه التاتو للرسم حتى يخرج بشكل صحيح، حيث يبدأ من خمس ساعات فقط لأصغر رسمة، ويتحكم فى وقت التاتو حجمه والمكان المطلوب الرسم فيه، وتعود انتشار فكرة التاتو إلى الموضة، بالإضافة إلى أسعارها التى أصبحت مناسبة لجميع الطبقات حاليا، عكس الماضى، الوشم كان باهظ الثمن، إلا أن أسعاره الآن تبدأ من 500 جنيه فقط، تزيد بحسب المساحة المطلوبة، وتتم المحاسبة بوحدة السنتيمتر الثابتة لدى جميع مراكز رسم التاتو، واشتهر معها استخدام الحنة المؤقتة التى ينتهى وجودها على الجلد من أسبوع إلى عام قد تسببت فى عدد من التشوهات والالتهابات لدى حالات خاصة للفتيات لاستخدام مواد ضارة بها ولا تصلح، إلا أن بعض السيدات استخدمتها كمهنة متجولة فى الشارع، الرسمة الواحدة بثلاث جنيهات وهن ينتشرن بشكل كبير فى الأماكن الشعبية، فقد تفشت الظاهرة بشكل كبير فى تلك الأماكن التى لا يعرف سكانها خطورة المواد الضارة التى تستخدم فى الرسم ومعظمها من الألوان غير الطبيعية، والأسوأ دخول الأطفال فى الأمر كنوع من التزين فى المناسبات.
طريقة التخلص من الوشم وهى الأصعب، حيث يتم تحديد مكان الإزالة حسب حجم التاتو وإذا كان كبيراً فى تلك الحالة تتم إزالته عن طريق عمليات الليزر للتجميل فقط، وفى حالة المساحة الصغيرة يتم اختيار أحد الرسوم ورسمها على نفس الوشم القديم وتكون الرسمة الجديدة أكبر من القديمة ويطلق عليها «غطاء».
تقول «سناء 27 عاما»: إنها ذهبت لمحل الكوافير وطلبت منه رسم الحواجب على شكل تاتو بالحنة لأنها أصبحت موضة يتبعها الكثير من الفتيات، ولم أتوقع ما حدث معى لأننى بشكل مفاجئ بعد رسم الحنة بيومين فقط أصبت بالتهابات حادة فى عينى لدرجة أننى لم أستطع النظر أمامى، وأصابنى الخوف الشديد وتوقعت العمى الفورى لأن الالتهاب كان فى حالة تزايد مستمر بسبب استخدام مواد كيميائية فى الحنة التى انتشرت وبشكل سريع داخل طبقات الجسم من منطقة الحواجب إلى العيون ثم باقى مناطق وجهى الذى تعرض إلى التهاب، ونصحت جميع الفتيات بالابتعاد تماما عن الحنة التى تستخدم فى الكوافيرات أو خارجها التى ترسمها السيدات المتجولات وأصبحت ظاهرة موجودة فى كل مكان فهى قد تدمر ملامح الجسد.
وأضافت «كريمة.ز»: عمرى 35 عاما وأعشق الرسم بالتاتو إلا أننى رسمت فى أحد المراكز بأدوات كانت غير جيدة ولم يتم الرسم بشكل صحيح وبعد رسمه بثلاث سنوات أخذ لونا أخضر رغم أنه كان لونه أسود وأصبح شكلة سيئا جدا وحاولت أن أزيله رغم صعوبة إزالته لأنه كان فى منطقة حساسة وكان الأسوأ ما هو قادم، حيث تعرضت لالتهابات صعبة من محاولة الإزالة وآثار جانبية أدت إلى تشوهات فى الجسم حتى الآن.
وحول تفاصيل التاتو والحنة من الناحية العلمية يقول الدكتور عبدالحليم أبوالنور- استشارى جلدية وتناسلية وتجميل- إنه ثبت علميا أن التاتو قد يسبب تسمماً فى الدم والاحتمال الأكبر الإصابة بالإيدز وبالالتهاب الكبدى الوبائى C,B والأمراض الجلدية المعدية وأنه مسبب للحساسية الجلدية.
ويمكن أن يسبب الوشم سرطان الجلد وعندما يستخدم الليزر لإزالة التاتو يترك آثاراً سامة مسرطنة نتيجة حرارة الليزر التى تحول بعض المكونات لمواد مسرطنة ثم يمتصها الجلد.
ويمكن أن يسبب التاتو خطورة للأم إذا كان موضع التاتو أسفل الظهر، واستخدمت عند الولادة التخدير فى العمود الفقرى، فمن المحتمل عندئذ دخول صبغ الوشم داخل القناة الشوكية فيشكل خطورة على حياة الأم، لذلك أصدرت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA تحذيرات من ممارسة التاتو.
بالإضافة إلى أن التاتو له أخطار وأضرار وتسبب أمراضا متعددة منها ما ذكرته التقارير الطبية المتنوعة من مخاطر العدوى بأمراض مثل فيروس «إتش آى فى» المسبب للإيدز والتهاب الكبد أو الإصابات البكتيرية الناجمة عن تلوث الإبر، ويسبب التاتو التهابات بكتيرية موضعية، وتظهر أعراض ذلك على الجلد مثل أحمرار، وسخونة، وانتفاخ وصديد وينسب لصناعة الأوشام السبب فى تكون أنواع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
ووجه الدكتور هانى الناظر أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومى للبحوث سابقا رسالة تحذيرية بأن يحرص القائمون على موضة الحنة المنتشرة حاليا من أن هناك آثارا جانبية من الالتهابات الموضعية على الجسم فى نفس مكان الحنة ويكون على هيئة التهاب شديد واحمرار يأخذ شكل الحنة لكن الحنة أخذت الظاهرة الأكثر جدلا فى الأونة الأخيرة نظرا للمواد السيئة التى تستخدم، وتؤدى إلى رغبة شديدة فى «الهرش» وقد تسبب  الحنة قرحا فى الجلد وألما شديدا، وهذا يظهر فى عدد كبير من الزائرين للعلاج من أثار الحنة السلبية، وتظهر الأضرار الأكبر لدى الفتيات لأنهم الأكثر أقبالا على الحنة كنوع من أنواع الموضة، وأنصح بعدم استخدامها تماما والتوقف عنها بشكل فورى للأضرار التى تسببها.
وأضاف الناظر أن رسومات بعض أشكال العلم فى المناسبات والتظاهرات فى الشوارع  فى الآونة الأخيرة هى الأخطر لأن المواد المستخدمة منها تلك الألوان مواد كيميائية وبويات ضارة بالجسم وتسبب ألتهابات لأن الجسم يشربها. ∎