السبت 24 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

«دلكنى» شكرا

«دلكنى» شكرا
«دلكنى» شكرا


تعاملت السينما المصرية مع مهنة «البلانة» وكما يقال عنها «الحفافة» من خلال تسليط الضوء عليها فى أكثر من عمل بعضها أثار ضجة لجراءة التناول فيها، أما البعض الآخر فقد تناولها فى إطار تجارى لمجرد جذب الجمهور إلى شباك التذاكر دون أى مبرر درامى.

الأصل التاريخى للمهنة أيضًا قدمته بعض الأعمال، وكان محور اهتمام الدراما حيث استعانت بجذوره التى تعود إلى العصر الفرعونى، من خلال طقوس تاريخية.
المهنة نفسها كانت محور اهتمام السينما العالمية أيضًا وظهرت فى العديد من الأفلام الهندية والأجنبية مع اختلاف التناول ولكن ظلت المهنة تفرض تواجدها.
فى أوائل السبعينيات وتحديدًا عام 1973 قبل حرب أكتوبر وهى الفترة التى شهدت مجموعة من الأفلام الجريئة التى بدأت بعد نكسة 67 أبرزها فيلم «حمام الملاطيلى» والذى قامت ببطولته الفنانة المعتزلة «شمس البارودى» وأثار جدلاً واسعًا وقت عرضه وهذا الجدل ألقى بظلاله على قرار منعه من العرض التليفزيونى المصرى لفترة امتدت حتى الآن.
الفيلم كشف كواليس هذه المهنة من خلال عدة مشاهد تم تصويرها بالحمام الشعبى التى ظهرت فيها شمس البارودى بينما تقوم مجموعة من النساء بممارسة طقوس التجميل التى كانت شائعة ومتداولة فى هذه الفترة.. واقتصر ظهور «البلانة» فيه داخل الحمامات الشعبية الشهيرة والمنتشرة فى ذلك الوقت وأبرزها «حمام التلات».
مع بداية التسعينيات انتبه صناع السينما لهذه المهنة فى فيلم «رغبة متوحشة» الذى قامت ببطولته نادية الجندى، وكشف الفيلم عن دور البلانة الذى جسدته «سهير المرشدى» عندما ظهرت فى أحد المشاهد بتحفيف نفسها باستخدام الوسيلة التقليدية القديمة وهى «السويت» ومن أشهر المشاهد فيه الذى جمع نادية الجندى بابنتها وتقول فيه سهير المرشدى «عمتك خلصت مخزون العسل كله».
مهنة البلانة ظهرت بوضوح كمهنة فى فيلم «الساحر» إخراج الراحل رضوان الكاشف والذى قام ببطولته محمود عبدالعزيز وجسدت سلوى خطاب دور البلانة، ويتضمن مشاهد كانت محل جدل كبير، حيث ظهرت فى أحد المشاهد بتحفيف إحدى الفتيات والتى كانت تجسد دور العروسة، واستخدمت سلوى خطاب ألفاظ البلانة «مرمر والنبى مرمر» إلى جانب ألفاظ أخرى أثارت دهشة الجميع، حيث أظهرت «خطاب» فى هذا الفيلم شخصية البلانة كما هى فى الواقع تماماً حتى المعاناة التى تقابلها أثناء ممارستها للمهنة فى الواقع واتضج ذلك من خلال أحد المشاهد عندما سخر منها محمود عبدالعزيز بعبارة «يا بتاعة الحلاوة» ليعكس ما تتعرض له فى الواقع من أجل لقمة العيش.
فيلم الساحر.. كان من أبرز الأفلام التى قدمت هذه المهنة بواقعية شديدة وبعيدًا عن المبالغة والابتذال رغم رفض بعض النقاد الألفاظ التى ترددت فى الفيلم ووصفوها بأنها خادشة.
فى «واحد صفر» بطولة زينة ونيللى كريم وإلهام شاهين وعرض عام 2009 ظهرت نفس المهنة لكن بشكل أكثر فجاجة عندما جسدتها «انتصار» حيث قامت فى أحد المشاهد بينما تقوم بتجهيز فتاة على موعد مع الزفاف بعد مشاجرة مع ابنها الصغير وهى متألمة ولكنها تسقط مشاعر الألم مع العروس بشكل عكسى موظف بإثارة للفتاة التى تتألم بشكل فج.
ثم طلت علينا نفس المهنة من جديد فى فيلم «ركلام» بطولة غادة عبدالرازق عام 2012 إخراج على رجب والذى ظهرت معظم فتيات الفيلم بمشاهد جريئة يقمن بها باستخدام التنظيف وفقًا لطبيعة المهنة التى يجسدنها وهى فتيات الليل، وكان ذلك داخل سياق الدراما التى تطلبت وصف الحياة التى يعشنها فتيات الركلام باحتراف، واللغة السوقية المتداولة بينهن.
وبنفس الفجاجة والتصنع قدمت هيفاء وهبى فى فيلم «حلاوة روح» نفس نموذج سهير المرشدى لتقوم بتنظيف نفسها فكانت تحاول استعراض جمالها كامرأة ومظاهر حرمانها لغياب زوجها عنها، ولكن تم بالشكل التجارى المبتذل لجذب الجمهور وأفقده التأثير الدرامى المطلوب كمبرر درامى.
أما عن السينما الهندية «بليود» فتعاملت مع المهنة من الزاوية التاريخية، حيث ظهرت النجمة الهندية «بريتى زيتنا» فى فيلم «فير زارا»، والذى تم إنتاجه عام 2004 لملك بليود «شاروخان» وهى تستحم بأحد الحمامات القديمة كـ«حمام النساء الشعبى» مع وجود الوصيفة وهى تقوم بتنظيفها.
وفى نفس السياق قدمت السينما الأمريكية المهنة فى فيلم «الشفق breaking down» بطولة النجمة العالمية «كريستين ستيوارت» فى مشهد عن طقوس الزواج لكن باستخدام ماكينة الحلاقة وهذا يكشف أن المهنة أصحبت منقرضة فى أوروبا بعد الاعتماد على الأساليب المنزلية الحديثة، بعكس «هيفاء» التى لجأت إلى الأسلوب القديم لتعكس البيئة التى تعيش فيها.
شخصية الحفافة «البلانة» لم تقتصر على السينما فقط، ولكن ترددت أيضًا فى الأعمال الدرامية رغم عدم تقديم ذلك بالدراما من قبل فى مسلسل «كليوباترا» التاريخى، والذى ألقى الضوء على تلك المهنة القديمة وكشف طقوسها الفرعونية عندما ظهرت بطلته «سولاف فواخرجى» وهى تستحم وتحفف من قبل الوصيفات داخل حوض مياه فرعونى ملىء بالورود، وأهمية العمل أنه يكشف أصول المهنة التى بدأت فى العصور الملكية.
وعلى الرغم من ظهور تلك المهنة فى العديد من الأفلام فإن الرقابة قامت من قبل بحذف مشهد لـ«علا غانم» من فيلم «البرنسيسة» والذى يجمع مجموعة من النساء بأعمال نظافة نسائية مع بعضهن، والذى أكد حينها رئيس الرقابة «عبدالستار فتحى» الذى وصفه أنه خارج ومبتذل.∎