الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المعارضة الباكستانية ترفض مشاركة الجيش فى الحرب ضد اليمن

المعارضة الباكستانية ترفض مشاركة الجيش فى الحرب ضد اليمن
المعارضة الباكستانية ترفض مشاركة الجيش فى الحرب ضد اليمن


أثارت مشاركة باكستان فى العملية العسكرية «عاصفة الحزم» التى شنتها السعودية ضد مواقع حوثية فى اليمن إلى جانب 9 دول عربية بينها مصر تساؤلات عن سبب خوضها الحرب ضد الحوثيين، رغم عدم تشكيل خطر عليها، ولكن باكستان شاركت فى الحرب لعدة أسباب أولها مجاملة السعودية.
والسبب الثانى أن باكستان دربت الجيش السعودى عدة مرات بعد أن استعانت بها المملكة مقابل دفع معونات وأموال واستثمارات كبيرة فى باكستان، كما أن الجيش الباكستانى يحتل المرتبة 17 عالميًا ويعد من أقوى الجيوش فى العالم.

ثالثًا دفاع باكستان عن بلد يدين بالدين الإسلامى والمذهب السنى الذى يعتنقه أغلبية الباكستانيين، إلى جانب العديد من المشكلات مع الشيعة.
السبب الرابع يتمثل فى إدانة باكستان بالولاء والطاعة للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكنها مخالفتها إلى جانب رغبتها فى تأمين نفسها خوفًا من سيطرة إيران على المشهد فى المنطقة.
السبب الأخير تخوف إيران من إمكانية تطور المشهد لحرب عالمية ثالثة، تكون ضحيتها الطائفة السنية والجيوش العربية فى النهاية.
النخبة الإيرانية هى من شجعت من قبل على دخول حكومتها الحرب فى العراق وأفغانستان، وهى من شجعت أمس دخول الحرب فى اليمن.
باكستان لديها علاقات قوية بالسعودية منذ فترة حكم الرئيس الأسبق برويز مشرف.
وعندما توصلت باكستان إلى قنبلة نووية إسلامية فرحت السعودية، وشجعت باكستان على مواصلة البحوث العلمية لديها بالكثير من الأموال، وذلك غير التمويل الذى تحصل عليه المدارس الإسلامية فى باكستان من السعودية، لذلك فباكستان ترد الجميل الآن، كما أنها لا تستطيع أن تخطو أى خطوة إلا بعد أن تأذن لها أمريكا، وهذا ما جعلها تخوض الحرب دون أى تفكير.
ويرى محلل باكستانى أن مشاركة بلاده فى الحملة على الحوثيين باليمن قد تكون رمزية، لأن قدراتها المعروفة تعطى للتحالف الذى تقوده السعودية وزنًا أكبر، حتى إن لم تشارك ميدانيًا، ولذلك قد تكتفى بالتصريحات بشكل أولى لحين رصد التغيرات الإقليمية والدولية.
وتواجه إسلام أباد تحديًا كبيرًا بين التزامها تجاه السعودية من جهة والتزاماتها الداخلية بإنجاح عمليتين أمنيتين فى المناطق القبلية الباكستانية وإقليم السند، ضمن مساعيها لاستئصال «الإرهاب والجريمة».
وقد عبرت المعارضة الباكستانية عن رفضها لمشاركة الجيش الباكستانى فى الحرب باليمن، حيث حذر زعيم المعارضة البرلمانية خورشيد شاه الحكومة من اتخاذ أى قرار بإرسال الجنود الباكستانيين إلى الخارج أو المشاركة فى الحرب مع أى طرف أو ضده.
ودعا الحكومة إلى محاولة لعب دور وساطة يجنب الدول الإسلامية مزيدًا من النزاعات التى تقسمها، على حد قوله، ويشير إلى أن تركيبة باكستان الطائفية المنوعة التى تنعكس على تركيبة القادة السياسيين والعسكريين تجعل من الصعب عليها كدولة اتخاذ موقف مع جانب ضد آخر خشية انعكاس ذلك على الصراعات الطائفية داخل البلاد.
ويعتبر نجم رفيق رئيس فريق الباحثين فى مركز الدراسات الاستراتيجية بإسلام أباد أن باكستان لم تتأخر فى السابق عن مساعدة دول الخليج فى بناء وتطوير جيوشها، ولكن التوتر الذى تشهده حدود باكستان مع الهند وأفغانستان وإيران بشكل متقطع فى الشهور الأخيرة يزيد صعوبة اتخاذ الحكومة لقرار حازم بشأن المشاركة فى عملية عاصفة الحزم، ويتوقع رفيق أن تقتصر المشاركة الباكستانية على تقديم النصائح التكتيكية وإرسال الخبراء الذين يشاركون فى إدارة المعارك.
كما يؤكد رفيق أن علاقة باكستان بإيران دخلت مرحلة معقدة فى العامين الأخيرين بعد تأجيل باكستان لمشروع خط الغاز الإيرانى بسبب المعارضة الأمريكية وزيادة التوتر الحدودى بين باكستان وإيران بسبب تصاعد نشاطات الجماعات البلوشية المسلحة، مما يجعل دخول باكستان فى حرب تعارضها إيران أكثر صعوبة، ويشدد على أن التصريحات الأمريكية المتفائلة بالتوصل إلى اتفاق حول الملف النووى الإيرانى تؤكد أن الاصطفافات والتحالفات الإقليمية والدولية عرضة للتغيير، وقد يحرم انحياز باكستان لأى طرف الآن من خيارات الاستفادة من التغييرات المحتملة.
ويرى مراقبون أن ظهور القوة الباكستانية فى المعادلة يقلب الموازين، ويذكر بعض الأطراف الإقليمية أن هناك «قنبلة نووية إسلامية»، وقد شهد الموقف الباكستانى إزاء عملية «عاصفة الحزم» التى يشنها تحالف عربى- إسلامى تقف على رأسه السعودية، تطورًا نوعيًا خلال الساعات الأخيرة، قد يعنى تحولاً فى موازين القوى الإقليمية، بما يتخطى الملف الحوثى بكثير، وبعد أن أعلنت إسلام آباد دعمها العسكرى والسياسى للعمليات العسكرية الرامية لإعادة الشرعية اليمنية ووضع حد للانقلاب الحوثى، أفاد مكتب رئيس الوزراء الباكستانى، نواز شريف، أن أى تهديد لأمن المملكة السعودية سيواجه برد قوى من قبل إسلام آباد.
ويصنف موقع«Global fire power» الشهير باكستان فى المرتبة الـ17 بين أقوى جيوش العالم لعام 5102، بدون حساب القوة النووية، كما تحتل المركز السابع من حيث عدد القوات النظامية بواقع 617 ألف فرد، بدون حساب قوات الاحتياط، وكذلك مجلة القوات المسلحة الأمريكية قد صنفت القوات الخاصة الباكستانية العام الماضى، ضمن أفضل 10 قوات من هذا النوع على مستوى العالم، مضيفة أنها ذات تأهيل عسكرى مرتفع لتأدية مختلف المهام الميدانية الخاصة.
وتصف بعض التقارير إسلام آباد بأنها صاحبة القدرة النووية الإسلامية الوحيدة، كما أنها تمتلك صناعات عسكرية قوية، بما فى ذلك مجال الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار.
وذكر العديد من التقارير أن العلاقات العسكرية بين الرياض وإسلام آباد وصلت إلى ذروة التعاون، وأن هذا التعاون هو من أهم المحاور التى تقود العالم الإسلامى، خاصة أن باكستان النووية التى تملك أحد أقوى جيوش العالم، حققت إنجازات كبيرة فى مجال التصنيع العسكرى، وأرسلت باكستان فعليًا 13 ألف جندى إلى السعودية خلال حرب الخليج الثانية، كما تجرى مناورات مشتركة بين البلدين منذ سنوات، فضلاً عن تبادل الوفود العسكرية.
وفى 21 مارس الماضى، وصلت وحدات خاصة من الجيش الباكستانى إلى مطار الطائف الإقليمى للمشاركة فى تدريبات مشتركة مع القوات البرية السعودية فى إطار تمرينات «الصمصام» للتدريب على الحرب فى المواقع ذات الطبيعة الجبلية الصعبة، ويأتى مجىء هذه القوات الخاصة قبل 5 أيام من بدء العملية العسكرية التى شاركت فيها الدول العربية، لكن الموقف الباكستانى جاء معاكسًا للأنباء التى ترددت خلال الفترة الماضية حول رفضها الانضمام للتحالف السنى الذى تقوده السعودية فى المنطقة للقضاء على داعش فى سوريا والعراق بالإضافة إلى الحوثيين فى اليمن.
وطلب العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقًا لموقع «المونيتور» من رئيس الوزراء الباكستانى، نواز شريف، خلال زيارته الأخيرة للسعودية، نشر كتيبة باكستانية عند الحدود السعودية اليمنية، لكن نواز شريف لم يبد موقفًا رافضًا نهائيًا للفكرة، لكن بحسب مراقبين يمكن أن يكون قد تعرض لضغوط أمريكية دفعته للموافقة على الطلب السعودى والمشاركة فى العملية العسكرية.
والسعودية التى مولت المشروع النووى الباكستانى، وتدعم الحكومة السنية هناك مقابل الدعم الإيرانى للشيعة فى باكستان، قد غمرت إسلام أباد بجميل لابد من رده، وإظهار مدى التحالف بين الجانبين، وعندما قامت الثورة الإيرانية، وسقط نظام الشاه عام 9791، تواجد على الأراضى السعودية نحو ثلاثين ألف جندى باكستانى، وظلت هذه القوات باقية فى المملكة حتى منتصف الثمانينيات، وفى أثناء حرب تحرير الكويت، شاركت باكستان فى العملية.
والسعودية لديها أكثر من 1200 قائد عسكرى باكستانى يعملون فى تدريب القوات الأمنية والجيش السعودى، وتعتبر السعودية الجانب الباكستانى عمقًا استراتيجيًا لها فى آسيا، بينما تعتبر باكستان الرياض حليفًا استراتيجيًا باعتبارها الدولة السنية الأكبر والأقوى فى الخليج، وذلك غير أنها راعية الأماكن المقدسة الإسلامية وهو ما يكسب النظام الباكستانى زخمًا وشعبية لدى جماهيره.∎