الثلاثاء 7 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

«صوت القاهرة» لإهدار المال العام

«صوت القاهرة» لإهدار المال العام
«صوت القاهرة» لإهدار المال العام


عندما يدفعك الحظ وتمر بجوار شركة صوت القاهرة فى العباسية تشعر بالحسرة والأسى لما أصاب الشركة من شلل تام فى جميع قطاعاتها بعد أن كانت رقم واحد ليس فى مصر بل فى الشرق الأوسط فى إنتاج الكاسيت ثم الإنتاج الدرامى الذى أدخلته الشركة فى منتصف السبعينيات وأنتجت روائع الدراما التليفزيونية وعلى رأسها مسلسل «الأيام» للأديب طه حسين، هذا بالإضافة إلى كنوز التراث الغنائى الذى تملكه لكبار نجوم الغناء العربى على سبيل المثال أغانى سيدة الغناء العربى أم كلثوم، وكبار الشيوخ والمقرئين فى مصر، عبدالباسط والحصرى والشيخ محمد رفعت، وأغانى ليلى مراد ونجاة وعبدالوهاب وكارم محمود.

ولكن تراجعت الشركة فى جميع قطاعاتها بدون مقدمات.
صوت القاهرة قدمت على مدار أكثر من أربعين عاماً أكثر من 50 ألف ساعة درامية أى أكثر من 500 مسلسل درامى، ما بين الكوميدى والتاريخى والاجتماعى وحصلت على العديد من الجوائز فى المهرجانات العربية والدولية.. ولكن خلال الفترة الحالية بعد تولى محمد عبدالله رئاسة الشركة توقف الإنتاج الدرامى تماماً ولم يبق سوى مسلسلين يستكمل تصويرهما من خطة رئيس الشركة السابق سعد عباس، وقد تنوعت الأسباب وراء توقف قطاع الدراما منها رفض القطاع الاقتصادى بإسناد أعمال بنظام المنتج المنفذ للشركة بسبب سوء المستوى الفنى لمسلسلات صوت القاهرة خلال العشر سنوات الأخيرة ورفض المحطات الإقبال عليها وشرائها، حتى إن المسلسلات التى أنتجت بعد ثورة 25 يناير لم يبع منها عمل واحد، وتسببت الشركة فى خسائر للقطاع الاقتصادى بأتحاد الإذاعة والتليفزيون بمبلغ 400 مليون جنيه وهو إنتاج 2012 ،,2013 حتى ضغطت هذه الأعمال من حيث المستوى الفنى أعمال درجة ثالثة، هذا بالإضافة إلى شراء نصوص درامية لم تنفذ خلال العشرين عاماً الماضية بمبلغ 20 مليون جنيه، منها مسلسل طومان باى للراحل عبدالسلام أمين وقد مر خمس سنوات على شراء المسلسل ولم يتم تنفيذه وعادت ملكيته لورثة الشاعر عبدالسلام أمين. وفى نفس الوقت نفسه يقوم «عبدالله» بصرف الحوافز والمكافآت للعاملين فى قطاع الإنتاج بعد توقف القطاع عن إنتاج مسلسل واحد، إذن ما يقوم به رئيس القطاع لا يعد سوى إهدارًا للمال العام، كيف يصرف حوافز لشركة توقف إنتاجها.
وفى نفس السياق تمتلك الشركة مصنعا ضخمًا لإنتاج الكاسيت فى مدينة الإسكندرية، وهو متوقف تماماً بعد تراجع الإقبال على شراء الكاسيت فى ظل تحميل الأغانى على الإنترنت وهو ما لم يدركه رئيس الشركة الحالى الذى يصرف مرتبات للعاملين فى القطاع التجارى وفى منافذ توزيع الكاسيت وهى بلا عمل حتى وصلت خسائر الكاسيت وتسويق التراث الغنائى والدينى إلى 50 مليون جنيه سنوياً.. وكأن رئيس الشركة الذى من المفترض أنه محاسب لم يسمع عن التطور التكنولوچى الذى حدث فى سوق الكاسيت.
ونظراً للظروف المالية الصعبة التى تمر بها صوت القاهرة، فقد قام مؤجر الفيلا التى تستخدمها الشركة كوكالة إعلانية بالدقى بطردهم، وكانت تدفع لها إيجارًا شهريًا 130 ألف جنيه، وعجزت الشركة عن تسديد الإيجار، وقام «عبدالله» الذى لا يحقق إيرادًا يذكر من الإعلانات باستئجار شقة فى الدقى لا تستوعب 350 موظفًا بلا عمل داخل الوكالة تم تعيينهم بالمجاملة والمحسوبية، وعلى الرغم من هذا الفشل الذى أصاب الوكالة، فإن رئيس الشركة يقوم بصرف حوافز ومكافآت لوكالة لا تحقق أرباحًا وهناك قائمة بالأرقام التى يصرفها رئيس الشركة، ورغم تنوع وسائل الإهدار فقد تم تجديد عام كامل لمحمد عبدالله داخل شركة صوت القاهرة.
السؤال المطروح هنا: من المسئول عن الدفع بقيادات لا تحقق نجاحًا يذكر فى المشهد الإعلامى. على الرغم أن وزارة المالية تدفع كل شهر من موازنة الدولة مبلغ 5,3 مليون جنيه مرتبات للموظفين داخل الشركة وهم بلا عمل، مخالفة لبنود الإنفاق والصرف لأن شركة صوت القاهرة هى إحدى شركات قطاع الأعمال، فلماذا يتم دعمها شهرياً من أموال الشعب وقد فقدت دورها تماماً ولماذا يصمت رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب فى الوقت الذى تبحث فيه الدولة عن الاستثمار وفتح ملفات كبيرة للقضاء على الفشلة المتورطين فى الأمر.∎