الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صدمة إيران من الضربات الجوية للحوثيين

صدمة إيران من الضربات الجوية للحوثيين
صدمة إيران من الضربات الجوية للحوثيين


لم تمض ساعات على تكهنات الإعلام الإيرانى والعالمى بقرب نشوب حرب فى اليمن، إلا وبدأت التحركات العسكرية الخليجية ببدء الغارات الجوية التى أطلقت عليها «عاصفة الحزم»، التى أعلنت مصر عن دعمها لها عسكرياً باعتبار أن الأمن القومى الخليجى يعد من أمن مصر، كما ورد على لسان السفير بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية..


 مؤخراً شهدت المنطقة موجة من الأخبار المتلاحقة والأحداث السريعة على المشهد اليمنى، ما أضفى مزيداً من الغموض والارتباك حول مستقبل اليمن بعد سيطرة الحوثيين على العديد من مفاصل الدولة، إلى جانب سيطرتهم على قاعدة ''العند'' العسكرية، التى كانت تستخدمها القوات الأمريكية فى غاراتها الجوية على تنظيم القاعدة، ربما عجلت استغاثات رياض ياسين، وزير الخارجية اليمنى بالاجتماع الوزارى التحضيرى للقمة العربية، من تصدى دول الخليج ومصر للتوغل الإيرانى باليمن، حيث أكد وجود جسر جوى إيرانى لدعم الحوثيين فى اليمن وأن هذا الأمر يشكل خطورة ليس على اليمن فحسب، بل على المنطقة العربية بوجه عام.
الأمر كان مفاجأة أصابت إيران بصدمة كبيرة، حيث إنها لم تتوقع هذا الرد العسكرى السريع من قبل الخليج ومصر فى المقام الأول، التى أعطى مشاركتها ثقلاً وزاد المشهد تعقيداً، حيث أكد  العديد من وسائل الإعلام الإيرانية ومن بينها قناة برس تى فى، الإيرانية أن هذه الخطوة تضع مصر والخليج العربى فى مواجهة مباشرة مع إيران. من ناحية أخرى فإن التحركات الإيرانية فى اليمن عبر الحوثيين أعطاها مزيداً من الثقة بإحكام قبضتها على البلاد، فمنذ اللحظات الأولى التى ظهر خلالها تحرك الحوثيين، تكشفها قيام قادة طهران  بتوجيه الحوثيين واستغلالهم لتحريك الدفة لصالحها، ففى النصف الأول من مارس الجارى أعلن صالح الصمد، رئيس المجلس السياسى لجماعة  الحوثيين بعد عودته من (طهران) أنه تم توقيع اتفاقية بين البلدين بموجبها يتم التعاون فى مجال النفط والطاقة والكهرباء والمياه، وأنه وقع عليها رضا نعمت زاده، وزير التجارة الإيرانى وبناء عليه يتم التعاون المباشر بين البلدين ، وهو ما يعطى المزيد من الصلاحيات لإيران داخل اليمن، وفقاً لما ورد بتقرير الإذاعة الإيرانية.
 من ناحية أخرى لم يخف على أحد الدعم الإيرانى العسكرى للحوثيين، فمؤخراً أكد موقع (راديو فردا) الناطق بالفارسية على دور الحرس الثورى الإيرانى فى تحريك الأحداث فى اليمن ودعم إيران للحوثيين، مشيرا إلى تقديمها الكثير من المساعدات العسكرية والإسعافات اللازمة لعلاج المصابين فى الأحداث الأخيرة التى شهدتها العاصمة اليمنية (صنعاء)، مؤكدة أن الجرحى  الذين تجاوز عددهم 50 شخصا رفضوا نقلهم للعلاج داخل السعودية، وأنهم أصروا على الذهاب لإيران وبالفعل تم نقلهم لمستشفى (بقية الله) بـ(طهران).
فى الكواليس باتت تحركات الحوثيين تحمل الكثير من معانى القلق حول طبيعة أوضاعهم ومدى إحكام سيطرتهم على اليمن، فقبل 48 ساعة من بدء غارات (عاصفة الحزم) طلب بعض قيادات الحوثيين من إيران الدعم المالى بشكل مباشر وحمايتهم بشكل رسمى وإعلان الوقوف خلفهم أمام العالم أجمع، ويبدو أن المسئولين الإيرانيين لم يتوقعوا إقدام الخليج ومصر على تلك الخطوة، مما دفعهم للرد عليهم بضرورة ضبط النفس والانتظار لحين نحاج مخططهم، وذلك وفقاً لما ورد بموقع (راديو فردا)، مشيراً إلى تصريح حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والأفريقية بأن دعمهم الرسمى أمام العالم سيكون بعد تنحى الرئيس الحالى بشكل رسمى، كى لايتكرر الخطأ مرتين، فى إشارة إلى هروب الرئيس (منصور) وعودته للمشهد مرة أخرى، على حد ما ورد بموقع الإذاعة.
وأشار التقرير إلى أن التحولات السريعة التى تشهدها اليمن تجر المنطقة العربية نحو مصير مجهول وربما حرب لا تحمد عقباها، لاسيما فى حال وقوف دول الخليج العربى مع السعودية والنظام اليمنى الداعم للرئيس (هادى) ضد النفوذ الإيرانى فى المنطقة. فى السياق نفسه اعتبر موقع (خبر أونلاين) الإيرانى أن اليمن باتت تحارب السعودية بالوكالة عن إيران وأن المشهد النهائى لم يتحدد ملامحه بعد.
على صعيد آخر فإن التصريحات الرسمية فى إيران تحمل الكثير من الازدواجية فى التعامل مع المشهد الإيرانى، فمن ناحية أدانت مرضية أفخم، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية استخدام الخيار العسكرى فى اليمن، معتبرة أن هذا الأمر يؤدى إلى تفاقم الأوضاع الداخلية، ومن ناحية أخرى فإن قادة جماعة  الحوثى يقومون بزيارات مستمرة لإيران طالبين الدعم العسكرى وإمدادهم بالأسلحة اللازمة لدعم موقفهم وإحكام قبضتهم فى اليمن. وفى مفاجأة فجرتها الإذاعة الألمانية فى قسمها الفارسى فى أعقاب اتفاقية التعاون الجوى بين إيران واليمن، أكدت وجود بعض الشبهات حول نشاط شركة (ماهان إير) الجوية الإيرانية، مشيرة إلى أنها تتخذ من الخدمات المدنية أى الطيران المدنى ستاراً لنقل الأسلحة والمعدات الحربية للعديد من الدول التى تدعمها، مدللة على ذلك بعمليات تتم لصالح حزب الله والحرس الثورى الإيرانى فى عدد من دول المنطقة، على حد ما ورد بموقعها.
 من جانبها حرضت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية اليمنيين على استئناف التظاهرات ضد هذه الغارات الجوية ومعلنة عن دعوات الشيعة فى البحرين للتضامن مع الحوثيين فى اليمن، ومستندة إلى فتوى على خالد الشمرى، عضو اتحاد علماء المسلمين باليمن الذى صرح فى حوار خاص للوكالة بضرورة إعلان الجهاد ضد المملكة السعودية ومصر وباقى الدول التى شاركت فى ضرب الحوثيين باليمن.∎