الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدراما (هتبطل السجاير والحشيش)

الدراما (هتبطل السجاير والحشيش)
الدراما (هتبطل السجاير والحشيش)


لم تعد مشاهد تعاطى المخدرات والتدخين مسموحا بها فى الأعمال الدرامية المصرية.. هذا  بمقتضى ميثاق الشرف الأخلاقى الذى أعلنت عنه وزيرة التضامن الاجتماعى رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة الإدمان غادة والى.
 القرار جاء بعدما كشف تحليل محتوى الأعمال الدرامية فى رمضان الماضى عن أن مشاهد التدخين  بلغت ما نسبته 15٪ من هذه الأعمال، الأمر الذى اعتبره متخصصو مكافحة التعاطى دعوة إلى التدخين، وهى دعوة بالغة الخطورة خاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين.

 وسيعقد صندوق مكافحة الإدمان ورشة عمل خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع صناع الدراما وبعض الخبراء المعنيين بالقضية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية لتحديد الخطوط العريضة لتنفيذ الميثاق.
 رئيس المركز الكاثوليكى الأب (بطرس دانيال) قال إنه متحمس جدا لتلك الوثيقة من أجل التغيير وتقليل مشاهد الدراما التى تتناول قضية تعاطى المخدرات والتدخين، موضحا أنه تم عمل إحصائية من عام 2009 إلى 2014 رصدت أن عدد مشاهد التدخين والإدمان ارتفعت بشكل مبالغ فيه، خاصة التدخين بين الإناث، معتبرا أنها مشاهد لا تخدم السياق الدرامى على الإطلاق.
كما أوضح أن الشباب عندما يكون معجبا بممثل معين، فإنه يحاول تقليده فى كل شىء سواء فى الملابس، أو فى طريقة الحديث والحركة، أو مكياج ممثلة معينة، فما بالك بالتدخين؟
 وأضاف أن المركز الكاثوليكى يرفض بشدة المشاهد التى لا تخدم السياق الدرامى، إلا أن هناك حالة واحدة يمكن قبول تلك المشاهد من خلالها، وهى علاج حالات التدخين والتعاطى، موضحا أنه لا مانع من أن نظهر سوء حالة أو مرض البطل من تعاطيه المخدرات أو التدخين، ففى هذه الحالة لا مانع من وجود تلك المشاهد.
 واستطرد قائلا إنهم اكتشفوا من عدة أشهر عندما قاموا بعمل اجتماع أن أحد الفنانين غير المدخنين، قد قام بالتدخين فى أحد المسلسلات لأن هناك شركة دعاية قامت بدفع المال من أجل أن يقوم بهذا الدور، وبالفعل اضطر هذا الفنان ليقوم بتمثيل أنه يدخن، مؤكدا أن هذا الأمر يعد كارثة، لأن الشباب والشابات صغيرى السن على وجه الخصوص هذه الأيام فى الشارع والكافيهات أصبحوا يدخنون السجائر والشيشة بشكل علنى.
 وقال: حقا إنه أمر مؤسف ومحزن للغاية، لأنها أشياء لم تكن العين معتادة على رؤيتها حتى الماضى القريب.
 وأشار إلى أن المركز الكاثوليكى اقترح نقطة معينة تفيد الميثاق والدراما، وهو عمل جائزة خصيصا للأفلام فى مهرجان العام المقبل والتى تحتوى على أقل نسبة تدخين  أو تعاطى، أو وجود بطل غير مدخن، موضحا أن اللجنة أعلنت تأييدها الكامل لتلك الفكرة، بل وأشادت بها.
 وطالب أيضا بتقليل الألفاظ المضرة أو الخارجة فى السياق الدرامى من قبل البطل أو البطلة، خاصة أن دراما هذا العام تحتوى على أكثر من 57 مرة تقريبا لفظ خارج (شتيمة بالأم)، الأمر الذى جعل الفنان (محمد صبحى) فى غاية الحزن والأسف، وأشار إلى أنه تساءل عن كيفية وجود مثل تلك الكلمات فى الدراما، خاصة  أن الدراما داخل كل بيت، ويتابعها أطفال.
علق الأب  بطرس على كلام الفنان قائلا إنه من الممكن أن يتعود الأطفال والشباب الصغير على إلقاء الكلمة وكأنها كلمة عادية، وهذا الأمر مضر للغاية.
وقال: لم نسمع أى كلمة خارجة فى أفلام الزمن الجميل، بل كانوا يستخدمون كلمات خفيفة بسيطة كوميدية ومهذبة.
 وطالب كل من يعمل فى سياق الدراما أن يتوقف عن المشاهد التى لا تفيد سياق الدراما فى شىء، ثم قال: «حرام أن أتهم شخصا بشىء لكن هناك من يتخذ الدراما بشكل تجارى» خاصة أن هناك  البعض يرى أن الأفلام والدراما لم تعد قوية مثل الماضى، فيضطر لوضع (تحبيشات)، كما أعطى مثالا على كلامه أنه فى الماضى عندما تحتوى المشاهد على راقصة فى فرح، فيكون فنا استعراضيا لمدة لا تزيد على ثلاث دقائق وانتهى الأمر بعدها، أما الآن فأصبح مشهد الراقصة فى فرح يتم التركيز عليه أكثر من الفرح بشكل عام، وعند حضوره هو شخصيا لأحد الأفلام، وجد أن مشهد الرقص استمر  لأكثر من ربع ساعة بشكل مبتذل ومبالغ فيه، كما أن هناك بعض القصص التى تبنى على هذا النوع من المشاهد.
 كما أوضح أن الميثاق سوف يشمل الدراما فقط، لأنها تعرض فى البيوت بدون إحكام، فمن الممكن أن يفتح أى طفل التلفاز  ويتابع بدون علم أهله، على عكس  السينما التى ممكن أن يتحكم الأهل فى ذهابهم هذا الفيلم بأطفالهم أو بدونهم.
ومن جانبه قال نقيب الممثلين  الفنان (أشرف عبدالغفور) إن قرارا وزاريا صدر بتشكيل لجنة تقوم بإعادة هيكلة هيئة الرقابة على  المصنفات الفنية، مضيفا أن هذه اللجنة اجتمعت بالفعل  وتناقشت ووضعت تصورا لكيفية  العملية الرقابية فيما بعد، وتوصلت لأن تكون من خلال ما يسمى بـ(الشرائح العمرية)، أى هناك شرائح تحت الـ 12 عاما، أو تحت الـ 18 عاما أو فوق الـ 21 عاما، وكل شريحة عمرية لها ضوابطها بما يتواءم ويتناسب مع السن.
 وأكد أن الموضوع ليس حكرا على حل مشاكل مشاهد المخدرات والتدخين فقط، إنما ببقية المشاهد التى لا يوجد منها هدف درامى، وأنه تمت مناقشة كل هذا بشكل مفصل داخل التقرير  الذى قدمته اللجنة، إلا أن عملهم لم ينته بعد، بل هناك المزيد ليتشاوروا حوله.
 وردا على سؤال حول عدم اقتراح النقابة لهذا الأمر قبل الوزارة، قال إن النقابة نقابة مهنية فقط، وليست لها سلطة على الرقابة، فالرقابة أعلى من النقابة.∎