الأحد 6 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كرسى البرلمان يفجر الصراع داخل العائلات الكبيرة وأبناء الوزراء

كرسى البرلمان يفجر الصراع داخل العائلات الكبيرة وأبناء الوزراء
كرسى البرلمان يفجر الصراع داخل العائلات الكبيرة وأبناء الوزراء


أثار إعلان عدد من العائلات عن ترشح أكثر من فرد منها للانتخابات البرلمانية حالة من الجدل وأعاد للأذهان تجربة عائلة أباظة عندما ترشح الدكتور ماهر أباظة وزير الكهرباء الأسبق عن الحزب الوطنى وترشح أخوه الدكتور محمود أباظة عن حزب الوفد وترشح أحمد أباظة عن حزب العمل.
ترشح العائلات فى انتخابات 2015 بدأ من حزب النور السلفى الذى لم يجد عدداً كافياً من السيدات للترشح على قوائمه فقدم زوجات الأعضاء كمرشحات، وجاء أولها ترشح زوجتى بسام الزرقا ونادر بكار.
لم يختلف الأمر كثيرا فى عائلة السادات التى استفادت من شخص الرئيس الراحل أنور السادات الذى صنع تاريخ العائلة، حيث رشحت أربعة وهم محمد أنور عصمت السادات عن دائرة تلا بمحافظة المنوفية، وعفت السادات رئيس حزب السادات القومى عن دائرة الشهداء، وزين السادات عن دائرة النزهة الجديدة بالقاهرة وشهد ابنة عفت السادات على قائمة فى حب مصر.
ومن نماذج العائلات التى تقدمت بمرشحين عائلة ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل الذى ترشح هو وابنه إبراهيم ناجى على قائمة الجبهة المصرية حيث ترشح ناجى عن المحلة بمحافظة الغربية وإبراهيم عن محافظة الجيزة، بالإضافة إلى نجلى وزير الداخلية الأسبق زكى بدر، أحمد زكى، وزير التربية والتعليم مرشح على قائمة الجبهة المصرية وشقيقه د.محمد زكى بدر مرشح عن دائرة شبين الكوم، ومرتضى منصور عن دائرة إتميدة بالدقهلية وابنه أحمد مرتضى عن دائرة العجوزة معتمدا على وجوده بمجلس إدارة نادى الزمالك.
وهناك نماذج لعائلات جاءت بمرشحين ضد بعضهما مثل عائلة البطران التى ترشحت منها د.منى البطران على قائمة فى حب مصر وضدها د.محسن البدران عن الجبهة المصرية.
المحافظات لم تسلم من الصراع العائلى، حيث ترشح فى دائرة أبشواى بمحافظة الفيوم الحسينى محمد ضد ابن عمه النائب السابق على الشاذلى، ونفس الأمر ترشح عبدالفتاح المليجى ضد ابن عمه حاتم المليجى، ودائرة الفيوم شهدت ترشح محمد حميدة ضد ابن خاله محمد رمضان مرشح حزب النور، وبنفس الدائرة الفيوم ترشح أحمد البر ضد خاله منجود الهوارى.
غابت عائلة والى عن الترشح بسبب ما حدث ليوسف والى كبير العائلة وأحد قيادات الحزب الوطنى المنحل وهو ما جعل عدداً من العائلات تتقدم لتحل محل الرموز السابقين.
وفى نفس السياق ترشح الزميل محمود العسقلانى منافسا لزوجته حنان غزالى على مقعد مجلس النواب بدائرة مدينة نصر، والطريف أن الزوج وزوجته ذهبا سويا للترشح وتقديم الأوراق بمحكمة شمال القاهرة الابتدائية بالعباسية عن حزب مصر بلدى، ورغم وجودهما على دائرة واحدة إلا أن العسقلانى اعتبر ذلك ائتلافاً مصغراً بينهما وأن المنافسة سوف تكون لخدمة أبناء الدائرة، وطمعا فى الفوز بمقعدين من المقاعد الثلاثة المخصصة لدائرة مدينة نصر.
ظاهرة ترشح العائلات حدثت بكل ربوع مصر، ففى دائرة دار السلام محافظة سوهاج ترشح طارق رضوان عن المصريين الأحرار وشقيقه عبدالرحيم رضوان «مستقل» وفى دائرة البلينا سوهاج أيضا ترشح نائب الحزب الوطنى المنحل حشمت أبوالخير ضد ابن شقيقه رأفت أبوالخير عن نفس الدائرة.
وفى سياق متصل سعى العديد من أبناء الوزراء والبرلمانيين السابقين إلى الترشح أيضا وأبرزهم الصحفى معتز كمال الشاذلى رئيس مجلس إدارة جريدة الجماهير ونجل الوزير السابق كمال الشاذلى المرشح عن دائرة الباجور، ويسعى معتز لاستغلال بعض ما قدمه والده لأبناء الدائرة من تعيين أبنائهم وحرص أيضا على تعليق صوره مع والده على اليفط الخاصة بدعايته الانتخابية.
وتعليقا على ذلك يقول جورج إسحق: يجب على هؤلاء أن يتنحواجانبا لأن سمعتهم سيئة نظرا للتاريخ القديم الذين ترشحوا على أساسه، وعلى المصريين أن يكونوا حريصين على دقة الاختيار أمام صناديق الاقتراع.
الدكتور وحيد عبدالمجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية قال: من وجهة نظرى الشخصية ليس هناك أى مشكلة فى ترشح أى فرد منهم، وإقصاؤهم يعتبر نوعاً من الفاشية، فالثورة ثارت ضد نظام وليس أسماء فإذا تواجد أى اسم ولو اسم سابق ولم يدنه القضاء فله الحق فى الترشح.
يقول أحمد ناجى قمحة رئيس وحدة بحوث الرأى العام بالأهرام: إن الانتخابات فى مصر مرتبطة بالعصبية القبلية والانتماء العائلى وهى ظاهرة قائمة منذ ثورة 1952 وما قبلها، حيث توجد العائلات السياسية أمثال النحاس والأباظية ومحيى الدين والنماذج متكررة حتى بعد الحياة الحزبية بسبب ضعف الأحزاب وعدم وجود برامج حزبية، بل إن الأحزاب تتباهى بالشخصيات التى تضمها وليس بالأهداف والبرامج الحزبية وهى ظاهرة سياسية مصرية لتشابه المصريين فى كل شىء فى اللغة والعادات والتقاليد، وهذه الظاهرة موجودة فى الدول العربية بشكل مختلف مثل لبنان لوجود عرقيات مختلفة وفى حالة تطوير الأحزاب سوف تذوب ظاهرة العائلات داخل الأحزاب وليس العكس، ووارد أن نجد أكثر من فرد للعائلة فى البرلمان القادم إذا تمت الانتخابات.
وتتفق د.هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى والعسكرى مع ما قاله ناجى قمحة بأن فكرة العائلة جزء من قوة المرشح وتسيطر العصبيات القبلية على اختيار المرشح وكل عائلة تقوم بعمل آليات خاصة بها لوجود ممثل لها داخل البرلمان.∎