الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لبنان تحارب إسرائيل بالوكالة عن إيران

لبنان تحارب إسرائيل بالوكالة عن إيران
لبنان تحارب إسرائيل بالوكالة عن إيران


عاد شبح الحرب يخيم على الأراضى اللبنانية من جديد، لتكون لبنان على شفا حرب متوقعة مع الجانب الإسرائيلى، على غرار سيناريو حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والتى استهدفت مناطق متفرقة فى لبنان ووصل مداها لتدمير العاصمة بيروت، وافتعال الأحداث بين الجانبين ليكون الخاسر الأكبر الشعب اللبنانى نفسه.

كانت هذه فحوى تصريحات الرئيس اللبنانى ميشال سليمان، والتى أدلى بها فى أعقاب العمليات التى شهدتها مزارع شبعا المحتلة، حيث قامت عناصر من حزب الله باستهداف دورية إسرائيلية أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وكانت جماعة حزب الله قد أعلنت عن أن هذه العمليات تأتى كرد فعل على عملية «القنيطرة» والتى أودت بحياة 6 من أعضاء حزب الله ومن بينهم محمد الله دادى، قيادى بالحرس الثورى الإيرانى و«جهاد» نجل القيادى السابق بحزب الله عماد مغنية، الذى اغتيل فى  .2008
ملابسات كثيرة وتصريحات متضاربة حول أحداث شبعا، ففى أعقاب عملية «القنيطرة» أعلن الجانب الإسرائيلى مسئوليته عنها، وصرح موشيه يعلون، وزير الدفاع الإسرائيلى، قائلا:
«إن المجموعة التى تمت تصفيتها خلال الغارة خططت لارتكاب اعتداءات على إسرائيل من هضبة الجولان.. وأن إسرائيل ستضرب كل من يعتدى عليها وستجعله يدفع ثمناً باهظاً».. على حد ما نقلته صحيفة السفير اللبنانية.
فى الوقت نفسه أعلنت مواقع تابعة لـ«جبهة النصرة»، التى تنتمى للسلفية الجهادية بسوريا عبر حسابات على موقع «تويتر» عن مسئوليتها عن الحادث متهمة إسرائيل بمحاولة ادعاء البطولة والعداوة لحزب الله، وأشارت بعض المواقع السورية إلى أن أبوعزام الإدلبى، أحد أعضاء الجبهة أعلن عبر حسابه على «تويتر» عن قيامهم باغتيالهم فى إطار تصفية المشروع الفارسى فى سوريا وتطهيرها من التواجد الإيرانى.
ولعل تضارب التصريحات هو ما دفع الرئيس اللبنانى وبعض أعضاء الحكومة للقول بوجود مخطط إسرائيلى يستهدف ضرب استقرار لبنان ونشر الفوضى، من خلال افتعال معارك مع أعضاء حزب الله، حيث قال الرئيس «سليمان» فى بيان له: إن «إسرائيل تستهدف جر لبنان إلى حرب، وخرق قرار مجلس الأمن الدولى «1701» والذى ينص على وقف العمليات القتالية بين الجيش الإسرائيلى وحزب الله وانسحاب الأول لمنطقة الخط الأزرق الذى رسمته الأمم المتحدة بين كل من لبنان وإسرائيل وهضبة الجولان وانتشار الجيش اللبنانى فى الجنوب».
وطالب الرئيس اللبنانى كل القوى السياسية بالوقوف خلف الحكومة وعدم السماح لإسرائيل بجر لبنان فى حرب وضرب استقرارها ونشر الفوضى، مشيراً إلى أن بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى يرغب فى استغلال هذه الأحداث فى المعارك الداخلية مع قرب موعد الانتخابات التشريعية فى إسرائيل، والتى من المقرر أن تعقد فى مارس المقبل.
على صعيد آخر وعلى خلاف تصريحات بعض المسئولين فى إسرائيل والذين توعدوا بالتصدى لإيران وحزب الله باعتبارهما يهددان أمنها، فإن الإعلام الإسرائيلى قام بتضخيم صورة إيران وتصويرها على أنها وحش كاسر تخشى إسرائيل مواجهته، وذلك من خلال تسريب لخبرين الأول جاء عبر استوديو تحليلى على القناة العاشرة الإسرائيلية، حيث ادعى محللون سياسيون إسرائيليون بأن بلادهم أرسلت رسائل لإيران عبر روسيا، أشاروا خلالها إلى عدم رغبتهم فى الدخول لحرب.
وأن إسرائيل قالت بالحرف فى رسائلها لموسكو: إن تل أبيب لاتزال متمسكة بحفظ الأمن والاستقرار مع كل من طهران وحزب الله.. على حد ما ذكرته وكالة أنباء فارس الإيرانية، مشيرة إلى أن اختيارها لروسيا نابع من صلتها القوية بإيران والدول العربية وأن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب فى دخول حرب جديدة فى الوقت الراهن مع حزب الله.
الخبر الثانى الذى تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة والذى نشر فى التوقيت نفسه يفيد بأن إيران استطاعت صناعة صواريخ بعيدة المدى يمكن أن يصل مداها إلى أوروبا، حيث عرض التليفزيون الإسرائيلى صوراً ادعى أنها التقطت عبر الأقمار الصناعية، وأنها تخشى من النفوذ الإيرانى فى المنطقة، لتظل هناك حالة من تضارب التصريحات بين من يوجه لحرب جديدة بين الجانبين تستهدف ضرب لبنان وبين من يدعى البطولة للجانب الإيرانى وحزب الله.
وكما صرح الرئيس اللبنانى بأن «نتانياهو» يريد أن يستفيد من خرق قرار 1701 فإن الأخبار التى بشأن توصل إيران لعمل أسلحة وصواريخ طويلة المدى ورقة رابحة لها للضغط فى مفاوضات البرنامج النووى مع مجموعة (5+1) وذلك حسبما ذكر موقع «بامداد خبر» الإلكترونى التحليلى الإيرانى.
على صعيد آخر فإن إيران تعمدت إشعال الأحداث فى لبنان وتصعيدها، حيث نشر موقع «مشرق نيوز» قائمة بأسماء أبناء المسئولين البارزين فى إسرائيل بدعوى أنها رد على اغتيال جهاد مغنية، وأحد القيادات بالحرس الثورى الإيرانى، مشيرة إلى أن حزب الله لديه نسخة من هذه القائمة وأنه سيقوم بتنفيذها خلال الفترة المقبلة، وجاء على رأسها «أفنير ويائير» نجلا «نتانياهو»، شاؤول أولمرت، و«جلعاد وعمرى» نجلا آرئيل شارون، و«شاؤول» نجل إيهود أولمرت، رئيس الحكومة السابق وغيرهم من أبناء القيادات البارزة فى إسرائيل، وعلق موقع راديو «فردا» الموجه بالفارسية أن نشر الموقع لهذه القائمة سوف يزيد النار اشتعالاً ويجر لبنان وإسرائيل لحرب لا تحمد عقباها، والسبب فى ذلك إيران التى تريد أن تلعب دور البطولة فى المنطقة.∎