الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الرفاعية يطلبون المدد!

الرفاعية يطلبون المدد!
الرفاعية يطلبون المدد!


ألقت الأزمة التى تفجرت مؤخرًا بين وزارة الآثار والطريقة الرفاعية، بظلالها على مستقبل الطرق الصوفية فى مصر، بعد أن رفع مفتش الآثار بمسجد الرفاعى بالقلعة دعوى قضائية بإغلاق مقر الطريقة الرفاعية الموجود خلف المسجد.
وتبادل الطرفان الاتهامات، فالمسئولون بوزارة الآثار يتهمون الطريقة الرفاعية بتشويه المسجد الأثرى، وبناء حائط داخله، بل إن مفتش الآثار اتهم أبناء الطريقة بأنهم مثل جماعة الإخوان الإرهابية التى تخلط الدين بالسياسة، واتهمهم مرة أخرى بأنهم شيعة، بعد أن استنكروا هدم «داعش» لضريح مسجد الرفاعى بالعراق، وأبناء الطريقة الرفاعية يتهمون الوزارة بأنها ستقضى على الطرق الصوفية كلها، لأن «الرفاعية» تدافع عن وسطية الإسلام، وتحرص عليها مثل كل الطرق الصوفية الأخرى.
يقول الشيخ طارق الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية: إن وزارة الآثار تختلق الكثير من المشاكل لأبناء الطريقة الرفاعية لإغلاق المقر التاريخى الذى نشأت فيه الطريقة، بحجة الحفاظ على الآثار.
وشدد على أنهم لم يسيئوا للأثر، بل يحافظون عليه، لافتًا إلى أن «الرفاعية» أعطت روحًا للمكان، وصارت تراثًا، يجب على الوزارة المحافظة عليه، طبقًا لاتفاقيتها مع اليونسكو بالمحافظة على الآثار غير المادية.
وأضاف: إن وزارة الآثار تستعدى أكثر من 4 ملايين مواطن من أبناء الطريقة الرفاعية، وستقضى على الطرق الصوفية بأكملها، التى تدعو طوال تاريخها إلى التسامح والوسطية الدينية.
واستنكر الرفاعى رغبة الوزارة فى إخلاء مقر الطريقة الرفاعية من مسجد الرفاعى، وتساءل: إذا كان هذا القرار صائبًا، فلماذا لم يتخذ منذ 100 عام؟! واستطرد: إذا كانت الوزارة تهتم بالحفاظ على الأحجار، فلابد أن تحافظ على التراث الروحى، لأن الآثار الحجرية بدون الروحية لا تصلح، وستعامل معاملة المتاحف.
وذكر الشيخ طارق الرفاعى تاريخ بناء مسجد الرفاعى، قائلاً: بنى مسجد الرفاعى فى مصر، تيمنا بطريقته، رغم أن الإمام الرفاعى مدفون بالعراق، أما مسجده فى مصر، فمدفون فيه على أبو شباك الرفاعى حفيد الإمام الرفاعى، ومحمد ياسين شيخ الطريقة، وكان من الممكن تسمية المسجد على اسم الخديوى أو خوشيار هانم، خصوصًا أنه عاصر حكامًا كثيرين منذ الخديوى، والملك فؤاد، والملك فاروق، وجميع رؤساء مصر، ولم يفكر أى حاكم فى إغلاق مقر الطريقة الرفاعية.
وأشار الرفاعى إلى أن مفتش الآثار بالمنطقة، شبههم بجماعة الإخوان الإرهابية، وهذا يعتبر سبًا وقذفًا لهم، ويتعارض مع أبسط مبادئ الصوفية التى تعد جماعة تسامح وحب، وليس عنف وقتل.
وأوضح الرفاعى أن هناك غرفتين خارج المسجد بجانب مقر المشيخة الصوفية، وقال إن هذا الأمر شرعى من الناحية القانونية طبقًا للقانون رقم 118 لسنة 76 المعد للطرق الصوفية، مشيرًا إلى أن الطريقة الرفاعية من أكبر الطرق الصوفية فى الشرق الأوسط، نافيًا أنه تم إنزاله من على منبر مسجد الرفاعى، لأنه ليس إمام مسجد، وإنما فقط شيخ الطريقة الرفاعية.
وقال الرفاعى: إن مفتش الآثار بالمنطقة ادعى ظلمًا أنه بنى حائطاً دون أدلة، ولم تتحرك أى لجان من الوزارة للمعاينة والتأكد من هذا الادعاء.
وأرجع الشيخ طارق الرفاعى سبب اتهام مفتش الآثار للطريقة بأنهم يشبهون الإخوان الإرهابيين، إلا أن الطريقة تناولت أمام عدد من وسائل الإعلام قضية هدم «داعش» لضريح الشيخ أحمد الرفاعى فى العراق، واستنكرت ذلك التصرف، فادعى مفتش الآثار أننا نتحدث فى السياسة!
وأضاف: حررنا ضد مفتش الآثار ثلاث قضايا، الأولى طعن على الحكم الذى صدر ضدى وتسبب لى فى غرامة وسجن لمدة عام، بسبب اتهام المفتش لى ببناء حائط داخل المسجد، وهناك استئناف حاليا، أما القضية الثانية فموجودة بمجلس الدولة، تقضى ببطلان القرار الذى صدر بإغلاق مقر الطريقة الرفاعية بمسجد الرفاعى، والثالثة قضية سب وقذف ضد مفتش الآثار، بعد أن شبه الطرق الصوفية بجماعة الإخوان الإرهابية.
وطالب طارق الرفاعى رئيس الجمهورية أن يجد حلا لهذه المشاكل التى يفتعلها معهم مفتش الآثار خصوصا أنه قطع الكهرباء عن المسجد أثناء احتفالهم بمولد شيخ الطريقة، كما استخدم ضريح سيدى يحيى الأنصارى، وبعض أجزاء المسجد كمحزن للعهدة.
ويقول مصطفى زايد، منسق الائتلاف العام للطرق الصوفية، من جهته، أن المسئولين بوزارة الآثار يحاولون إخراج الطريقة الرفاعية بشتى الوسائل من مقرها، لأن مسجد الرفاعى يقع تحته الكثير من الآثار، وأنهم اصطنعوا بعض المشاكل، منها إغلاق المسجد فى مولد الرفاعى أثناء حضور شيخ مشايخ الطرق الصوفية.
وأضاف زايد: إن مفتش وزارة الآثار تارة يتهم أبناء الطريقة الرفاعية بأنهم إخوان، وأخرى يتهمهم بأنهم شيعة بسبب اهتمامهم بتناول ما حدث فى العراق من هدم داعش لضريح الشيخ أحمد الرفاعى.
وأكد أن هناك جمعية عمومية ستعقدها المشيخة العامة للبت فى هذه القضية، ليحصلوا على حقوقهم بالوسائل القانونية.
وطالب زايد باستعادة الآثار المنهوبة، والتنقيب عنها وحمايتها من الهدم، بدلا من اتهام الطريقة الرفاعية بهذه التهم الباطلة، خصوصا أن هناك مناطق أثرية أهملتها وزارة الآثار، ما تسبب فى هدم ضريح العز بن عبدالسلام، وابن حجر العسقلانى فى وقت سابق.
وأشار إلى أنهم حاولوا أكثر من مرة مقابلة وزير الآثار، لكنهم فشلوا فى ذلك، وسيحاولون عرض قضيتهم على رئيس الوزراء، أو رئيس الجمهورية نفسه.
ويؤكد الشيخ عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أن باقى الطرق الصوفية والمشيخة العامة ليست طرفا فى الأزمة التى بين الطريقة الرفاعية ووزارة الآثار.
فيما يرى الدكتور محمد فوزى رئيس وحدة الآثار الإسلامية بوزارة الآثار، أن ما حدث بين مفتش الآثار بالمنطقة، وأبناء الطريقة الرفاعية، ما هو إلا صراع مصالح وخلافات شخصية موجودة بينهم منذ فترة طويلة، ولذلك فهم يتربصون لبعضهم البعض!
وأضاف أنه شكل لجنة لمتابعة هذه المشكلة لمعرفة تفاصيلها وأسبابها وتوابعها، وسترسل لهم تقاريرها، وسيسمع من جميع الأطراف، وتعاين مستنداتهم، وعلى أثر ذلك سيتم الفصل فى هذه المشكلة، لافتا إلى أنهم كمسئولين فى الوزارة يتركون القانون ليحدد من المخطئ، ولايهتمون بمثل هذه المشاكل، لأن مهمته الحفاظ على الآثار والتراث القديم، وليس على الطرق الصوفية.∎