الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أنبياء وأطفال على أبواب الأوسكار

أنبياء وأطفال على أبواب الأوسكار
أنبياء وأطفال على أبواب الأوسكار


من طوفان نوح لانشقاق البحر أمام موسى ومن حكايات سندريلا وذات الرداء الأحمر لتتبع رحلة نضوج أحد الأطفال، ومن قصص الاختفاء الغامضة لأشهر حكايات القتل والعنف تدور أحداث أهم الأفلام الأمريكية التى عرضت فى عام 2014 والتى من المتوقع أن تنافس بقوة على الجوائز الأهم فى بداية العام القادم 2015 وهى جوائز الأوسكار.
تسابقت صفحات السينما فى كبرى المجلات والصحف والمواقع الإلكترونية للتنبؤ بالأفلام التى سوف تحقق مكانة فى الأسابيع القادمة من خلال ما يعرف بموسم الجوائز والاستطلاعات والذى يبدأ مع شهر ديسمبر وينتهى مع حفلة توزيع جوائز الأوسكار التى سوف تقام فى مارس القادم.
أكثر الأفلام التى لفتت الانتباه والتى من المتوقع أن تنافس على الجوائز الكبرى. فيلم عيب تصنيع - inherent vice  الذى ينتظر أن ينافس على جوائز أفضل فيلم، مخرج لـ«بول توماس أندرسون»، ممثل لـ«خواكين فونيكس»، ممثل مساعد «جوش برولين»، ممثلة مساعدة «جينا مالون»، تصوير، مونتاج، مونتاج صوت، مكساج، مكياج ونص مقتبس، حيث تم اقتباس قصة الفيلم من رواية بنفس العنوان لـ«توماس باينشون» صدرت فى عام 2009،الفيلم تدور أحداثه فى السبعينيات ويتناول قصة اختفاء فتاة بشكل غامض يقوم بالتحقيق فيها الحبيب القديم لهذه الفتاة، وقد نال الفيلم استحسان النقاد حيث وصفه البعض بأنه أقرب إلى الحلم، ملىء بالجرأة والحيوية ويكاد يقترب من الكمال.
وبعيدا عن القصص الغامضة يأتى فيلمان يتناولان قصصا واقعية، الفيلم الأول «الصبا boyhoodإخراج «ريتشارد لينكلاتر» والذى يتناول قصة حياة طفل من عمر الخامسة وحتى الثامنة عشرة.. القصة قد تبدو عادية ولكن ما يجعلها مميزة وفريدة من نوعها أن الفيلم تم تصويره بطريقة واقعية حيث استغرق تصويره اثنى عشر عاما هى الفترة التى يتناولها الفيلم من حياة الطفل، حيث قام المخرج وفريق العمل بتصوير أحداث الفيلم بشكل متقطع طوال هذه الفترة ومن المتوقع أن ينافس الفيلم على جوائز أفضل فيلم، ممثل «الار كولترانى»، تصوير، نص مباشر للشاشة وبالطبع جائزة الإخراج لـ«ريتشارد لينكلاتر» الذى شارك أيضا فى كتابة السيناريو، والذى يدرك المتابع لأعماله السابقة مدى شغفه بتصوير حياة الآخرين فى مراحل مختلفة، فالعمل الأهم فى حياته كان ثلاثية «قبل شروق الشمس»، «قبل غروب الشمس» و«قبل منتصف الليل» وفى الثلاثية نجد قصة حب بين شاب وفتاة يلتقيان فى الجزء الأول ويفترقان ثم يلتقيان مرة ثانية فى الجزء الثانى وفى الجزء الثالث نتابع حياتهما بعد أن تزوجا، وقد حرص المخرج فى الأجزاء الثلاثة على التعاون مع نفس البطل «إيثان هوك» ونفس البطلة «جولى دلبى».
ومن القصص المأخوذة من الواقع أيضا تأتى أحداث فيلم «صائد الثعالب»fox catcher إخـــــراج «بينيت ميللـــر»، ومـــن المتوقع أن ينافس الفيلم على جوائز أفضل فيلم، سيناريو، مونتاج، مكياج وجوائز التمثيل لأفضل ممثل مساعد «مارك رفالو» وممثلة مساعدة لـ«فينسيا ريدجريف» التى كان آخر ترشح لها فى عام 1993 عن فيلم «نهاية هواردز».. الفيلم يحكى قصة حياة المصارع الأوليمبى «مارك شولتز» الذى يعيش فى رعاية مليونير مهووس ووالدته المتسلطة التى تؤدى دورها «ريدجريف»، الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية.
ومن الأفلام التى لم تعرض بعد ومع ذلك بدأت فى لفت الأنظار فيلم فى الغابة into the woods  إخراج «روب مارشال» وبطولة «ميريل ستريب» صاحبة أكبر عدد ترشيحات وحصول على جوائز الأوسكار.
ومن الأفلام الخيالية أيضا أحدث أفلام المخرج «كريستوفر نولان» وهو فيلم خيال علمى يحمل عنوان المتعلق بالنجوم - interstellar  ومن المتوقع أن ينافس الفيلم على جوائز العناصر الفنية بالإضافة لجائزتى أفضل فيلم وأفضل مخرج.. الفيلم نال تقديرا نقديا وجماهيريا كبيرا حتى الآن، حتى أنه احتل المركز الثالث عشر فى قائمة أفضل 250 فيلما على موقع قاعدة البيانات IMDB  يعد «نولان» من المخرجين الشباب المتمتعين بأسلوب متميز فى السرد وقد حققت أعماله السابقة نجاحا كبيرا لما تتفرد به من أسلوب غير تقليدى فى الأسلوب والمضمون.
ولحياة الفنانين مكانة فى الأفلام الأهم هذا العام، حيث يأتى فيلما «بيردمان birdman و«العيون الكبيرة»  big eyes الفيلم الأول يتناول قصة خيالية عن ممثل كان يقدم أدوار البطل الخارق ولكن تخفت الأضواء من حوله، لتأتيه فرصة عمل مسرحية بعد غياب سنوات عن الشهرة. الفيلم من إخراج «إليخاندرو جونزيلا إيناريتو» ومن بطولة «مايكل كيتون» الذى اشتهر من خلال أدائه لشخصية «باتمان» فى عدد من أفلام السلسلة الشهيرة.. و«إدوارد نورتون» والمتوقع لهما التنافس على جائزتى أفضل ممثل وأفضل ممثل مساعد، أما فيلم «العيون الكبيرة» فيتناول قصة حياة الفنانة التشكيلية والمصورة الفوتوغرافية «مارجريت كين» التى اشتهرت وحققت نجاحا هائلا فى مجال عملها فى الخمسينيات والستينيات.
أما الفيلمان الأكثر إثارة للجدل «نوح» و«الخروج» واللذان يتناولان قصة حياة كل من نبى الله «نوح» و«موسى» عليهما السلام.. فعلى الرغم من الضجة التى أثيرت حولهما فإن تنافسهما على موسم الجوائز يبدو محدودا فى العناصر الفنية فقط مثل تصميم المناظر، المؤثرات الخاصة والملابس، وهذه التوقعات جاءت حتى قبل أن يبدأ العرض الجماهيرى لـ«الخروج» إخراج «ريدلى سكوت» وبعد النجاح الجماهيرى الذى حققه «نوح» إخراج «دارين أرنوفوسكى».. ولكن ربما يحقق «الخروج» معجزة جديدة بإمكانية الأفلام الدينية على التنافس على الأوسكار وهو الأمر الذى لم يتحقق منذ عام 1957 عندما رشح «الوصايا العشر» لسبعة جوائز أوسكار.∎