الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ملك الفحولة فى سوازيلاند

ملك الفحولة فى سوازيلاند
ملك الفحولة فى سوازيلاند


العذرية من القيم المتغيرة على اختلاف الدول والحضارات، فهناك بعض الثقافات التى تعتبرها فضيلة ودليلاً على عفة المرأة وطهارتها وشرفا لأهلها، خاصة فى المجتمعات التى تقصر العلاقة الجنسية ضمن إطار الزوجية، وخسارة الفتاة لغشاء بكارتها يوصمها ويوصم عائلتها بالعار والخزى، وقد تصل العقوبة فى بعض البيئات إلى القتل، بينما تتأرجح تلك القيمة فى طبقات وأماكن عديدة حتى إنه فى كثير من الأحيان تعيّر الفتاة التى ما زالت عذراء.

ففى الولايات المتحدة يصل الأمر إلى زيارة أهل الفتاة عيادة الطبيب النفسى للكشف عن الأسباب التى جعلت ابنتهم تبقى على عذريتها وإنهم يشكون فى إصابتها باضطرابات نفسية.
من أغرب الدول التى تنظر للعذرية بشكل خاص هى دولة «سوازيلاند»، وهى مملكة أفريقية داخلية تحيط بها جنوب أفريقيا من الشمال والجنوب والغرب، وموزمبيق من الشرق، ومساحتها صغيرة جدا حوالى  17 ألفا و363 كم، وتعدادها السكانى لا يتعدى مليونا و200 ألف نسمة، والمملكة تسودها الملكية المطلقة والتى يلعب الملك فيها دورا مهيمنا فى السياسة ويحدد السلطتين التنفيذية والتشريعية، ويتم تمثيل الدولة من طرف الملك وأفراد الأسرة الحاكمة بوضع صورهم على الطوابع البريدية والنقود، وقد تم حظر الأحزاب السياسية منذ 1973 لكن الأغرب أن ملوك تلك الدولة يتصفون بالولع بالنساء والشراهة الجنسية فقد تزوج الملك السابق، سبهوزا الثانى أكثر من 125 زوجة خلال فترة حكمه.
وكما يقول المثل «ما شابه أباه فما ظلم» فما زال الملك مسواتى الثالث يعامل النساء فى مملكته كالعبيد، فعندما توفى الملك سبهوزا الثانى فى عام 1982 اختار مجلس الدولة العظمى الأمير مسواتى البالغ من العمر 14 عاما ليكون الملك القادم، وكان مسواتى وليا للعهد فى سبتمبر 1983 وتوج الملك يوم 25 أبريل 1986 وهو يبلغ من العمر 18 عاما و6 أيام، وكان أصغر حامل لقب ملك فى هذا الوقت، وبرغم تعليمه فى إنجلترا، إلا إنه كل عام تقام المراسم والتى يرقص فيها العذارى عاريات الصدر أمامه وذلك احتفالا بعفتهن وأنوثتهن، ويقدمن القصب إلى الملكة الأم المعروفة باسم «أنثى الفيل العظيمة» والغريب أن تلك الاحتفالات تحدث فى واحدة من أفقر بلدان أفريقيا.
وبحسب «UPI» نيوز فإن الفتيات اللاتى تم التحدث معهن من قبل الصحفيين أعلن فخرهن لكونهن من سوازيلاند وإنهن عذارى، وأن عذريتهن لإظهار الوحدة مع الملك فى هذا الحدث السنوى، حيث تتجمع الفتيات فى احتفالات تمتد لمدة أسبوع ويأتى الصحفيون والسياح لمشاهدة هذا التقليد الغريب، وعادة ما يختار الملك زوجة جديدة عذراء من تلك الفتيات، وكل فتاة تمنى نفسها بأنها ستكون المحظوظة، وأنها ستعيش حياة أفضل مما تعيشها مع الكثير من المال وحياة الملكة والسفر فى الخارج، ومعظم العذارى لا تتعدى أعمارهن الخامسة عشرة، وغالبا ما يقدم الملك لزوجته الجديدة سيارة بى إم دبليو وقصرا خاصا بها مما أثار انتقادات عالمية واسعة فى بلد يعيش أكثر من ثلثى سكانه فى فقر مدقع.
تعدد الزوجات يعد جزءا من تقاليد سوازيلاند ويساعد على تعزيز الوحدة الوطنية، وعلى الرغم من السخط الدولى الكبير حول تلك التقاليد، إلا إنه كل عام تتدفق الفتيات اللاتى لم يفقدن عذريتهن من جميع أنحاء المملكة للرقص عاريات فى  الاحتفالات حتى يتزوجن، ويلبس الملك تنورة من الخرز فى هذا الاحتفال وتظهر الألوان الزاهية والزى السوازيلاندى التقليدى، وقد احتلت عذارى سوازيلاند عناوين الصحف العالمية منذ أيام حيث خرج عشرات الآلاف منهن للرقص عاريات الصدر أمام الملك الذى يعد آخر حاكم مطلق فى أفريقيا ويبلغ من العمر 46 عاما والذى يختار عذراء زوجة جديدة له من الحفل.
واللافت للنظر أنه على الرغم من التقاليد الغريبة ورغبة الفتيات فى البقاء عذارى حتى يحظين بلقب ملكة، بالإضافة إلى أن الملك الذى لديه بالفعل 15 زوجة و25 طفلا يدفع 11 جنيها استرلينيا شهريا لكل فتاة أقل من 18 عاما حتى تبقى عذراء دون أن يمسها رجل آخر غيره إلا أن الدولة بها أعلى نسبة فى العالم من فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز»، ويبرر الملك هذا القرار بأنه يريد أن يحد من تزايد نسبة مرض الإيدز ولكنها فى الحقيقة مجرد محاولة لضمان خلو أى عرائس مستقبلية له من المرض عندما يمنع الفتيات من ممارسة الجنس ولكن هل يعد هذا ضمانا حقيقيا؟ حيث تفيد بعض الدراسات بأنه فى المجتمعات التى تضع قيمة عالية للعذرية قبل الزواج، تمارس فيها عادات جنسية لا تتضمن عملية الإيلاج كالجنس الفموى أو الجنس الشرجى، ورغم أن فقدان العذرية يعتبر على نطاق واسع أحد المحطات المهمة فى حياة المرأة وعلى الرغم أنه على طول الزمن اعتبر وجود غشاء البكارة دليلا على عذرية الفتاة، إلا أنه فى الواقع لا يشكل أكثر من مؤشر لا يدل بالضرورة على العذرية، حيث إنه فى بعض الحالات تتم عملية الجماع دون حدوث تمزق لغشاء البكارة، أو قد يتمزق الغشاء بأسباب غير عملية الجماع، أو قد يتم إصلاح التمزق فى غشاء البكارة بإجراء عملية ترقيع غشاء البكارة.
ووفقا لصحيفة الديلى ميل البريطانية فإن بعض المراهقات فى سوازيلاند يقلن إن المال لا يكفى لمنعهن من قبول الهدايا والمال مقابل الجنس من الرجال، رغم استخدام الملك سلطاته التقليدية لاستدعاء العفة والطقوس العريقة تحت رعاية والدته الملكة، ويتم اختيار زوجات ملك سوازيلاند من قبل المجالس الوطنية، وهناك قواعد معقدة على الخلافة، وعادة يتم اختيار الزوجة من خلال والدته، ووفقا للتقاليد فإنه لا يمكن أن يتزوج الملك خطيبته إلا بعد أن تظهر عليها أعراض الحمل فى ابنه ويثبت أنها يمكنها أن تنجب ورثة له.
وقد اتهم الملك مسواتى الثالث بخطف النساء رغبة فى الزواج منهن ولم يتم اتخاذ إجراءات للتحقيق معه، بالإضافة إلى انتقاد أسلوب حياته، وخاصة من قبل وسائل الإعلام، وفى الميزانية الوطنية عام ,2014 خصص البرلمان 61 مليون دولار لميزانية الأسرة المالكة السنوية فى سوازيلاند، فى حين أن 63٪ من سكان سوازيلاند يعيشون على أقل على 25,1 دولار فى اليوم، وتوجه له انتقادات عديدة بسبب ولعه بشراء السيارات الفاخرة، ووفقا لقائمة مجلة فوربس فإنه يحتل المرتبة الـ 15 لأغنى ملك فى العالم عن ثروة تناهز 200 مليون دولار، وعلى الرغم من الانتقادات فقد طلب الملك من حكومته أن تنفق حوالى 15 مليون دولار لتجديد الطلاء لثلاثة قصور رئيسية وبناء قصور أخرى له ولزوجاته، وقد قامت ضده، احتجاجات غير مسبوقة، وعلى الرغم من المناخ الاقتصادى المنهار فالملك هو الذى يعيش فى حضن الحياة الفاخرة الفاحشة فى حين أن معظم مواطنيه يكدحون بسبب سياساته وأسلوب الحياة المترف، لم تظهر الأسرة المالكة فى سوازيلاند أى بوادر تذكر تدل على الرغبة فى شد الحزام.
وقد تسببت ممارساته الغريبة وهوسه بالعذارى فى الكثير من الجدل وتم توجيه الانتقادات العديدة له ولنظامه فى سجلات حقوق الإنسان، وقد وصفت سوازيلاند بأنها تشهد سنوات من الفساد الحكومى، وأنماط الحياة المترفة للعائلة المالكة، كما تم وصف المملكة بأنها على شفا كارثة اقتصادية بسبب هذه العوامل، وقد اتهم نظامه باستخدام التعذيب والقوة المفرطة للسيطرة على المواطنين، فضلا عن التمييز الصارخ ضد مجموعات المعارضة، بالإضافة إلى اتهامه بجرائم القتل خارج نطاق القضاء من قبل قواته، إلى جانب الاعتقالات التعسفية والاحتجاز والتفتيش والمصادرة للأموال والمنازل والممتلكات الخاصة غير المبررة، وتقييده لحرية التعبير والتجمعات والتظاهرات ومضايقة الناشطين والصحفيين، الغريب فى الأمر لم نسمع صوت الإعلام الأمريكى لمهاجمة مسواتى أو تدبير محاولات لقلب نظام حكمه ولم نسمع شيئا عن المصطلحات الأمريكية الزائفة مثل الشفافية والديمقراطية والعدالة!! ∎