الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

أردوغان مريض بجنون العظمة ودمّر مكانة تركيا فى العالم

أردوغان مريض بجنون العظمة ودمّر مكانة تركيا فى العالم
أردوغان مريض بجنون العظمة ودمّر مكانة تركيا فى العالم


أثارت الحفاوة التى استقبل بها العالم الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب إلقائه خطابه فى الأمم المتحدة فى القمة الـ 69 المعروفة بقمة المناخ ، واحتفاء دول العالم به كرجل دولة من الطراز الأول ولقاء أوباما الرئيس المصرى على انفراد لمدة الساعة ونصف ، أثار هذا كله غضب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى بدا كأن به مسا من الجنون أو لدغه ثعبان قاتل ، فخرج عن سيطرته وشن هجومه على السيسى والمصريين وثورة يونيو ، فيما بدا أنه المشهد الأخير فى مسلسل ( السلطان العثمانى الجديد ) الذى لعب الإخوان فيه دور الكومبارس ولما سقطوا بعد عزل مرسى ، ظهرت مخططات أردوغان للسيطرة على المنطقة .

 لقد احتفى العالم بالسيسى وتسابق الزعماء إلى عقد اللقاءات معه ، فيما لم يهتم أحد بأردوغان ولا بخطابه المتعجرف الذى ألقاه على مسامع المقاعد الخلفية فى قاعة الأمم المتحدة، كما كشف الهجوم  التركى على مصر أسلوب الزواج السرى الذى تدير به أنقرة علاقاتها مع الدول الأخرى ، وهو نموذج اتبعته تركيا على مدى 12 عاماً من وجود أردوغان على رأس الحكومة التركية قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية ، وقد اتبعه أولا مع  أرمينيا التى تتهم تركيا بارتكاب مذبحة الأرمن فى العام 1915 وقتل 5,1 مليون أرمينى، وعقد أردوغان وأوغلو لقاءات سرية فى جينيف وأوسلو مع الجانب الأرمينى لإنهاء التوتر المزمن فى العلاقات بين البلدين إلا أن الجهود فشلت فى التوصل إلى اتفاق فعادت  الاتصالات السرية من جديد ، كما لجأت تركيا إلى أسلوب الزواج السرى مع إسرائيل بعد أزمة السفينة مرمرة فى 2010 وخلال المفاوضات كان أردوغان يهاجم إسرائيل فى العلن ويتفاوض معها فى السر ، وهو ما حاوله مع مصر عقب عزل مرسى والإطاحة بالإخوان فى ثورة 30 يونيو ، بعد سعى الإخوان لتسليم مصر إلى أردوغان وإدخالها فى دائرة التبعية للخليفة العثمانى الجديد .
لقد كان من المفترض عقد لقاء بين وزيرى الخارجية المصرى والتركى لمناقشة مسار العلاقات بين البلدين إلا أن أنقرة نفت عقد الاجتماع ، فردت القاهرة  بنشر طلب البعثة التركية لعقد اللقاء، ليتراجع وزير الخارجية التركى  مولود جاووش أوغلو ويعلن أن أنقرة طلبت بالفعل عقد اللقاء لكن إعلان مصر  جعلهم يتراجعون.
∎ جنون العظمة
الصدى الوحيد الذى لقيه الخطاب الأيديولوجى الأحمق للرئيس التركى كان الصدى الذى عبر عنه الباحث الأمريكى «ستيفن شليزنجر»، الذى علق على الخطاب بقوله: إن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، ترك انطباعًا بخطابه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه مُصاب بعقدة جنون العظمة، ويحاول إعطاء صورة بأنه شخص يحاول أن يفعل الأفضل من أجل العالم.
وذكر «شليزنجر» فى مقال بصحيفة «هافينجتون بوست» بعنوان: «الخطوة الخاطئة للرئيس التركى فى نيويورك»، أن أردوغان حاول فى الكلمة التى ألقاها فى افتتاح أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، الظهور على أنه إنسان يسعى للدفاع عن نفسه، والشك فى الجميع، وأنه يعانى من مشكلة، حيث إنه أعلن حربًا للتستر على تحقيقات الفساد المتعلقة بحكومته فى فترة توليه رئاسة الوزراء فى الأعوام الأخيرة، ويبدى إصرارا على إنكار التسجيلات الصوتية التى تتضمن تهديدات خفية ضده وتظهر أهدافه الشخصية.
وتابع: قرارات الحبس الصادرة ضد رجال الأمن والقضاة، وأعمال الضغط التى تمارس على المتظاهرين فى أحداث حديقة «جيزى» فى إسطنبول العام الماضى، تسببت فى تشكيل صورة عن أردوغان كأنه «زعيم كثير الشك ومستبد وأحيانا مصاب بجنون العظمة»، على الرغم من اختياره رئيسًا للجمهورية.
وأكّد شليزنجر أن أردوغان لم يزل الانطباعات السلبية المثارة حوله فى الكلمة التى ألقاها خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحًا أنه تحدث مثل رجل يسعى للدفاع عن نفسه، قائلاً: إن أردوغان زعيم يرى المؤامرات فى كل مكان، ويرى أنه يُساء فهمه من قبل الجميع وأنه مهدد من الجميع.
أيضا اعتبرت المعارضة أن أردوغان أساء بخطابه لتركيا، وأضاع ما تبقى لها من مكانة وهيبة فى العالم، وأنه لا يوجد ما يبرر هذا الإصرار على التدخل فى شئون بلد كبير مثل مصر تربط تركيا به الكثير من المصالح، فضلا عن مكانة مصر فى المنطقة.
∎ حكاوى الفتوة
ولأن أردوغان يتصرف مع قطيع مؤيديه فى تركيا على أنه الفتوة والرجل الذى لا يهزم، فقد سارع بعد أن وجهت مصر إليه هذه الضربة القوية التى كشفت عن انعدام خبرته وحنكته كسياسى، وعن فشل الدبلوماسية التركية وهشاشة «تركيا الجديدة» إلى ترويج بعض الأكاذيب والحكايات الهزلية عن رفضه التقاط صورة مع الانقلابيين فى الأمم المتحدة، وكرر أسطوانته المشروخة عن الديمقراطية وصناديق الانتخابات وشرعية هذه الصناديق، ليفتح على نفسه من جديد النيران المصرية الحارقة.
ولأنه يرفض أن يظهر بصورة المهزوم أمام هذا القطيع الذى يصفق له فى كل جملة يقولها، هاجم الإمارات العربية المتحدة لموقفها المساند لمصر، ورفض تدخلها السافر فى شئونها، بينما قلبه يرتجف مما سيواجه غدا من سحب الإمارات استثماراتها من تركيا، لتزيد من جراح الاقتصاد التركى الذى بات يعانى كثيرا فى الفترة الأخيرة.
∎ صداع الديمقراطية
المرض النفسى الذى يعانيه أردوغان يدفعه دائما لنسج حكايات وبطولات زائفة، والحديث عن ديمقراطية ليس لها وجود إلا فى خياله المريض فقط.
فبعد أن أصبحت تركيا على يديه فى المرتبة الثانية على مستوى العالم فى قمع وحبس الصحفيين، اتسعت ممارساته لتطول الحريات والحقوق السياسية للمواطنين، وتجاوزت إغلاق مواقع التواصل، مثل تويتر ويوتيوب ومراقبة الفيس بوك والبريد الإليكترونى إلى التدخل فى الحقوق القانونية.
وقد شبه الرئيس السابق للمحكمة العليا فى تركيا سامى سلجوق، محاكم الصلح والجزاء، التى أسسها أردوغان، عقب الكشف عن قضايا الفساد والرشوة فى ديسمبر الماضى، والتى طالته وعائلته ووزراءه، بالمحاكم التى قضت بالإعدام على عدنان مندريس، أول رئيس وزراء ديمقراطى فى تاريخ البلاد.
وأوضح سلجوق أن حزب العدالة والتنمية ضرب بمعايير كوبنهاجن، وبقوانين حقوق الإنسان الأوروبية والدستور التركى عُرض الحائط، لافتا إلى أن سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم تضر كلاً من الحزب نفسه والدولة التركية على حد سواء.
وأضاف معلقًا على اتباع سياسة إلغاء بعض القوانين لإنقاذ أشخاص بعينهم ملطخين بقضايا الفساد، قائلاً: «إن سيطرة حزب الأغلبية على الحكم تحمل مخاطر تقود الدولة إلى الاستبداد، ومنه إلى الفاشية، وأنا متوجس من هذا، مثل الجميع».
وأوضح سلجوق أن استمرار أردوغان فى ترديد عبارة الكيان الموازى، أو الدولة الموازية يعد أمرًا مخيفًا، مؤكدًا أن استمرار هذا الأمر دون البتّ فيه أمام الجهات القضائية المختصة يُعد من قبيل السفسطة الفارغة.
∎ شعارات فارغة
حتى الشعارات والعبارات الفارغة عن العدالة بين الناس، تبين أنها من قبيل الشعارات الفارغة التى تستخدم لتخدير قطعان الناخبين الموالين لأردوغان، وقد وجّه نائب الرئيس العام لحزب الشعب الجمهورى، المعارض، محمد بكار أوغلو انتقادات عنيفة إلى حزب العدالة والتنمية، وأردوغان قائلا: إن الحزب تخلى عن مبدأ العدالة، وإن أردوغان ينحدر بالشعب نحو الهاوية.
وأعاد بكار أوغلو إلى الأذهان شعار «النظام العادل»، الذى كان ينشده زعيم حزب «الرفاه» رئيس الوزراء الراحل، نجم الدين أربكان، الذى خرج حزب العدالة والتنمية من عباءته، وقال بكار أوغلو، الذى ينحدر من حركة «الرؤية الوطنية» التى أسسها أربكان، والتى ينتمى إليها أردوغان، وأغلبية قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن أردوغان وضع الشعب وراءه فى شاحنة تعطلت فراملها وينحدر به نحو الهاوية.
وأشار بكار أوغلو، الذى انضم مؤخرا إلى حزب الشعب الجمهورى، إلى أن حكومة العدالة والتنمية كان لها ثلاثة أهداف عندما جاءت إلى سُدة الحكم فى ,2002 هى القضاء على الفقر والفساد والمحظورات مثل الحجاب، إلا أن تركيا تحوّلت إلى دولة فقراء، وتشكّل فيها مجتمع مدمن.