ثورة «غاندي النت» ضد وزير داخلية موقعة «الجمل»
حمادة حسين
في مكتب وزير الداخلية «محمود وجدي»، وبحضور د.حسام بدراوي ، «آخرة صبر» الحزب الوطني في النجاة من تسونامي 52 يناير .. ظهرت حدة الثائر لأول مرة في أداء «وائل غنيم».
«غاندي النت» يهاجم- بأدب - وزير الداخلية حديث الولاية، لأن صورة مبارك معلقة، وبحجم كبير في واجهة المكتب الفخيم، دون أدني اعتبار للملايين الساخطة في الميادين، بخلاف الذين أصيبوا واستشهدوا.
الوزير يحاول امتصاص غضب الثائر المسخن بتراكمات11 يوما قضاها في كهوف أمن الدولة، يحذره: خد بالك يا وائل، ده راجل عنده فوق الـ80 وفي مقام جدك، وعيب تتكلم عليه بالشكل ده، مهما كان ده رئيس الجمهورية وكبير بلدنا.
العيب الذي افترضه الوزير هو قول وائل: الريس ده موظف في الدولة، وأنتم بتعاملكم معه حولتوه لإله كل الناس مطلوب منها طاعة أوامره ، ليه بتحطوا صوره في كل مكان.
تحذير الوزير صدم توقعات وائل، ذلك أن الثورة قامت ضد هذه المعاني الممسوخة التي تستخدم في غير محلها لتبرير ممارسات النظام وشيك الانهيار.
فاصل كوميدي ، يؤكد خلاله وزير داخلية «موقعة الجمل» لسجينه: أنا برضه ثورجي زيك، وعايزك لما تروح تسأل عني، أنا مشيت من الوزارة علي إيد حبيب العادلي، وبسببكم رجعت مكانه، وإن شاء الله الوضع هتشوفوا تغيير حقيقي في الوزارة.. لكن موجات السخط الهادر لم تهدأ أو تشعر بالأمان قبل إسقاط حكومة الفريق «أحمد شفيق» التي استخلفت «وجدي» مكان العادلي، ثم أثبتت المرحلة الانتقالية البائسة أن الحديث عن التغيير المنتظر في وزارة الداخلية يشبه ثورة وجدي ضد العادلي، وأن المختارين لإدارتها من سلساله، يمتصون غضب الشارع لحين استعادة كفاءة التعذيب.
د. «حسام بدراوي» غائب، مصدوم أو شارد في سيناريو مختلف للقاء.. كأنه توقع قصائد شكر عاطفية حماسية يلقيها أسير علي مسامع من حرره من جحيم أمن الدولة.. اللقاء وفق هذا التوقع يهدئ سخط الميادين بما يسمح للطبيب بأداء مهمته الملائكية في ترويض الثائرين وإنقاذ نظام مبارك من الانهيار.
يحاول د. بدراوي تجاوز خيبه توقعه بكلام يضغط علي تعاطفه الكامل مع الثايرين، قال لـ«وائل»:
بص، محدش يقدر ينكر إن اللي أنتو عملتوه ده إنجاز ، وإن نيتكم سليمة.. أنا ابنتي طلبت مني أوصلك السلام لأنها نزلت ميدان التحرير بسبب دعوات الفيسبوك.
ليست ثورة، إنجاز، مجرد إنجاز غامض لا يجد الطبيب له اسما.. علي ماذا يراهن د. بدراوي.. علي أن الثورة، إنجاز زلزل الأرض تحت أقدام القيادات القديمة التي استغلت حيلها ووضعت المتاريس أمام إصلاحات ينادي بها الجناح الذي يتزعمه الطبيب، وبما أن هذه القيادات القديمة قد طارت إلي غير رجعة.. فقد آن الأوان لأن يعود الثائرون إلي البيوت ويتركوا مهمة التغيير لجناح د. بدراوي الإصلاحي.
يطمئن «وائل»: اشترطت علي مبارك خروج كل القيادات سيئة السمعة من الحزب الوطني مقابل الموافقة علي منصب أمين الحزب».. محاولة مستفزة تترجم سذاجة تستخف بغضب المصريين الذين في الميادين.. استفزاز واضح في رد «وائل»:
«الإصلاحيين اللي زي حضرتك شركاء في اللي حصل بقبولهم العمل في البيئة دي».. تتصاعد النبرة وتزيد الحدة: «الحزب الوطني مكانه مزبلة التاريخ»، وكان وائل قد أعلن أمام وزير الداخلية أنه ليس لديه مانع أن يوصله الطبيب إلي بيته، لكنه يرفض أن يوصله أمين عام الحزب الوطني حتي إن كان سببا في خروجه من المعتقل.
ردود «غنيم» علي «بدراوي» تشبه اعتراف بطن بحيرته في التعاطي مع سياسي محترف صفقات متنكر خلف قناع طبيب ساحر، شاطر في علاج الجروح الصعبة.
الكتاب- الثورة 0,2 - الذي يسجل شهادة مهمة لثورة 25 يناير، يروج نفسه بغلاف أخير لظهور كاتبه في برنامج «العاشرة مساء» الذي تقدمه «مني الشاذلي».. يستحضر سحر دموع المؤلف في شحن الملايين الثائرة.. ويبدو أن ثمة أسرارًا في هذا الظهور الحصري لأحد أشهر أيقونات الثورة مع مذيعة «ذات وجه بريء»، كانت تعيش تحت وطأة نقد عنيف مصدوم برد فعلها علي الخطاب العاطفي للمخلوع.. منها سر المليون جنيه التي طلبها «غنيم» لصالح أسر الشهداء مقابل الظهور في برنامجها.
حسام بدراوي
أحمد شفيق







