قصة المليون جنيه بين وائل غنيم ومني الشاذلي

احمد عبد اللاه
تضمن كتاب «الثورة».. إذا الشعب يوما أراد الحياة».. لمؤلفه وائل غنيم الصادر مؤخرا عن دار الشروق واقعة شديدة الخطورة والحساسية يروي فيها بعد خروجه من مقر أمن الدولة في مدينة نصر، حيث ألقي القبض عليه في أحداث ثورة 25 يناير: «كنت أري أهمية خروجي للإعلام يومها للحديث عما حدث لي علي أساس أنه يدعم الثوار، كنت أريد أن تصل مشاعري الحقيقية لأكبر عدد من المصريين ولم أكن أبحث إلا عن أمر واحد: المساهمة في إنجاح هذه الثورة وتحقيق أهدافها.
معرفتي السابقة بمني الشاذلي، والتي تحدثت معها أكثر من مرة بشكل شخصي، ساهم في اختياري لبرنامجها.. لم أفكر كثيرا واتصلت بها لأخبرها أنني أرغب في الظهور في برنامجها، ارتفع صوت مني معبرا عن فرحتها لخروجي وأنني بخير، قالت لي « أنت مش عارف أنت قلقتنا عليك أد إيه»، شعرت وقتها أن مني الشاذلي بمثابة أختي الكبيرة من صدق نبرتها وصوتها السعيد بخروجي، قلت لها : « أنا عندي شرطين يا مني عشان أظهر معاكي»، قالت وهي تضحك : « طبعا حقك! إيه شروطك؟».
«الشرط الأول أني أتكلم براحتي تماما، أنا مش عايزك توجهي الحوار وعايزك تديني فرصة أقول كل إللي في نفسي، والشرط الثاني إن بما أن المقابلة دي هتكون كبيرة جدا أنا عايز مليون جنيه، واستطردت : «بس مش عايزهم لنفسي، أنا عايزكم توعدوني بدفع مليون جنيه لأسر الشهداء»، ردت مني بالموافقة بخصوص الشرط الأول وأنها ستترك لي كل المساحة التي أريدها للحديث، وسألتني إذا ما كنت أريد المليون جنيه لأشرف بنفسي علي عملية توزيعها فقلت لها : « لا، أنا عايزكم أنتم توعدوني بكده وتشرفوا أنتو بنفسكم علي الموضوع أو تتبرعوا بيها لجمعية خيرية». طلبت مني بعض الوقت حتي تتحدث مع إدارة القناة وأخبرتها أنني لن أخرج إلا معها، ولكن عليها ألا تخبر إدارة القناة بذلك، وتسعي للحصول علي المبلغ كاملا.
بعد دقائق قليلة اتصلت بي مني وأخبرتني أن إدارة القناة قد قبلت العرض.
انتهت القصة، وواجهنا بها إدارة دريم في محاولة للتحقق من صحة القصة التي ذكرها غنيم في مذكراته.
كثفنا الاتصال بالإعلامية مني الشاذلي، لكنها لم ترد فأرسلنا لها SMS بالأسئلة علي تليفونها المحمول، للرد علي ما ذكره وائل غنيم في كتابه، وللتحقق من صحة الواقعة قمنا بالاتصال بالزميلة إسلام ماهر رئيس تحرير برنامج العاشـرة مسـاء: فأكدت أنـها لا تعـلم شـيـئـا عــن هــذا الأمــر فطلبت منـها، رداً من المذيعة مني الشاذلي، فوعدتني بأنها ستتصل بها وستعيد الاتصال بي حالا ثم اختفت.
حاولنا الاتصال بمني الشاذلي ولكنها لم ترد فأرسلنا إليها رسالة نصية (SMS)نطلب منها التعليق ولم ترد أيضا ثم اتصلنا بالدكتور محـمد خضر، مدير قنـاة دريم، وأكد أن الإدارة ليس لديـها أي علم باتفـاق مذيـعة القـناة منـي الشـاذلي مع وائل غـنيم علي حصول الأخير علي ملـيـون جـنيه نـظير ظـهـوره فـي حلـقة، وأن يـتم الـتبرع بها لأسر الشهداء.
وأوضـح أن رغـبة غنـيم في ظهـوره في العـاشـرة مساء مع مني الشـاذلي جـاءت بعـد تلـقـيه طلبـات استضـافة مـن أغــلب الـقنـوات، لكـنه فضـل قنـاة دريم لارتياحه لسياسة القناة وثقته وصـداقته لـ«مني الشـاذلي» ولـيس لأنـنا سندفع مقابـلا مـاديا لهذا الظهور.
عندما سألنا د. محمد خضر عن مدي صحة ما ذكره وائل غنيم في مذكراته رد خـضر أنه لـيس بالـضرورة أن كـل ما يقـوله غنـيم يصـدق، مستطردا أن العقل والمنطق لا يقبلان أن تدفع قناة مليون جنيه مقابل ظهور ضيف علي شاشتها.
منى الشاذلى
محمد خضر