الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بالرفاء والبنين يا حكومة!

بالرفاء والبنين يا حكومة!
بالرفاء والبنين يا حكومة!


مبروك علينا الفحولة المضاعفة.. وقد اقتربت أعدادنا من مائة مليون مواطن فى عين العدو.. والإحصائيات تؤكد أن أعدادنا سوف تقفز إلى 120 مليون بحلول عام .2020 يعنى بعد ست سنوات بالتمام والكمال.. بما يعنى أننا كالأرانب ننجب 3 ملايين طفل جديد فى السنة.. والفضل فى الإنجاز لوزارة الكهرباء التى تقوم بالواجب وتهيئ الجو الرومانتيكى للأسرة المصرية نحو المزيد من الإنتاج.. ويا حلاوة على السهرة يوميا على ضوء الشموع حيث يلعب الشيطان لعبته الأزلية!!
و الخيبة أن أحد المسئولين يبشرنا بإغلاق المقاهى فى العاشرة مساء.. حتى نستمتع بالحياة الأسرية السليمة.. وحتى نصحو فجرا نمارس الشغل والإنتاج.. ومن الواضح أن حضرة المسئول المذكور خواجة لا يعيش بيننا.. ولا يعرف ما يدور فى الغرف المغلقة فى آخر الليل!

الخلاصة أننا لن نستمتع بالجلسة المسائية فى القهوة بعيدا عن عيون المدام.. نمارس النميمة ونتكلم فى السياسة ونقرص بالزهر.. وسوف نصبح أسرى للزوجات الفاتنات يتحكمن فينا طوال المساء والسهرة!
وزمان زمان.. وعندما قفز عدد سكان القطر المصرى إلى 17 مليون نسمة فكرت ثورة 23 يوليو فى الحل الأمثل.. وحتى لا يكون السكان عبئا على خطط التنمية الطموحة للثورة الوليدة.. فكان القرار الحكيم بإنشاء جهاز تحديد النسل.. وهو ما أغضب إخواننا المشايخ الذين أفتوا بأن تحديد النسل مخالف لصحيح الدين.. فاضطرت الثورة إلى تغيير اسم الجهاز إى جهاز تنظيم النسل.. واستعانت بحسنين ومحمدين ثم بماما كريمة مختار.. ومن ثم نجحت جهود الدولة فى مضاعفة السكان حتى قفز العدد إلى مائة مليون.. والحمد لله أن إعلانات جهاز تنظيم الأسرة قد توقفت مؤقتا.. ولو أنها استمرت فربما نافسنا الصين شخصيا فى تعداد السكان!
حاجة غريبة والله.. وجميع دول العالم تنظم نسلها لو ازدادت الأعداد عن خطط البناء والتنمية.. وفى الصين من حقك إنجاب طفل واحد.. لتتمتع بمجانية التعليم والخدمات الاجتماعية والتموينية.. أما لو زاد العدد علي طفل وحيد فأنت حر.. لكنك تدفع من جيبك الخاص مصاريف التعليم والأكل والشرب دون أن تتدخل الحكومة لمساعدتك على اعتبار أنك معوق لخطط التنمية الصارمة التى يطبقونها هناك.
فى الهند تعطى الحكومة مساعدات مالية للأزواج مقابل إعطائهم حقنة تقطع عنهم الخلف تماما.. ويتسابق الآباء فى الحصول على الحقنة المربحة بعد إنجاب طفل أو اثنين وخلاص.
فى دول الدرجة الأولى.. المشكلة معكوسة.. ويعانى العالم الغربى من ضعف الإنتاج وتدهور معدلات النمو السكانى.. وفى سويسرا البالغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة يشجعون الإنجاب.. وتتسابق البنوك فى فتح حسابات للمواليد الجدد تضع فيها مبلغا معقولا من المال كوسيلة لمكافأة الزوجين.. وتسعى الشركات الصناعية المختلفة لإعطاء المواليد الجدد ومعهم الآباء العديد من الهدايا.. على اعتبار أن إنجاب طفل يعد إنجازا يستحق المكافأة!
وفى فرنسا صاحبة السبعين مليون نسمة.. معدل النمو السكانى أقل من واحد فى المائة.. فى حين أن معدل الهجرة أعلى من ذلك.. ناهيك عن أن المهاجرين الجدد ينجبون طفلا واثنين وخمسة أطفال سعيا وراء الإعانة المالية التى تمنحها فرنسا للمواليد الجدد.. ولا تنس أن التعليم مجانى هناك من الحضانة للجامعة ولا تكتفى الدولة بل تقوم بصرف مائتى يورو شهريا لأولياء أمور كل تلميذ بالمدرسة أو الجامعة.. وقد انتبهت الدولة إلى أن من يحصل على فلوس تعليم الأولاد هم المهاجرون من أفريقيا والمغرب والجزائر.. فاضطرت إلى منح المواطنين الفرنسيين علاوات إضافية فى حالة الإنجاب.. علاوة على ستة شهور إجازة وضع للأم وستة شهور مثلها للأب.. فى محاولة لرفع معدلات الإنجاب.. ووقف التدهور فى عدد السكان الفرنسيين فى مواجهة المهاجرين الجدد.
المسألة واضحة إذن.. وكل دولة من دول العالم تتدخل لتنظيم نسلها بما يوافق خطط التنمية الاقتصادية.. حتى تتمكن الدولة من توفير السكن والمواصلات والطعام والشراب للمجتمع كله.
عندنا قل يا باسط.. والبساط أحمدى وخليها بالبركة.. ولا مانع والله، بشرط أن تكافئ الحكومة الأسرة التى اكتفت بالطفلين.. فتقدم لها المساعدات الإضافية، وتلحق أبناءها بالتعليم المجانى.. أما الأسر التى تنجب خمسة وسبعة فلا مانع بشرط أن تتكفل بالتعليم وأن تسحب منهم بطاقات التموين والدعم والمساعدة.
الفكرة يطبقها العالم كله.. إلا عندنا.. ولو فتشت فسوف تجد أن الأفكار الدينية التقليدية هى المسئولة.. وإذا لم تصدق فراقب عائلات الإخوان على سبيل المثال.. وسوف تجد أن متوسط أطفال الأسرة الواحدة منهم سبعة أطفال.. أى والله سبعة أطفال!!