الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لماذا الرياض.. لماذا القاهرة؟

لماذا الرياض.. لماذا القاهرة؟
لماذا الرياض.. لماذا القاهرة؟


 
عصف بالعالم العربى خلال السنوات الأربع الماضية عواصف عاتية، سماها من يحسن الظن، البعيد عن النظرة السياسية الثاقبة (الربيع العربى) كانت أرضا مخضرة غدت خلال أشهر مغبرة، أنكرتها القلوب الواعية الحريصة على السلم والأمن الاجتماعى.
 
هذا الربيع المزعوم نالت مصر نصيب الأسد منه، فعصفت بها العاصفة، أحسن الظن بها قوم وأنكرها آخرون، وممن أنكرها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ووقفت مع كل الأحداث المصرية موقف الحريص على مصلحة هذه الأرض المباركة، أرض الكنانة، ومع شعبها الشقيق الذى نكن له كل المحبة النابعة من قلوب صادقة فى مودتها لا متزلفة ولا مجاملة.
 
الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا يشك أحد كائنا من كان فى محبته لكل الشعوب العربية والإسلامية وحرصه الشديد على مصالحها، ولذا تجده دائماً يقرن فى كلماته الشعب السعودى بتلك الشعوب حباً وأملاً ودعاء.
 
ويأتى الشعب المصرى فى مقدمة تلك الشعوب التى يسعى خادم الحرمين الشريفين إلى خيره وسعادته، ومواقفه المشرفة كثيرة يعلمها الجميع، وفى مواقفه الأخيرة أكبر برهان على ذلك، فقد بذل كل ما يستطيع مالياً وسياسياً ومازال يبذل، بل إنه قرن مصلحة واستقرار مصر بمصلحة واستقرار المملكة العربية السعودية، وهذا أكبر برهان على شعوره النبيل تجاه مصر الغالية على قلوبنا جميعاً.
 
فى حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى مثل المملكة فى هذا الاحتفال صاحب السمو الملكى الأمير سلمان بن عبد العزيز ولى العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كانت الرسالة واضحة جلية فى أن المملكة العربية السعودية تقف بكل ثقلها مع مصر اقتصادياً وسياسياً وأنها وضعت الرياض والقاهرة على خط واحد أمام العالم كله، فمن يريد القاهرة فإنه يريد الرياض ومن يريد الرياض فإنه يريد القاهرة، لا مساومة ولا مناورة حول ذلك.
 
فى خطابات الملك عبدالله الموجهة للقيادات المصرية كانت لغته لغة واحدة لم تختلف وهى أن أمن مصر خط أحمر لا يجوز أن يدخل فى حسابات أى طرف كان وأن الشأن المصرى الداخلى خط أحمر كذلك لا نسمح نعم هكذا لغة الخطاب (لا نسمح) لأحد بالتدخل فيه، فى إشارة واضحة إلى الوقفة الأخوية العظيمة من هذا القائد العظيم عبدالله بن عبدالعزيز تجاه أشقاء هم ملء القلب والبصر.
 
الرياض والقاهرة شىء واحد لا يمكن أن يفترقا، ولو لا سمح الله وحدث افتراق فإن ذلك يعنى افتراق الأمة بأكملها وليس المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فقط.
 
المملكة العربية السعودية ذات الثقل الدينى الروحى العظيم الذى لم يصنعه قادتها ولا شعبها وإنما هو من عند الله حيث قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وحيث مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجده الحرام وقبره الشريف.
 
ومصر الإسلام والعروبة بثقلها السياسى وموقعها الجغرافى وعبقرية رجالها الذين لهم فضل كبير على جميع شعوب العالم، فمنهم العلماء فى الشريعة واللغة والأدب، وجميع علوم العصر من هندسة وتقنية وطب وغير ذلك من حاجات البشرية اليوم.
 
هاتان الدولتان ألا تمثلان بالنسبة للعالم العربى والإسلامى أهمية بالغة؟ لا أعتقد أن عاقلاً يشكك فى أهمية وقوف كل طرف مع الآخر أيماناً بأهمية هذه الوحدة، وهذا التعاون التام، حفاظاً على أمن واستقرار ليس الشعبين الشقيقين وإنما كل شعوب ودول المنطقة.
 
اليوم أكتب أول مقالة لى فى هذا المنبر الإعلامى واسع الانتشار وفى عهد مصرى جديد وكلى أمل فى أن تكون بداية كتابتى فى مطبوعة مصرية (وجه سعد) على مصر التى أكن لها ولأهلها حباً عميقاً يشعرنى بأننى جزء من هذا الشعب اللطيف صاحب النخوة الصادقة، أكتب بلغة سعودية مصرية مشتركة تنقل الهم والفرح هنا وهناك، فكلنا الرياض وكلنا القاهرة.
نلتقى فى مقالة قادمة عنوانها.. هنا الرياض.
 
والله المستعان.