الأحد 28 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أحلف بسماها  .. مواجهة التحديات الداخلية.. أمنيات العام الجديد

أحلف بسماها .. مواجهة التحديات الداخلية.. أمنيات العام الجديد

ونحن فى وداع سَنة واستقبال سَنة جديدة نحاول تقييم ما هو ماضٍ وما هو آتٍ، وذلك للحفاظ على أمن وأمان بلادنا.. التحديات الخارجية التى واجهت ولا تزال تواجه مصر، تقابَل بالتحام الشعب والجيش خلف قيادته الرشيدة والتعامل مع قوَى الشر بإجراءات حكيمة ومدروسة وقبلها إرادة صلبة، تتصدى لمخططات الأعداء المتربصين بالدولة المصرية.. سواء سد النهضة وتهديد الأمن المائى لمصر وأيضًا تهديد إثيوبيا للأمن القومى فى البحر الأحمر، ثم محاولة تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ عمليات التهجير، وتلاها استغلال جماعة الدعم السريع العميل فى إبادة الشعب السودانى ومحاولة السيطرة على الحدود المصرية الجنوبية.. وغيرها من محاولات تركيع مصر اقتصاديًا.. كل تلك التهديدات لا أخشاها؛ لأن المصريين مستعدون دائمًا لتقديم أرواحهم للحفاظ على وطنهم «الأرض والعِرض».



لكن ما أخشاه هو المَخاطر الداخلية، تلك المَخاطر التى تصيب المجتمع المصرى «الأسرة، التعليم، العمل».. لا شك أنّ هناك ترديًا فى الكيان الأسرى الذى يمثل الخلية الأولى والأساس لأى مجتمع سليم، التفكك والانعزال بين أفراد الأسرة الواحدة وزيادة حالات الطلاق بشكل غير طبيعى، ولنا أن نتخيل الآلام النفسية التى تصيب الأبناء وما ينعكس على مستقبلهم وهو ما يحتاج إلى تأصيل تلك السلبيات من الجهات البحثية والمجتمعية لمواجهة الآثار المترتبة على ظاهرة التفكك الأسرى.

أمّا منظومة التعليم فحدّث ولا حرج.. هل يعقل أن تغلق الفصول فى معظم المدارس الحكومية أمام التلاميذ، وتقريبًا اختفى جدول الحصص ليحل مكانه المجاميع المدرسية، فى شكل الفصول الموازية، أو الدروس الخصوصية، التلاميذ من ثالثة ابتدائى لا ينجحون إلاّ بالدروس الخصوصية.. ذلك فى المدارس الحكومية لا تعليم ولا غرس القيم الإنسانية والوطنية.. أمّا المدارس الخاصة العادية والدولية فلا هَمَّ لأصحابها سوى جمع المصروفات وزيادة نسبتها بشكل مضاعف استغلالًا لسوء التعليم الحكومى، وها نحن رأينا عاقبة غياب الرقابة والتفتيش على المدارس الخاصة والدولية، وما حدث من مهازل تهدد البراعم الصغيرة.. الاستثمار البشرى هو أول وأهم ما تملكه مصر، ولن يحدث أى تطور تكنولوجى واقتصادى وعلمى إلاّ بتطبيق منظومة تعليمية دقيقة.. كفانا تجريب نظم تعليمية يثبت فشلها بعد فترة، ثم تعاد الكَرّة بتجريب نظم أخرى، والنتيجة تلاميذ متأخرون دراسيًا، لا أعلم كيف يجتازون اختبارات آخر العام!

فهناك مَن يحصل على الإعدادية لا يقرأ ولا يكتب جيدًا.. وأين نحن من التعليم الفنى ذخيرة وعماد التصنيع والمهن الفنية؟! فنحن لدينا مصانع تبحث عن خريجى المدارس والمعاهد الفنية.

ذلك ينقلنا إلى سوق العمل الذى تحول إلى سويقة، خريجو الطب والهندسة يتركون مهنهم ليعملوا بالتسويق أو التطوير العقارى، العمل الأسهل والأجر الأكبر، قِسْ على ذلك تخصصات أساسية تركها أصحابها للهواة الضعفاء مثل التدريس.

إنّ التحديات الداخلية أخطر كثيرًا على مصر من التهديدات الخارجية، وهى التى تنهش فى النسيج المجتمعى.. وقوَى الشر تتمنى أن يتآكل هذا النسيج بأيدى أبنائها.. ولن تتقدم مصر أو تقوَى إلاّ بوجود خطط مدروسة وقوانين مُلزمة ورقابة شديدة.. نتمنى أن يكون العام الجديد بداية جادة لمواجهة تلك التحديات.