بدعم إسرائيلى لتدمير القطاع بحرب داخلية
4 جماعات مسلحة ضد حماس فى غزة
مرفت الحطيم
شهدت الحرب الإسرائيلية على غزة ظهور جماعات مسلحة مناهضة لحركة حماس تتهمها بجر القطاع لحرب طاحنة، كما تعالت أصوات منادية بالخروج على حماس، ومنهم من أعلن صراحة دعم إسرائيل فى جهودها للقضاء على الحركة التى تسيطر على غزة منذ 2007، ولكن وبمجرد دخول اتفاق وقف إطلاق النار الحالى حيز التنفيذ، دشنت حركة حماس حملة انتقام واسعة ضد تلك الجماعات، وخاضت اشتباكات ضد بعض العشائر، ونفذت حملة إعدامات ميدانية فى محاولة لاستعادة صورتها قبل الحرب.
مع مرور الوقت ظهرت عدة ميليشيات مسلحة تجاهر برفض حكم حركة حماس لقطاع غزة، وأبدت استعدادها للقتال ضدها، وفى هذه النقطة تقاطعت أهواء تلك الميليشيات وإسرائيل التى كشفت الكثير من التقارير أنها تقوم بتسليح أى فصيل يعلن مناهضته لحماس.
ووفقًا لتقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت تعمل حاليًا فى قطاع غزة ميليشيات تطمح إلى الإطاحة بحماس وملء الفراغ.
وفى خان يونس على سبيل المثال تعمل ميليشيا حسام الأسطل، وفى حى الشجاعية المدمر فى شرق مدينة غزة، تعمل مجموعة مسلحة بقيادة رامى خلاص، الذى وصفه تقرير الصحيفة بأنه ناشط فى حركة فتح بغزة، وفى شمال قطاع غزة وتحديدًا بمنطقة بيت لاهيا تعمل ميليشيا الجيش الشعبى، أو قوات الشمال برئاسة أشرف المنسى، وفى مدينة دير البلح بوسط القطاع تنشط ميليشيا جديدة بقيادة شوكى أبو نصيرة.
ويؤكد التقرير العبرى أن أول تلك المجموعات المسلحة الناشطة حاليًا فى القطاع، والتى تملك كل واحدة منها كمية كبيرة من الأسلحة، كانت ميليشيا القوات الشعبية التابعة لياسر أبو شباب التى ظهرت خلال الحرب وتعرف عليها الفلسطينيون والعالم بعناصرها التى تتحدى حماس وتجاهر بمحاربتها إلى جانب إسرائيل، لإسقاط حكم الحركة.
وتتشكل مجموعة أبو شباب من مئات العناصر المسلحة، وتنشط فى جنوب شرق رفح قرب معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، الذى تدخل منه معظم قوافل المساعدات.
وانتهى تقرير الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه رغم تعدد الجماعات المسلحة، وممارسة كل واحدة منها نفوذًا فى حى معين، لكن قادتها يتجنبون الاحتكاك فيما بينهم، ورغم الاختلافات بينهم من حيث عدد المقاتلين والعتاد العسكرى؛ فإن خطابهم موحد تجاه حماس، وضرورة إنهاء حكمها فى القطاع.
وبعض تلك المجموعات ضالع فى أنشطة إجرامية، فى حين تتكون مجموعات أخرى من أفراد من عائلات وعشائر نافذة تاريخيًا فى غزة، وبعضها يجمع بين العنصرين.
ونشرت حماس كتائب عز الدين القسام إلى جانب قوتين أمنيتين «سهم» و«رادع» اللتين أنشأتهما مؤخرًا فى المناطق التى انسحبت منها القوات الإسرائيلية، بهدف معلن وهو التصدى للخارجين عن القانون والعملاء.
من ناحية أخرى، وبالإضافة إلى المجموعات المسلحة الأربعة الرئيسية، تشكلت قوات من عائلات وعشائر غزاوية لديها مئات المقاتلين، ومخزونات كبيرة من الأسلحة، بعد أن شاركت فى التهريب وفى أنشطة إجرامية تتصل بنهب المساعدات طوال فترة الحرب، ونفذت وحدة رادع هجومًا مباغتًا شارك فيه عناصر من أجهزة الأمن والشرطة التابعة لحماس فى حى الصبرة فى غرب مدينة غزة، استهدف مجموعة مسلحة من عائلة دغمش المعروفة فى القطاع.
والسؤال الذى يطرح نفسه: كيف يحمى الجيش الإسرائيلى الميليشيات المناهضة لحركة حماس فى غزة؟
كشف تقرير عبرى عن طريقة الجيش الإسرائيلى لحماية الميليشيات المناهضة لحركة حماس فى قطاع غزة عن كيفية عمل تلك الميليشيات، وفى تصريحات لهيئة البث الرسمية الإسرائيلية كان، أوضح حسام الأسطل، قائد ميليشيا مسلحة فى خان يونس، معارضة لحركة حماس، أن غالبية الميليشيات تتمركز حاليًا على مسافة تقدر بنحو 400 متر خلف الخط الأصفر، ويمثل هذا الخط الموقع الذى انسحبت إليه قوات الجيش الإسرائيلى بموجب الاتفاق الأخير بين إسرائيل وحماس، الذى تم برعاية أمريكية.
وبيّن الأسطل أن ميليشياته تنشط بالفعل خلف الخط الأصفر، داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلى «لا أحد يستطيع دخول منطقتنا، لا حماس ولا المدنيون» هذه المنطقة مشمولة ضمن بنود الاتفاق.
ووفقًا للأسطل؛ فإن منطقة قيزان النجار فى خان يونس؛ حيث ينشط تنظيمه، صنفت ضمن المناطق التى لن تنسحب منها إسرائيل «إذا حاولت حماس دخول منطقتنا سنقاتلها».
وأقرّ واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى يونيو الماضى، بدعم جماعات مناهضة لحماس، قائلًا إن إسرائيل نشطت بعض التشكيلات المرتبطة بالعشائر.. وذلك رغم أن السلطات الإسرائيلية لم تقدم منذ ذلك الحين تفاصيل تذكر عن طبيعة هذا الدعم أو حجمه.
فى المقابل، تسيطر إسرائيل على أكثر من نصف مساحة القطاع، وهى مناطق تتحرك فيها الجماعات المناهضة لحماس خارج نطاق سُلطة الحركة، والجماعات المدعومة من إسرائيل كثفت نشاطها منذ وقف إطلاق النار، وقدرت عدد عناصرها بنحو ألف مسلح بزيادة تقارب 400 عن بداية الهدنة، لكن الجماعات المناهضة لحماس تفتقر إلى قاعدة شعبية حقيقية، ووجودها يثير مخاوف حول استقرار غزة، ويزيد احتمالات اندلاع صراع داخلى بين الفلسطينيين.
.
وقالت صحيفة چيروزاليم بوست، إن الجماعات العاملة من المناطق التى تسيطر عليها إسرائيل فى غزة ستواصل قتال حماس رغم مقتل قائدها الأبرز، وتفيد بزيادة عدد المجندين منذ وقف إطلاق النار فى أكتوبر حيث تتطلع إلى لعب دور فى مستقبل القطاع، وأن ظهور تلك الجماعات على الرغم من أنها لا تزال صغيرة ومحدودة النطاق، قد زاد من الضغوط على حركة حماس، وقد يعقد الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار وتوحيد قطاع غزة المنقسم الذى مزقته سنتان من الحرب.







