الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
دولــة التـلاوة.. بين مؤيد ومهاجم

أنا وقلمى

دولــة التـلاوة.. بين مؤيد ومهاجم

لم نشاهد برنامجا تليفزيونيا يحظى بهذا الاهتمام الكبير والجدل الواسع مثل برنامج «دولة التلاوة» الذى أطلقته وزارة أوقاف المصرية بالتعاون مع «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» وتقدمه الإعلامية المتميزة «آية عبدالرحمن»، حيث إنه جذب أنظار وانتباه المشاهدين المصريين والعرب، ليس فقط لمتابعة فن التلاوة بل أيضًا على منصات التواصل الإجتماعى، حيث وصل عدد متابعى البرنامج لقرابة «200» مليون مشاهد، ووفقًا لهذا السياق - وحتى يكون المقال موضوعيا - سنحاول استعراض وجهتى النظر من مؤيدى ومعارضى هذا البرنامج الذى يعتبره الكثيرون من المصريين أنه العودة للقرآن الكريم فهو يعيد فينا الحياة، كما يُعيد لنا القرآن حضورنا الفاعل، لا بوصفه تلاوة تُطرب الأسماع، بل نورًا يضع قيمة فى العقول، وله أثره فى النفوس، مما ينتج عنه بناء إنسان سوي، بينما يراه البعض أنه نوع من التطرف الدينى،



 

وللقارئ حقه فى انضمامه لأىٍ من وجهتى النظر، وأكثر ما تعرض له البرنامج من هجوم، عندما تم تكليف المذيعة القديرة «آية عبدالرحمن» بتقديم البرنامج - وذلك لكفاءتها المعروفة - قوبل ذلك التكليف بالرفض من قبل البعض، مطالبين بأن يكون مقدم البرنامج رجلا وليس امرأة، بينما أكد البعض الآخر على كفاءة «آية» كمذيعة ناجحة، مع التوصية بالتأكيد على أهمية توسيع نطاق المسابقة، لتشمل النساء والفتيات لإحياء جزء من التراث المصرى وتعزيز القوى الناعمة للدولة المصرية، كما امتد الهجوم على البرنامج ليشمل بعض ضيوف البرنامج بسبب انتمائهم للفكر الصوفى، الذى هو أحد أعمدة الدراسة فى الأزهر الشريف، ووصل الهجوم عليهم لسبهم واتهامهم بالشرك والكفر،

 

ولم تقف موجة الاتهامات عند حد المذيعة والضيوف، بل امتدت لتنال أيضًا المشاركين من حفظة القرآن، منهم الطفل «محمد القلاجى» الذى أبهر الجميع، بجمال صوته وروعة إتقانه فى التلاوة والتجويد، لمجرد انتشار صورة له مع فضيلة الدكتور على جمعة، ورغم أن التفاعل الإيجابى على هذه المنشورات على السوشيال ميديا يخلق حالة من الوعى بين متصفحى مواقع التواصل الاجتماعى، إﻻ أنه ﻻ يمكن إنكار أن هناك نسبة تنصاع لهذه الآراء - التى أعتبرها أنا شخصيًا - آراء متطرفة، وﻻ ننسى أن النجاح المبهر وغير المسبوق الذى حققه برنامج «دولة التلاوة» قد أثار عند البعض من قوى الشر،

 

حالة من الحقد والغيرة والفساد والإفساد بفرحة المصريين، الذين شعروا بعودة بعض من هويتهم ووطنيتهم وتدينهم، ورغم كل ما أُثير من انتقادات أو إعجاب وتأييد، إﻻ أن برنامج «دولة التلاوة» يُعد أكبر منصة لاكتشاف المواهب فى ترتيل وتجويد القرآن الكريم، مع جوائز قيِّمة تصل إلى «3.5» مليون جنيه،

 

ناهيك عن أنه برنامج يجمع بين الاحترافية الفنية وهيبة التلاوة، ويسعى لإحياء المدرسة المصرية الأصيلة فى قراءة القرآن الكريم، كما أنه يملك تأثيرًا خاصًا على الشباب والأطفال المصريين والعرب، وهم الفئة الأكثر تعرضًا للمؤثرات الحديثة، التى قد تُبعدهم عن تراثهم وثقافتهم ودينهم، ونجاح مثل هذه النوعية من البرامج يؤكد لنا أن شبابنا بخير وأنهم ليسوا بعيدين عن القيم الروحية والأخلاقية.. وتحيا مصر.