الإثنين 1 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار فى كل من لبنان وقطاع غزة

انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار فى كل من لبنان وقطاع غزة

تتعامل إسرائيل منذ قيامها 1948 وحتى الآن مع أى هدنة أو وقف لإطلاق النار على أنها مجرد تكتيك عسكرى لفترة زمنية تستنزف من خلاله قدرات الخصم وإنهاك مساعيه، ومواصلة ممارسة الخروج على التزاماتها بموجب القانون الدولى، وليس توجهًا سياسيًا، فهى لا ترى مسارًا سوى المسار العسكرى فى تحقيق أهدافها، خاصة أنه المسار المفضّل فى ضوء اختلال موازين القوى العسكرية فى المنطقة.



السياسة الإسرائيلية الحالية تقوم على مبدأ دينى توراتى يرى فى السيطرة على الأرض فريضة إلهية لا تخضع لحسابات سياسية أو دولية، وخروقاتها منعكسة فى مزامير ونصوص توراتية.

 خروقات إسرائيل فى لبنان:

منذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان فى 27 نوفمبر 2024، قامت إسرائيل بما يزيد على 7500 انتهاك جوى، و2500 انتهاك برى شمال الخط الأزرق وذلك حسب تقرير اليونيفيل (القوة المؤقتة للأمم المتحدة فى لبنان) على الرغم من أنه بموجب نص اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل فى 27 نوفمبر 2024 أن إسرائيل ستقوم بسحب قواتها تدريجيًا من الجنوب باتجاه الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يومًا، وإنها لن تنفذ أى عملية عسكرية هجومية ضد أهداف فى لبنان إلا أنها خرقت تعهداتها متذرعة بأسباب أمنية، وعرقلة تحركات الجيش اللبنانى فى الجنوب. 

تبرر إسرائيل هذا الهجوم باتهام القيادة اللبنانية بالفشل فى الوفاء بالتزاماتها بنزع سلاح حزب الله، وعدم قدرة الجيش اللبنانى الضغط على حزب الله وتعاونه مع الحزب وامتناعه عن القيام بتفتيش المنازل فى الجنوب، وهو الأمر الذى يراه الجيش مدخلا لحرب أهلية فى لبنان، فضلا عن اتهام حزب الله بانتهاك شروط وقف إطلاق النارن وأنه يعمل على ترميم قدراته،  وإعادة تسليح نفسه وتدريب كوادره.

أيد الرئيس اللبنانى جوزيف عون مؤخرا استعداده للتفاوض مع إسرائيل من أجل وقف غاراتها على لبنان، كما طرح نفس الفكرة رئيس الوزراء نواف سلام مستشهدا بنجاح التفاوض بينهما فى السابق فيما يتعلق بالحدود البحرية، إلا أن كليهما لم يتلق ردًا على طرحه.

تتحرك إسرائيل فى الوقت الحالى، إلى جانب احتلالها 5 مناطق جنوب لبنان، إلى توسيع نطاق سيطرتها على أجزاء من الجنوب اللبنانى.

 خروقات إسرائيل فى قطاع غزة:

تواصل إسرائيل ممارسة خروقاتها فى قطاع غزة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فى 10 أكتوبر 2025، وقد تم تسجيل 497 خرقا موثقا، أدى إلى استشهاد 342 من المدنيين، و875 مصابا، واعتقال 35 فى عمليات توغل.

فضلا عن تقليل حجم شاحنات المساعدات إلى القطاع من 600 إلى 200 علما بأن 90 % من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية والإغاثية، وعرقلة دخول منظمة أونروا (غوث وتشغيل الفلسطينيين) فى خط المساعدات للقطاع، واتهامها باستخدام موظفين فلسطينيين تابعين لحركة حماس، وذلك رغم أن تحقيقًا رسميًا تم إجراؤه فى الأمم المتحدة لم يثبت الادعاءات الإسرائيلية.

 فى التقدير:

- تستند إسرائيل فى التعامل مع قضايا لبنان وقطاع غزة فى إطار الضغط المتدرج وفرض الوقائع على الأرض على استراتيجية عسكرية تدعى استراتيجية الضاحية، التى استحدثها الجنرال جادى ايزينكوت – رئيس الأركان الأسبق – وتستند أيضًا على نصوص توراتية والتى تقوم على تدمير البنية التحتية فى أرض العدو، والتعامل مع السكان المدنيين فى المناطق العسكرية على أنهم أعداء ومحاربين ضد دولة إسرائيل، ومن ثم تبرر خروقاتها على هذا الأساس.

- تعمل إسرائيل منذ إنشائها على تشكيل المجال الأقليمى وتفكيك البنية الوطنية فى الدول المجاورة، وإعادة تفصيلها وفق المصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية الإسرائيلية.

- يعانى بنيامين نتنياهو من أزمات وضغوط داخلية، وفى مقدمتها لجنة التحقيق الرسمية المفروضة من المحكمة العليا الإسرائيلية، واتهام المعارضة له بأنه أصبح  تحت الوصاية الأمريكية، ومن ثم فهو يقوم بتصدير الأزمة للخارج.

- يسعى نتنياهو لتذكير المجتمع الإسرائيلى أنه لديه القدرة على فعل ما يريده، فى ضوء قرب الانتخابات الإسرائيلية، وإعلانه ترشحة لرئاسة الوزراء خلال الانتخابات المقبلة 2026.

- يروج نتنياهو لأفكار تحقيق أهداف الحرب، وإعادة تسميتها إلى (حرب انبعاث) بمعنى أنها حرب وجود لإعادة ولادة إسرائيل نتيجة سياساته وأفكاره.

- أن الخطاب الأمنى الإسرائيلى يربط بين عدم السماح لحزب الله بإعادة تسليحه، وتعزيز مكانته فى الداخل اللبنانى، وبين العمل على إسقاط النظام السياسى فى إيران، وحرمانه من أهم وكيل له فى المنطقة.

-اتفاق إسرائيل والولايات المتحدة على حرية الحركة فى كل من لبنان وقطاع غزة، وأن الإدارة الأمريكية تتبنى الرواية الإسرائيلية فيما يتعلق بلبنان وقطاع غزة. 

سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل