كريمة سويدان
أنا وقـلمى
«المتحف الكبير» وسر فرحة المصريين
تحية كبيرة للشعب المصرى العظيم، الذى أعتبره البطل الأول والأخير فى الاحتفالية التاريخية العظيمة التى أُقيمت السبت الماضى بمناسبة افتتاح المتحف المصرى الكبير والتى أبهرت العالم أجمع، حيث إنه كان أفضل وأروع وأمهر من قام بالترويج والدعاية للمتحف الكبير، وذلك من خلال نشر صورهم بالزى الفرعونى أو أسمائهم على ملوك وملكات الفراعنة، كما تجمع المصريون فى الميادين لمتابعة الحدث العالمى عبر شاشات عرض كبيرة لإتاحة متابعة الحدث العظيم لكل المصريين، مع إطلاق الشماريخ والألعاب النارية والعروض الفنية التى تملأ الشوارع بجميع المحافظات، وأطفال مصر يرتدون الزى الفرعونى، حتى الجاليات المصرية فى الخارج، أصرت على الاحتفال، حيث احتفل أبناء الجالية المصرية فى المملكة العربية السعودية بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، وتحول مقر المكتب الثقافى المصرى بالرياض إلى ساحة، تحتفى بالحضارة المصرية العريقة بالأزياء الفرعونية التى تُجسد عظمة التاريخ المصرى القديم وسط أجواء من البهجة والفخر، وأعلام مصر التى رفرف بها الحضور تعبيراً عن حبهم للوطن واعتزازهم بإنجازاته، وأعتقد أن هذا الاهتمام والفرح بهذا الحدث العالمى المهيب يحتاج إلى دراسة اجتماعية عميقة، للكشف عن أسباب هذه الحالة الجمعية العظيمة التى جمعت المصريين، والتى ذكرتنى بالحالة الوطنية الأخرى التى جمعت المصريين فى حدث افتتاح قناة السويس الثانية، ومن وجهة نظرى أن هذا الحدث ليس مجرد افتتاح متحف يُعد أكبر صرح للآثار فى العالم فحسب، بل يُشكِّل علامة فارقة فى الوعى والهوية المصرية، كما أنه يُمثل تحوﻻً فى علاقة المصريين بتاريخهم، ويُعزز انتماءهم الوطنى، ويُرسِّخ قيم الانتماء لدى الأجيال الجديدة، حيث إن كل قطعة أثرية موجودة فى هذا المتحف هى شهادة على عبقرية المصريين وقدرتهم على الإبداع منذ فجر التاريخ، ناهيك عن أن المصريين فخورون بهذا الصرح الثقافى التاريخى الكبير، الذى يجمع تُراثهم وتُراث أجدادهم فى مكانٍ واحد وحفظه للأجيال القادمة، إن مصر قدمت للعالم مشروعاً عملاقاً يؤكد عظمة حضارة الشعب المصرى العظيم، وشاهداً على عبقريته التى أبهرت العالم على مر العصور، والدليل على ذلك «مانشيتات» الصحف العالمية، التى تناولت أخبار وصور الاحتفالية فور انتهائها، وأصبح حدث افتتاح المتحف المصرى الكبير فى صدارة صحف العالم، وفى النهاية فرحة المصريين بالمتحف الكبير فرحة ﻻ توصف، حيث إنه انتقل من مجرد حكايات على الورق فى كتب التاريخ، إلى واقع حى ملموس قاطن فى حضن الأهرامات.. وتحيا مصر.











