عبد الله رامي
فى بريــــد السـت
زارتنى الست فاطمة اليوسف.. تسأل عن حال مجلتها وهى تتم 100 سنة.. عن شجرة الصحافة التى ألقت بذرتها.. والدار التى أسستها.. والأفكار التى تبنتها ونشرتها.. سألتنى بقلق عن حال المجلة والمجتمع والناس.
فما كان منى إلا أن أكتب لها عن حالنا وما جرى لنا بـ«كل صدق».
وهذه رسالتى فى بريد الست:
عزيزتى روزا.. واسمحى لى أن أناديكِ بلا ألقاب..
كنت أتمنى أن أكتب فى تلك المساحة عن قصة دخولى المجلة قبل 8 سنوات وعلاقتى بجدرانها وأفكارها وأبنائها، كنوع من إثبات البنوة ومدح الذات وذكر الأمجاد.. لكن يكفينى أنك عندما قررت السؤال عن الحال وقع اختيارك عليّ.. وهذا خير إثبات للبنوة والمحبة..
فى عام 2025 نحن - صدقيني- فى أحسن حال.. انتصر العرب على إسرائيل بعد أن اجتمعت كلمتهم وقوتهم.. ورُفع علم فلسطين على كامل أرضها.. بيروت تعيش أزهى عصورها.. دمشق قد عادت منارة العرب.. بغداد مكتبة الأمة.. والسودان لا يعرف انقسام.. وليبيا أمن وأمان.. واليمن سعيد جدًا.. الآن.. إن اختلف العرب فى شيء؛ اجتمعوا فى القاهرة لتعود كلمتهم واحدة.. ومصر؟
رغم أن عددنا تجاوز الـ100 مليون لكننا فى أحسن الأحوال.. التعليم عندنا مصنف عالميًا.. والبكالوريا عادت توازى شهادات الغرب الجامعية..
أما عن صحة الناس فلكل مواطن حق العلاج المجانى بمعايير عالمية..
شكل الناس فى الشوارع الآن أحلى وأجمل.. والنظام فى كل شيء.
نعيش يا ست روزا أزهى عصور الديمقراطية.. لدرجة أن الأحزاب جميعها تتفق على رأى واحد وقائمة واحدة وربما زى واحد..
اليوم.. تحققت كل الأفكار التى نادت بها المجلة.. اختفى التطرف من المجتمع بشكل كامل.. كل العقول متسامحة.. وحتى المشايخ تحولوا لمنارات علمية تسير على الأرض.. والحرية أصبحت كالماء والهواء لكن بدون فاتورة..
ماذا لو حدثتك عن حكومتنا.. فهى من أفضل حكومات العالم.. كل وزير يعرف تخصصه بدقة.. كما أنها من أفضل الحكومات التى تعاملت مع الرأى العام والمواطنين.. لدرجة أن هناك صحفيًا طلب من رئيس الحكومة بضرورة وجود إعلام تعبوى حتى لا يضيع حقها وسط سيل سعادة المواطن اليومية.. وعقاب من يخرج على القانون هو النفى طردًا من جنتنا..
الفن المصرى فى أحسن حال.. ووزارة الثقافة ضمن الأفضل على مستوى العالم.. حتى برامج التليفزيون أكثر من رائعة.. نعيش حالة نهضة حقيقية فى كل مكان.. لدرجة أن الدول الأوروبية تعانى من هجرة مواطنيها إلينا..
وحدها الصحافة تشكو قلة القضايا؛ فالحياة وردية.. الناس لم تعد تُقبل على الصحافة بسبب رغد العيش.. لا سلبيات تتحدث عنها الصحافة ولا ملفات يمكن أن نشتبك معها كما كان يحدث فى أيامك..
نكتفى الآن بنشر أخبار السعادة وحكايات النجاح أو قصص كفاح المليونيرات التى بدأت بـ 5 آلاف جنيه..
أصبح تحدى أمام صحافتنا إبهار قارئ منبهر أصلًا بكل ما حوله.. لكن لا تقلقى.. فالحكومة الآن تبحث تطوير الصحافة بما يتناسب مع عصر السعادة..
هذا يا ست فاطمة هو الحال ونحن نحتفل بـ100 سنة روزاليوسف..
محبتى.. ابنك.. عبدالله رامى
انتهى الحلم..







