المتحف المصرى الكبير.. الحلم والواقع

مع الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير GEM تتداعى إلى الذاكرة تلك المجموعة من أعلام الآثار المصرية الذين شرفت بالعمل معهم من خلال رئاستى لأعمال اللجنة العلمية لمشروع المتحف المصرى الكبير، خاصة الدكتور محمد صالح مدير المتحف المصرى الأسبق، الدكتور محمد إبراهيم أحد كبار المتخصصين فى الآثار المصرية والعمل الميدانى أيضا ،والذى شغل من بعد منصب وزير الدولة لشئون الآثار والدكتور حسن سليم أحد نوابغ علم الآثار المصرية والدكتور محمد عبدالمقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، والعديد من شباب الباحثين ودون شك المرحوم الأستاذ محمد غنيم وبرعاية وتدعيم كامل من قبل وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى والزميل الفاضل الدكتور زاهى حواس أمين المجلس الأعلى للآثار الأسبق آنذاك، والذى شغل أيضا من بعد ولأول مرة منصب وزير الدولة لشئون الآثار.

كم تعددت اجتماعاتنا فى حرم المتحف المصرى بالتحرير أو ضمن المبانى الإدارية الأولى التى احتواها محيط المتحف المصرى الكبير من بعد بهدف تحقيق الهدف الأسمى لمشروع المتحف من تكوين الداتا العلمية واختيار القطع الأثرية المرتبطة بها من كل مواقع الآثار المصرية عبر كامل خريطة مصر الجغرافية, ومن أشهر مخازن الآثار بها ومن بعض المجموعات المتحفية المختارة من مجموعة المتحف المصرى بالتحرير ذاته أو من مجموعات المتاحف الإقليمية، والسيناريو للعرض المتحفى المرتبط بها. وكم يحضرنى صدى النقاش والحوار وأحيانا الخلاف بين ثلاث مجموعات أكاديمية إدارية مسئولة عن مشروع المتحف المصرى الكبير وتكوين مجموعاته باعتبارى أحد المشاركين بها، ومجموعة المرحوم الأستاذ الدكتور على رضوان عميد كلية الآثار الأسبق وفريق العمل الخاص به والمسئول أيضا عن اختيار القطع الأثرية للعرض ضمن مشروع متحف الحضارة ،وأخيرا الفاضلة الدكتورة وفاء الصديق التى كافحت وناقشت واختلفت معنا كثيرا حول ما كنا نطلبه من قطع أثرية من مجموعة المتحف المصرى ليشملها سيناريو العرض المتحفى بالمتحف المصرى الكبير.

ودون شك يغمر المرء السعادة الآن فى ارتباط بنجاح فريق العمل للجنة العلمية من اختيار المائة ألف قطعة أثرية ووضع التصور لعرض خمسين ألف قطعة منها ضمن قاعات المتحف التى سوف تشرف بافتتاح السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى لمعروضاتها، وباستقبال السادة ضيوف مصر المشاركين فى حفل الافتتاح ومن بعد استقبال جمهور الزائرين للمكان. حلم كاد أن يصبح حقيقة إن شاء الله تعالى ويصبح صرحًا علميًا وواجهة سياحية جاذبة وداعمة لمصرنا الحبيبة ومصدرًا لسعادتى أن كنت مشاركًا ولو بنذر يسير فى هذا الإنجاز التاريخى.

رئيس اللجنة العلمية لمشروع المتحف المصرى الكبير

عميد كلية الآثار الأسبق، جامعة القاهرة