«روزاليوسف» ترصد كواليس تأمين وقود الصعيد بأيادً مصرية

 مجمع أسيوط لتكرير البترول؛ صرح صناعى بمحافظة أسيوط ضخم يمثل شريانًا حيويًا لاقتصاد مصر وأمنها الطاقى؛ ومركزًا استراتيجيًا لضمان تدفق الوقود والمشتقات البترولية لجنوب مصر. 

ومن أجل التعرف على دوره المحورى وأهميته، قامت روزاليوسف بجولة داخل هذا الصرح العملاق استمرت لمدة 8 ساعات، لمعرفة كيفية تحول المواد الخام إلى منتجات نهائية عالية الجودة، وأهم استثماراته وتوسعاته الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتى والتنمية المستدامة فى صعيد مصر.

انطلقنا من القاهرة فى تمام السادسة صباحا؛ ووصلنا مجمع أسيوط للتكرير الساعة 10؛ وكان فى استقبالنا المهندس محمود ناجى رئيس مجلس إدارة الشركة وفريق عمله إيهاب كيلانى مدير العلاقات العامة؛ ومحمد حسانين مدير مكتبه. 

قال المهندس محمود ناجى رئيس شركة أسيوط لتكرير البترول: إن المجمع من أهم ركائز دعم المشروعات التنموية فى صعيد مصر،حيث ينتج 3.1 مليون طن من الخام، وساهم فى ارتفاع إنتاج السولار لـ 760 ألف طن سنويًا، بزيادة 130 ألف طن، بما يغطى نصف احتياجات منطقة وسط وجنوب الصعيد، كما يلبى إنتاج البنزين بنسبة 80 % من احتياجات الصعيد، بالإضافة إلى تلبية جانب كبير من احتياجات مطارات جنوب مصر من وقود الطائرات. 

 أكد رئيس شركة أسيوط  لتكرير البترول؛على الانتهاء من المرحلة الأولى لتطوير وحدة إنتاج هذا النوع من الوقود، التى أسهمت فى سرعة تلبية الطلب لبعض مطارات الحركة السياحية، بينما يجرى تنفيذ المرحلة الثانية لمضاعفة الإنتاج من 600 طن يوميًا حاليًا، إلى 1200 طن، بهدف التوسع فى تلبية احتياجات مطارات جنوب مصر.

وأشار إلى ارتفاع أرباح الشركة بنسبة 127 % عن العام السابق، موضحًا أنه يجرى حاليًا تنفيذ مشروع جديد بطاقة 5 ملايين طن خام سنويًا، ووحدة لإنتاج البوتاجاز والنافتا، كما يجرى تنفيذ حزمة مشروعات متكاملة لترشيد الطاقة، لخفض البصمة الكربونية من المتوقع أن تحقق وفرًا بنحو 140 مليون جنيه، منها مشروعات للطاقة الشمسية.

إدارة المراقبة

بدأنا أولى جولاتنا داخل الشركة من إدارة المراقبة، شرحت لنا إيناس على مدير جهاز المراجعة والمراقبة الداخلية، طبيعة عمل الإدارة وخطة العمل السنوية والشهرية، وهى الإدارة المسئولة عن كتابة تقارير المراقبة الشهرية عن أداء جميع الإدارات لرصد أى تقصير أو مشكلة بشكل سريع والعمل على حلها بشكل لحظى.

 

 

المعامل الكيماوية 

انتقلنا بعد ذلك للمعامل الكيماوية ومراقبة الجودة الحاصل على شهادة الأيزو 17025 وشهادة الأيزو 90018، قالت المهندسة نشوى محمد مدير إدارة المعامل: إن دور المعمل إجراء اختبارات دقيقة على المواد الخام، ومراقبة العمليات الإنتاجية، وتقييم المنتج النهائى لضمان مطابقته للمعايير والمواصفات، وإن متابعة المنتج لا تتوقف عند خروج المنتج للمستودعات؛ ولكن يتم متابعة العينات فى المستودعات قبل خروجها للمستهلك. 

وقام الكيميائى عمرو أبو الحسن مدير قطاع الاوكتان، بشرح وافٍ لماكينة تحليل بنزين عالى الأوكتين؛ وهى الماكينة التى تخدم صعيد مصر بأكمله وتوجد فى المصنع من 1987؛ وتعمل على تحليل عينات البنزبن «80؛92؛95»؛ موضحًا أن العديد من الشركات تقوم بإرسال عينات لتحليلها داخل مجمع أسيوط. 

وأضافت مروة رجب مدير ادارة البحوث: إن مهمة الإدارة الحفاظ والاستمرارية  ومتابعة أسباب تآكل الأنابيب، وتحليل عينات الماء الصناعى وإعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى فى أنشطة المصنع المختلفة.

وأوضح محمد الشرقاوى مدير إدارة التآكل، إن للمصنع دورًا استراتيجيًا خاصة بعد الانتهاء من مشروعات التوسعة المهمة وعلى رأسها مجمع إنتاج البنزين عالى الأوكتان، والذى تم افتتاحه مؤخرًا،حيث أسهم بشكل فعّال فى تغطية حوالى 80 % من احتياجات الصعيد من البنزين عالى الجودة (92،95)، مما قلل بشكل كبير من تكلفة ومخاطر نقل هذه المنتجات للصعيد.

قالت الكيميائية عبير خلة مدير عام مساعد إدارة المرافق: إن الإدارة هى المسئولة عن استقبال المياه وتنقيتها وتحويلها إلى بخار، من أجل استخدامه فى إنتاج البنزين عالى الأوكتان بالإضافة إلى وحدات النيتروجين.

 ولفت المهندس عيسى علاق مدير عام  الإصلاح، إلى أن منتجات الشركة لا تقتصر على إنتاج البنزين بدرجاته المختلفة (80، 92، 95)؛ ولكن تشمل أيضًا غاز البوتاجاز والسولار الخاص بمحطات الكهرباء ووسائل النقل؛ ووقود الطائرات لتلبية متطلبات مطارات جنوب مصر بالإضافة إلى الكيروسين والمازوت والنافتا.

 ترشيد الطاقة

 ولم يقتصر التركيز داخل المصنع على الإنتاج فحسب، بل شمل التزامًا قويًا بمعايير الاستدامة البيئية وخفض البصمة الكربونية، وتم تنفيذ عدة مشروعات فى هذا الإطار، منها مشروعات الطاقة الشمسية لترشيد استهلاك الطاقة والاعتماد على مصادر نظيفة.  وإعادة تدوير المياه، من خلال تنفيذ مشروع لمعالجة مياه الصرف الصناعى، وإعادة استخدامها فى رى زراعات الجوجوبا داخل نطاق الشركة، مما يمنع تصريف أى مياه خارج المصنع ويحقق مردودًا بيئيًا واقتصاديًا.

 وتم استخدام الهيدروجين كوقود بديل فى تجربة ناجحة لاستبدال المازوت فى تشغيل بعض الغلايات، مما يوفر فى التكلفة ويعزز استخدام وقود صديق للبيئة.

 المسؤولية المجتمعية

يمتد تأثير مصنع أسيوط لتكرير البترول إلى ما هو أبعد من بواباته، حيث يولى المصنع أهمية خاصة للمسؤولية المجتمعية، حيث وقعت بروتوكولات تعاون لدعم الخدمات الصحية فى محافظات الصعيد، أبرزها التعاون مع مركز أورام سوهاج لتوفير أجهزة طبية حيوية، ودورات تدريبية لشباب الخريجين لتأهيلهم لسوق العمل.

 

مشـروعـات  ترشيد الطاقة 

1 -زيادة استخدام الهيدروجين الفائض عن الحاجة كوقود حريق نتيجة ضبط ظروف التشغيل فى غلايات المرافق الجديدة. - إجمالى الوفر من المشروعات المنفذة: نحو 14.3مليون جنيه.

- خفض الانبعاثات الضارة: 3472 طنًا من ثانى أكسيد الكربون المكافئ سنويًا.  

- إجمالى الوفر من المشروعات المخطط لها: نحو 442.8 مليون جنيه.

- خفض الانبعاثات الضارة: 91386 طنًا من ثانى أكسيد الكربون المكافئ سنويًا.

 النتائج النهائية

- إجمالى الوفر الكلى من جميع المشروعات بعد التنفيذ: نحو 457.09 مليون جنيه.

- خفض الانبعاثات الضارة: 94858طنًا من ثانى أكسيد الكربون المكافئ سنويًا.

 مشروع إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية

- القدرة التصميمية: 10ميجا وات.

- الطاقة الإنتاجية المتوقعة: 20جيجا وات ساعة سنويًا.

2. تعزيز الكفاءة التشغيلية والأداء الفنى

- تحسين أداء الوحدات: ترشيد الطاقة لا يعنى تقليل التشغيل؛ بل تحسينه. يتم من خلال تحسين كفاءة الأفران (Furnaces) والغلايات (Boilers)، وتحسين عمليات نقل الحرارة فى المبادلات الحرارية (Heat Exchangers)، وتقليل الفاقد فى أنظمة البخار.

3 - تقليل البصمة الكربونية والامتثال البيئى

- خفض الانبعاثات: انخفاض استهلاك الوقود يعنى انخفاضًا مباشرًا فى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون (CO2) وأكسيد النيتروجين (NOx) وأكسيد الكبريت (SOx). هذا يحسن الأداء البيئى للمصفاة.

- الامتثال للقوانين: تساعد برامج ترشيد الطاقة الشركات على الالتزام بالتشريعات البيئية المتزايدة الصرامة فيما يخص الانبعاثات وكفاءة الطاقة.

- تعزيز الصورة الذهنية والمسؤولية الاجتماعية: يُعد التزام الشركة بترشيد الطاقة عاملًا مُهمًا فى بناء سمعتها كشركة مسؤولة بيئيًا، وهو ما يطلبه المستثمرون والعملاء بشكل متزايد.