الأحد 12 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
فى الذكرى «52» لحرب الكرامة: هل استوعبت إسرائيل الـدرس؟!

أنا وقـلمى

فى الذكرى «52» لحرب الكرامة: هل استوعبت إسرائيل الـدرس؟!

إثنان وخمسون عامًا مرت على يوم النصر، يوم العزة والكرامة، يوم القوة والشرف، يوم الرجال الأبطال حاملى رايات النصر لمصر، ومع ذلك يبدو أن العدو الإسرائيلى لم يستوعب الدرس الذي قلب عيدهم «عيد كيبور ـ يوم الغفران» فى أكتوبر 1973» إلى أيام وسنوات حزن، فهم لم يستوعبوا صفعة الهزيمة التي لكمها لهم الجيش المصري العظيم فى حرب تُعد من أمجد أيام التاريخ العربى، وقضت دولة الاحتلال بعد هذه الحرب أسوأ سنوات عاشتها، وحاولت علاج حالة الصدمة وفقدان الثقة لدى شعبها، ومحاولة نسيان الهزيمة والأحزان التي تسببت فيها هذه الحرب العظيمة دون جدوى، ولم تُعالج إﻻ بموت الأغلبية الكبيرة ممن عاصروا هذه الأيام، وأيضًا بمناهج تعليمية مزيفة بتكرار مقولة أن إسرائيل ﻻ تُهزم، إلى جانب نشر الكثير من الوثائق والكتب المضللة والأفلام السينمائية التي تحاك على الأكاذيب فى محاولة لتحويل حرب أكتوبر العظيمة من هزيمة ساحقة لهم إلى نصر كاذب، وبعد سنوات تأتى الأقدار ويعيد التاريخ نفسه، بلطمة حماس لهم فى عيدهم أيضًا فى السابع من أكتوبر «2023» ويستنجدون بالوﻻيات المتحدة الأمريكية مرة أخرى لإنقاذهم، ورغم هذه المساندة والدعم من جانب أمريكا وحلفائها فى أوروبا أو فى منطقة الشرق الأوسط بهدف القضاء على قيادات حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى نهائيًا، إﻻ أنه بعد مرور أكثر من سنتين على حرب الإبادة والتشريد والتجويع والتهجير بمساعدة أكبر دولة فى العالم؛ النتيجة الآن إنهيار دولة الاحتلال وفشلها فى تحرير رهائنها ولم يتمكنوا من القضاء على حماس، وأصبحت إسرائيل منبوذة عالميًا، لكونها الكيان المتهم بجرائم الإبادة الجماعية، واستخدام إسلوب تجويع شعب غزة وتهجيرهم من أرضهم، وللأسف الشديد ما يحدث الآن من وساطة أمريكية أوروبية لإنقاذ ماء وجه إسرائيل، يسعى ترامب الآن إلى تحقيق ما فشلت فيه إسرائيل بالحرب وذلك بالضغط على حماس والدول العربية لتحقيق أكبر مكاسب لها عجزت عن الحصول عليها بالحروب والقتل والتجويع والإبادة، وأخيرًا، ونحن نعيش أجواء انتصار أكتوبر العظيم فى الذكرى الثانية والخمسين، يجب أن نتذكر الزعيم جمال عبد الناصر الذي استوعب هزيمة يونيو 1967»، وخطط على الفور لحرب الاستنزاف التي خلّفت تأثيرًا مُخيفًا فى نفوس الإسرائيليين، وسجلت بطوﻻت عظيمة قادت لحرب النصر فى معركة استرداد الكرامة، ونتذكر أيضًا الرئيس أنور السادات ـبطل الحرب والسلامـ الذي زار إسرائيل بعد سحق الكيان الصهيونى فى حرب لن ينساها الإسرائيليون، وألقى خطابًا قويًا وهو فى عقر دارهم، تضمن رسائل ـرغم أن مر عليها سنواتـ إﻻ أنها رسائل تنسحب على اليوم بكل ما تحمله من معانٍ ودﻻئل، وهى التأكيد على أن غزة لن تخضع ـولو بالقوةـ لأحد، ولن يستسلم أهلها، وأن وهم إسرائيل بتصفية القضية الفلسطينية، مجرد هواجس شيطانية لن تصل بها إﻻ لمزيد من التعقيد والتورط فى حرب ستستنزف الجميع، وسترهق إسرائيل نفسها ومن يُدعمها وتلقى بهم جميعًا فى جحيم لن ينتهى، ورسالة الماضى والحاضر التي ﻻ تستطيع إسرائيل استيعابها تخلو تمامًا من أحلام الغزو، ومواقف مصر وبعد مرور أكثر من نصف قرن على حرب الكرامة ما زالت ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وﻻ تزال مصر تدعو إلى السلام كسبيل لإنهاء الصراع فى المنطقة.



 وتحيا مصر.