
الفت سعد
أحلف بسماها
فوز مصر برئاسة اليونسكو فى ذكرى النصر
من حسن الطالع أن يتوافق يوم احتفال مصر بذكرى انتصار 6 أكتوبر مع فوز الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار الأسبق بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، ليكون أول مصري وأول عربى وثانى أفريقى يتولى هذا المنصب الرفيع، وأيضًا واجهة مشرفة لمصر والمنطقة العربية وأفريقيا.. أقولها ببساطة وبفطرة المصريين «فأل حسن»، وكأن الله عز وجل يُطيّب خاطر مصر برسالة إلهية تقول إن الله معنا فى فترة عصيبة تواجه فيها بلادنا تحديات ومخاطر جسيمة.
جاء الفوز الساحق للدكتور خالد العنانى بأغلبية تأييد 55 دولة من إجمالى 57 دولة وهو أكبر عدد أصوات يحصل عليه مرشح لمنصب مدير عام المنظمة فى انتخابات تنافسية منذ تأسيسها عام 1945، مما يعكس الثقل السياسى والدبلوماسى والثقافى للدولة المصرية وأيضًا جدارة وكفاءة الدكتور العنانى.
ولأن مصر صاحبة ريادة فى أعمال منظمة اليونسكو لما لها من حضارة وتاريخ وعلم فقد تقرر عام 2023 ترشيح عالم مصري لتولى رئاسة المنظمة، وكانت تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحة صريحة بتكاتف كل أجهزة الدولة للعمل الجاد منذ بدء إعلان الترشح حتى الفوز، بل إنه وجه بتشكيل لجنة وطنية من وزارات الخارجية والتعليم العالى والبحث العلمى ومؤسسات أخرى، واختير الدكتور خالد العنانى للترشح، وبدأت حملة جادة أدارت من خلالها وزارة الخارجية الملف بشكل رائع، بمشاركة الوفد الدئم فى منظمة اليونسكو بباريس ودعم غير مسبوق لسفراء 65 دولة، وكان الهدف إعلاء ترشيح ممثل مصر والكل مقتنع بمدى الفائدة التي ستعم على الوجه الثقافى والإنسانى للعالم برئاسة مصر لليونسكو.
سعادة الشعب المصري فى ذكرى انتصار أكتوبر وفوز مصر عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي فى تهنئة الشعب المصري والدكتور خالد العنانى بكلمات رائعة مفادها أن هذا الفوز يمثل إنجازًا تاريخيًا يُضاف إلى سجل مصر الدبلوماسى والثقافى وإلى إنجازات الشعوب العربية والأفريقية.. كما أنه يجسد مكانة مصر الحضارية، ويؤكد قدرة أبنائها على القيادة فى المحافل الدولية، ويعكس ثقة العالم فى الكفاءات المصرية التي تجمع بين العلم والخبرة والثقافة، وأكد الرئيس السيسي على ثقته التامة فى إسهام الدكتور العنانى لتعزيز الحوار الثقافى وحماية التراث الإنساني بما يليق بحضارة مصر والحضارات الإنسانية العريقة.
خبرات وإنجازات للدكتور خالد العنانى وجب علينا ذكر بعضها وليس كلها، ليكون مصدر فخر واعتزاز لكل مصري، فهو أستاذ علم المصريات والسياحة بجامعة حلوان، أستاذ زائر فى جامعة بول فاليرو، قام بتدريس اللغة المصرية والحضارة المصرية والآثار فى عدة جامعات، عضو الوفد المصري للمؤتمر الدولى التاسع والحادى عشر لعلم المصريات بفرنسا وإيطاليا، عضو فى عدة لجان علمية دولية، قلّدته الحكومة الفرنسية وسام فارس فى الفنون والآداب.. ومن إنجازاته، تطوير المتاحف والمشروعات الأثرية التي أشرف على افتتاحها مثل متاحف الغردقة وشرم الشيخ والمركبات الملكية بالقاهرة، قاد ترميم وإحياء عدد من المواقع الأثرية مثل المعبد اليهودى بالإسكندرية، قصر البارون، هرم زوسر والمقبرة الجنوبية بسقارة، نظم ما يقرب من 15 معرضًا دوليًا مؤقتًا للآثار المصرية فى 10 دول، والأهم من ذلك قاد فعاليات ثقافية كبرى مثل «الأقصر طريق الكباش» و«موكب المومياوات الملكية»، وأشرف على استعادة آلاف القطع الأثرية المصرية من أكثر من 20 دولة.
إنجاز واحد من تلك الإنجازات العظيمة كفيلة بفوز أهم أعلام مصر الثقافية.