النصر مرجع تاريخى لاستخلاص الدروس فى مواجهة المشروع الإسرائيلى - الغربى
اللواء محمد الغبارى: خطة الخداع والهجوم حققت النصر فى حرب أكتوبر
حوار الحسين عبدالفتاح
أكد اللواء الدكتور محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى وإدارة المدرعات الأسبق، أن حرب أكتوبر 1973 ستظل مرجعًا تاريخيًا خاصًا لاستخلاص الدروس والخبرات العسكرية والسياسية، خاصةً فى ظل ما تواجهه المنطقة من آثار مقاومتها للمشروع الاستعمارى الإسرائيلى الغربى.
أضاف الغبارى: إن هزيمة يونيو 1967 كانت نتيجة لأهداف استراتيجية أمريكية إسرائيلية، تمثلت فى حصار مصر داخل حدودها وضمان التفوق العسكرى لإسرائيل، التى تعد أداة للحفاظ على المصالح الغربية فى الشرق الأوسط. وأوضح أن إسرائيل أصرت على رفض الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة، وبدأت فى التوسع الاستيطانى وتطوير قُدراتها العسكرية تحت شعار «نظرية الأمن الإسرائيلى» لخداع الرأى العام العالمى.

إعادة بناء القوات المسلحة وحرب الاستنزاف
أشار الغبارى إلى أن القيادة المصرية رفضت الهزيمة واعتبرت ما حدث مجرد جولة فى صراع طويل، واتخذت خطوات استراتيجية لإعادة بناء القوات المسلحة. وتبنت القاهرة سياسة خارجية قائمة على رفض الهزيمة العسكرية، مع العمل السياسى لكسب الوقت وإقناع الرأى العام العالمى بأنها لا تسعى للحرب من أجل الحرب، بل لاستعادة الأرض المغتصبة.
أضاف: إن مصر اعتمدت على ذاتها والدعم العربى، وانتهجت حرب الاستنزاف كمنهج لإعادة بناء القوات المسلحة، مع استمرار القتال، واستخدام الدبلوماسية لإثبات سعيها للسلام وانسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة.

خطة خداع
تحدث الغبارى عن الفكر الاستراتيجى لحرب أكتوبر، مؤكدًا أنه كان يعتمد على خطة هجومية تهدف إلى هزيمة القوات الإسرائيلية فى سيناء والجولان، وتحرير الأراضى المحتلة. ولتحقيق المفاجأة، تم تنفيذ خطة خداع دقيقة على عدة أشهر، شملت تحركات عسكرية تحت ستار التدريب، وإنهاء خدمة آلاف الجنود، وتحريك معدات العبور ليلاً، فضلاً عن الدور البارز الذى لعبته وسائل الإعلام والجهود الدبلوماسية فى إتقان هذه الخطة.
وأكد أن المفاجأة الكبرى كانت الهجوم المصرى والسورى فى وقت واحد، ما أحدث هزيمة مدوية للجيش الإسرائيلى وأدى إلى خسائر ضخمة دفعت الولايات المتحدة للتدخل مباشرةً لإنقاذ إسرائيل من الهزيمة الكاملة.
دروس الحرب
أوضح الغبارى أن الدروس المستفادة من حرب 1967، تمثلت فى أهمية التنسيق على المستوى الاستراتيجى بين القيادتين السياسية والعسكرية، ووضوح الأهداف القومية. كما أكد أن الحرب أظهرت أهمية الدراسة الدقيقة للعدو، وتحقيق الخداع والمفاجأة الاستراتيجية، بالإضافة إلى أهمية التنسيق مع الدول العربية، خاصةً سوريا، واستخدام سلاح النفط.
صراع مستمر
أشار الغبارى إلى أن حرب أكتوبر وضعت الصراع العربى الإسرائيلى على رأس المشاكل الدولية، ما دفع القوى الكبرى للبحث عن حل، وأفضى ذلك إلى اتفاقيات فك الاشتباك بين مصر وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.
واختتم الغبارى حديثه بأن الرئيس السادات تحدى العقيدة الإسرائيلية القائمة على الحرب لتحقيق حلمهم المزعوم «من النيل إلى الفرات»، عندما أعلن أن حرب أكتوبر هى آخر الحروب، وذلك بعد توقيع اتفاقية السلام فى كامب ديفيد.











