رسائل رئاسية فى قمة الدوحة
سياسات «العدو» تهدد السلام بالمنطقة

إسلام عبدالوهاب
الرئيس السيسي: مصر ترفض سياسة العقاب الجماعى فى غزة
نشاط رئاسى مكثف قام به الرئيس السيسى خلال الأسبوع الماضى، حيث شارك فى القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، التى عقدت فى الدوحة، لبحث العدوان الإسرائيلى على دولة قطر.
مشاركة الرئيس تأتى تأكيدًا على تضامن مصر الكامل مع دولة قطر الشقيقة، حكومةً وشعبًا، وتجسيدًا لموقفها الثابت فى الوقوف إلى جانب الأشقاء فى مواجهة هذا العدوان، الذى يُعد انتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق والأعراف الدولية.
الرئيس ألقى كلمة مصر خلال أعمال القمة الاستثنائية، حيث استعرض فيها رؤية القاهرة تجاه مستجدات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، وأكد على ثوابت السياسة المصرية فى دعم الأمن والاستقرار الإقليمى، كما عقد الرئيس عددًا من اللقاءات الثنائية على هامش القمة، لبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك.
رسائل الرئيس
الرئيس ألقى كلمة خلال أعمال القمة تناول فيها رؤية مصر تجاه التطورات الراهنة، وموقفها الثابت من دعم وحدة الصف العربى والإسلامى، ورفض أى انتهاكات تمس سيادة الدول أو تهدد أمنها واستقرارها.

لقاءات ثنائية
وخلال القمة، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، مع الأمير تميم بن حمد آل ثانى، أمير دولة قطر.
الرئيس أعرب خلال اللقاء عن خالص تعازيه لسمو الأمير وللشعب القطرى فى ضحايا العدوان الإسرائيلى الغاشم على دولة قطر الشقيقة، مجددًا إدانة مصر واستنكارها لهذا الانتهاك السافر للسيادة القطرية، ومؤكدًا تضامن مصر الكامل مع قطر واستعدادها التام لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لصون سيادتها والحفاظ على سلامة أراضيها. ومن جانبه، ثمّن سمو الأمير تميم بن حمد مشاركة الرئيس فى القمة، معربًا عن تقديره الكبير للموقف المصرى الرافض للاعتداء الإسرائيلى الغاشم والثابت تجاه القضايا العربية.
كما التقى الرئيس مع شهباز شريف، رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، وذلك على هامش مشاركته فى أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة.
الرئيس ورئيس وزراء باكستان أعربا عن إدانتهما الشديدة للاعتداء الإسرائيلى الأخير على دولة قطر الشقيقة، مؤكدين أن هذا الاعتداء يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى ومبدأ احترام سيادة الدول.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وذلك على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة.. وصرّح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد تأكيدًا مشتركًا على الزخم المتنامى فى العلاقات بين مصر وتركيا، وعلى التنسيق المتواصل بين البلدين على المستويين الثنائى والإقليمى، وكذلك فى المحافل الدولية.
وأوضح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، أن الرئيسين أعربا عن إدانتهما الشديدة للعدوان الإسرائيلى على دولة قطر الشقيقة، باعتباره انتهاكًا صارخًا لأحكام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى مع مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك على هامش مشاركة الرئيسين فى القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة.
الرئيسان تطرقا إلى الظرف الدقيق الذى تمر به منطقة الشرق الأوسط، والذى تمثلت آخر مظاهره فى العدوان الإسرائيلى على دولة قطر الشقيقة، كما تبادلا الرؤى حول مستجدات القضايا الإقليمية، خاصة ما يتعلق بالوضع فى قطاع غزة، حيث أعربا عن رفضهما لمخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

مؤتمر ماكرون
كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى العاصمة القطرية الدوحة، فى مؤتمر عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، وذلك على هامش مشاركته فى القمة العربية الإسلامية الطارئة، حيث عقد المؤتمر بدعوة من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وبحضور أمير قطر وملك الأردن، ووزير الخارجية السعودى، والرئيس الفرنسى، ورئيس الوزراء البريطانى، ورئيس الوزراء الكندى، وذلك بهدف مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية، لا سيّما تطورات الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، والعدوان الإسرائيلى على قطر، فضلا عن التنسيق بشأن الاستحقاقات الأممية المقبلة ذات الصلة.
الرئيس أعرب مجددًا عن إدانة مصر للاعتداء الإسرائيلى الغاشم على أمن وسيادة دولة قطر الشقيقة، بما يمثله من انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولى، وبما يؤكد بوضوح أن الممارسات الإسرائيلية قد تجاوزت كافة الخطوط الحمراء. وأشار الرئيس إلى أن العدوان الإسرائيلى على قطر جاء فى إطار سلسلة من الإجراءات التى اتخذتها إسرائيل لعرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بما يمكنها من المضى قدمًا فى تنفيذ مخططاتها فى المنطقة.
الرئيس أكد على أن القضية الفلسطينية تستمر فى كونها القضية المركزية فى العالم العربى، والتى لن يتسنى تحقيق السلام الشامل فى المنطقة دون تسويتها بشكل عادل ومستدام، مثنيًا على الجهود المشتركة التى تبذلها المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا فى رئاسة المؤتمر الدولى رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية، الذى عُقد فى نيويورك فى يوليو 2025، ومعربا عن تطلعه إلى أن يشكل مؤتمر حل الدولتين، المزمع عقده فى 22 سبتمبر الجارى، محطة مفصلية نحو الاعتراف بدولة فلسطين، ومرحبا باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة «إعلان نيويورك» بشأن تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ملك إسبانيا فى مصر
على صعيد الشأن الدولى استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، والسيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية، بقصر الاتحادية، الملك فيليب السادس، ملك إسبانيا، وجلالة الملكة ليتيزيا، فى أول زيارة دولة يقوم بها ملك إسبانيا إلى جمهورية مصر العربية.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأنه قد تم إجراء مراسم الاستقبال الرسمية، التى شملت اصطفاف الخيول، وعزف السلام الوطنى لكل من جمهورية مصر العربية ومملكة إسبانيا، واستعراض حرس الشرف، وإطلاق المدفعية 21 طلقة، ثم التقاط صورة تذكارية للرئيس والسيدة قرينته وجلالة ملك وملكة إسبانيا، وتلى ذلك عقد لقاء ثنائى مغلق بين الرئيس وملك إسبانيا، أعقبه جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدى البلدين.
الرئيس استهلّ اللقاء مع ملك إسبانيا بالترحيب به فى أول زيارة دولة يُجريها إلى مصر ولأول مسؤول إسبانى رفيع المستوى منذ التوقيع على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس إلى إسبانيا فى فبراير 2025. من جانبه، أعرب الملك عن بالغ اعتزازه بزيارة مصر، مشيدًا بمكانتها الراسخة إقليميًا ودوليًا، وبما تحمله من إرث حضارى عظيم ترك بصماته على الإنسانية جمعاء.
كلمة الرئيس السيسى
ألقى الرئيس كلمة للترحيب بجلالة الملك والملكة، ومن جانبه ألقى ملك إسبانيا كلمة لشكر الرئيس والسيدة قرينته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
كما أقام الرئيس عبد الفتاح السيسى، والسيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية، بمنطقة الهرم، مأدبة عشاء على شرف جلالة الملك فيليب السادس، ملك إسبانيا، وجلالة الملكة ليتيزيا، ملكة إسبانيا، وذلك بمناسبة زيارة الدولة التى يقوم بها جلالة الملك إلى جمهورية مصر العربية.
اللقاء تناول عددًا من جوانب العلاقات الثنائية، لا سيما فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية، كما ثمّن الرئيس التعاون الثقافى القائم بين البلدين، والذى تعود جذوره إلى ستينيات القرن الماضى، مشيراً إلى أهمية تكثيف التعاون في مجال الآثار، واستكشاف الفرص المتاحة لتنظيم فعاليات ثقافية وفنية مشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون الأكاديمى والتعليمى، بما يسهم فى توطيد التقارب والتواصل بين الشعبين.
من كلمة الرئيس خلال استقباله ملك إسبانيا
تمثل هذه الزيارة، تأكيدا جديدا، على متانة أواصر الصداقة والتعاون التى تربط بين بلدينا.
لقد قدم البلدان معا نموذجا رائدا يحتذى به، فى كيفية بناء علاقات إيجابية متطورة، وتخدم مصالح شعبيهما وتحقق أهدافهما المشتركة.
أشير إلى التعاون الثقافى المميز بين البلدين، خاصة فى مجال التنقيب عن الآثار والحفاظ على التراث.
إسبانيا تدرك جيدا، مدى التحدى الذى باتت تواجهه القضية الفلسطينية، والتهديد المباشر الذى يتعرض له الأفق السياسى لتسوية هذه القضية.
أعرب عن بالغ التقدير، للموقف الإسبانى التاريخى، فى نصرة الحق المشروع للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته.
أبرز رسائل الرئيس السيسي خلال القمة العربية الإسلامية
تضامن مصر الكامل، وتضافرها مع أشقائها، فى مواجهة العدوان الإسرائيلى الآثم، الذى شهدته الأجواء والأراضى القطرية.
الإدانة، بأشد وأقسى العبارات، لهذا العدوان الإسرائيلى، على سيادة وأمن دولة عربية.
النهج العدوانى الذى يتبناه الجانب الإسرائيلى، إنما يحمل فى طياته نية مبيتة، لإفشال كافة فرص تحقيق التهدئة.
اعتماد مجلس الجامعة العربية، فى دورته الوزارية الأخيرة، القرار المعنون: «الرؤية المشتركة للأمن والتعاون فى المنطقة»، يمثل نواة يمكن البناء عليها.
سياسات إسرائيل، تقوض فرص السلام بالمنطقة، وتضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية، والأعراف المستقرة والقيم الإنسانية.
أقول لشعب إسرائيل إن ما يجرى حاليا يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم، وأمن جميع شعوب المنطقة. ويضع العراقيل أمام أى فرص لأى اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة.
تؤكد مصر رفضها الكامل، لاستهداف المدنيين، وسياسة العقاب الجماعى والتجويع، التى تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.
ستواصل مصر دعمها الثابت، لصمود الشعب الفلسطينى على أرضه، وتمسكه بهويته وحقوقه المشروعة، طبقا للقانون الدولى.
إن الحل العادل والشامل، للقضية المركزية للعالمين العربى والإسلامى، يقوم على إنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية».