الأحد 21 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الممارسات الإسرائيلية توسع رقعة الصراع فى المنطقة

اغتيالات الدوحة تعصف بالتسويات السياسية للحرب على غزة

فى مشهد دراماتيكى يعيد رسم معادلات الشرق الأوسط، أقدمت إسرائيل فجر الثلاثاء الماضى على توجيه ضربة جوية مباشرة إلى العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة- وفق روايتها- قادة بارزين من حركة «حماس».



 لكن العملية التى وصفتها تل أبيب بأنها «جراحية» سرعان ما تحولت إلى فشل سياسى وعسكرى مدوٍّ، بعدما أعلنت الحركة عدم إصابة أى من قادتها، فيما سارعت قطر ومعها الدول العربية إلى إدانة العملية واعتبارها انتهاكًا لسيادتها. 

أمّا واشنطن، فوجدت نفسها فى موقع الدفاع، وأكد الرئيس ترامب أن ما جرى «لن يتكرر»، فى محاولة لامتصاص الغضب الخليجى، الذى تزامَن مع تصعيد إسرائيلى آخر فى صنعاء باليمن فى اليوم التالى.

وبينما تبادلت الأطراف التهديدات، تهاوت خيوط الوساطة بين القاهرة والدوحة وتل أبيب، لتضع الحرب فى مسار أكثر تعقيدًا ودموية.

 الهروب إلى الأمام

لم يكن استهداف قطر حدثًا عابرًا فى مسار الحرب؛ بل مثل نقطة تحول تعكس ما يسميه باحثو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى (CFR) بـ «استراتيجية الهروب إلى الأمام»، أى محاولة إسرائيل توسيع رقعة المواجهة لإفشال أى مساعٍ لوقف إطلاق النار. وفى تحليله، يرى الباحث ستيفن كوك، فى مقاله فى Council on Foreign Relations، أن الضربة لم تكن سوى رسالة سياسية لإقصاء قطر من دورها كوسيط رئيسى، فى ظل إدراك تل أبيب أن الدوحة والقاهرة تمسكان بمفاتيح التهدئة.

أمّا الدوحة؛ فقد سارعت عبر بيان رسمى للتعهد «بحق الرد»، معتبرة أن استهداف أراضيها تجاوُز غير مسبوق. 

ويرى الخبير القطرى مروان قبلان، أن هذه الضربة لن تمر دون تداعيات، إذ منحت قطر زخمًا إقليميًا لتحصين موقعها فى الأزمة، وجعلت إسرائيل فى مواجهة مباشرة مع دول الخليج، التى وجدت فى الاعتداء تهديدًا لمعادلة الأمن الجماعى.

ردود الفعل العربية والدولية القوية ضد ضربة إسرائيل الفاشلة، عكست أن الهجوم كان خطأ استراتيجيًا يضعف حجج تل أبيب فى مواجهة حماس.

 واشنطن والغضب الخليجى

 

رد الفعل الأمريكى جاء سريعًا؛ حيث أعلنت وزارة الخارجية أن العملية «لن تتكرر»، فى محاولة لطمأنة الحلفاء. 

لكن هذا الموقف فسّر، بحسب «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» كإقرار ضمنى بأن واشنطن فقدت السيطرة على اندفاعة حكومة نتنياهو.

ويرى الباحث دينيس روس، أن إسرائيل بهذا التصرف «وضعت إدارة ترامب الثانية فى موقف دفاعى صعب أمام شركائها الخليجيين، فى وقت تحتاج فيه واشنطن إلى استقرار جبهة الطاقة والتعاون الأمنى ضد إيران». وهو ما يفتح الباب- بحسب تحليل مركز «كارنيجى للشرق الأوسط»- أمام تصدعات أعمق فى الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين. 

 

كسر قواعد اللعبة

لم تكد العواصم تهضم وقع ضربة الدوحة حتى فاجأت إسرائيل المنطقة مجددًا بضربة على صنعاء يوم الأربعاء الماضى. 

التحرك الذى بررته تل أبيب بأنه استهداف لمخازن صواريخ تابعة للحوثيين، قرأه خبراء معهد تشاتام هاوس البريطانى كتصعيد موجَّه ضد إيران بالوكالة، ورسالة مضاعفة لحلفاء واشنطن بأن إسرائيل لن تنتظر تفاهمات سياسية.

هذا التصعيد المتزامن، بحسب المحلل العسكرى الإسرائيلى السابق عاموس يدلين، يعكس إصرار نتنياهو على توسيع نطاق الحرب كى يجعل أى هدنة أمرًا مستحيلًا، معتبرًا أن «من يضرب الدوحة وصنعاء فى غضون 48 ساعة لا يبحث عن سلام؛ بل عن كسر قواعد اللعبة».

 طعنة للمسار السياسى

الضربة القطرية لم تكن مجرد استهداف جغرافى؛ بل طعنة فى قلب المسار السياسى. فبحسب دبلوماسى مصرى سابق تحدّث لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية؛ فإن «إسرائيل أرادت إخراج قطر من المعادلة، حتى تبقى الحرب مفتوحة بلا خطوط رجعة».

ويضيف الخبير ناثان براون من جامعة جورج واشنطن، إن استهداف قطر يعنى عمليًا أن إسرائيل رفضت، وبشكل صريح، أى مبادرة لوقف إطلاق النار، مما يترك حماس بلا منفذ سياسى، ويزيد من احتمالات التصعيد الميدانى.

الانقسام داخل حكومة نتنياهو

فى الداخل الإسرائيلى؛ حاول وزراء من حكومة نتنياهو التنصل من معرفتهم بالعملية، وهو ما كشف عن انقسام سياسى عميق. ويرى محللو صحيفة هاآرتس العبرية أن هذا التنصل يعكس خشية بعض الوزراء من دفع ثمَن سياسى داخلى إذا تحولت الضربة إلى أزمة دبلوماسية مع واشنطن والخليج.

ويشير الخبير الإسرائيلى شلومو بن عامى إلى أن «نتنياهو بات يغامر بعلاقاته مع الخليج مقابل تعزيز صورته كرجل المواجهة، لكنه يدفع بذلك إسرائيل نحو عزلة أعمق».

من جهه أخرى؛ نقلت «رويترز» عن مسئولين إسرائيليين أكدوا أن الضربة «ستتكرر» إذا لم تتخذ قطر إجراءات ضد حماس، وأن نتنياهو «لم يندم على القرار»، وهو ما يوضح إصرار حكومة نتنياهو على الاستمرار فى نهج «الاغتيالات العابرة للحدود»، حتى لو كلف ذلك أزمة مع واشنطن والخليج.

 حسابات الخليج ومعادلة الردع

من منظور خليجى؛ شكّل الاعتداء على قطر تجاوزًا لخطوط حمراء، ويؤكد تقرير لـمركز الخليج للأبحاث أن الضربة وضعت السعودية والإمارات والكويت أمام معضلة صعبة: هل يستمرون فى الاعتماد على أمن بلادهم من خلال القواعد الأمريكية، أم يرفعون الصوت دفاعًا عن أمنهم الجماعى؟

ويذهب المحلل الأمريكى مارتن إنديك إلى أن «الخليج يدرك أن الهجوم على قطر هو إنذار مبكر بأن أى دولة قد تكون التالية، وهو ما يعزز الحاجة إلى موقف موحد يعيد التوازن مع إسرائيل».

 المنطقة على حافة الانفجار

من ضربة الدوحة الفاشلة إلى قصف صنعاء، تتضح ملامح مرحلة جديدة من الحرب؛ حيث لم تعد إسرائيل تكتفى بغزة كمساحة مواجهة؛ بل باتت توسع رقعة الصراع إلى العواصم الإقليمية، غير آبهة بالتحذيرات الأمريكية أو الإدانات العربية.

 وفى هذا السياق؛ تصبح الوساطة «المصرية-القطرية» مهددة بالانهيار، فيما تتجه المنطقة إلى مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات. لكن ما يظل مؤكدًا، وفق توصيف الباحث مايكل يونغ من مركز كارنيجى، هو أن «إسرائيل بإدخالها الدوحة إلى ساحة النار إنما أطلقت صفارة النهاية لأى تسوية قريبة، ودفعت المنطقة بأسْرها إلى حافة الانفجار الإقليمى الشامل».

 

50 %

من سكان العالم يتوقعون قيام حرب عالمية ثالثة

رصد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، استطلاعات للرأي أجراها حوالي 250 مركز استطلاع وفكر داخل دول من كل قارات العالم، حيث كشف استطلاع لشركة «يوجوف» على عينة من المواطنين في كل من «بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية»، أن 55 % من الفرنسيين بالعينة رأوا أنه من المحتمل أو المحتمل جدًا حدوث حرب عالمية ثالثة خلال العشر سنوات القادمة، وشاركهم في هذا الرأي  50 % من مواطني إسبانيا و 46 % من الإيطاليين، و45 % من الأمريكيين، كما أبدى 44 % من مواطني إيطاليا بالعينة اعتقادهم أنه في حالة حدوث حرب عالمية خلال العشر سنوات القادمة سوف يؤدي ذلك إلى وفاة غالبية المواطنين في العالم، وقد اتفق مع هذا الرأي 35 % من الألمان، و28 % من البريطانيين. 

وأبدى 76 % من المواطنين الإيطاليين والإسبان بالعينة اعتقادهم أنه في حالة اندلاع حرب عالمية ثالثة سوف يتم استخدام الأسلحة النووية في القتال وقد وافقهم الرأي 73% من البريطانيين و72 % من الألمان، كما رأى 89 % من البريطانيين أن بلادهم ستشارك عسكريًا في حال اندلاع حرب عالمية ثالثة، وقد شاركهم هذا الاعتقاد 85% من الأمريكيين، و78% من الفرنسيين، و75% من الألمان.

 وأفاد 85 % من البريطانيين بالعينة أن التوترات بين أوروبا وروسيا تشكل تهديدًا كبيرًا أو متوسطًا للسلام في القارة الأوروبية، وعبَّر عن هذا القلق 82% من الألمان و80% من الإسبان، ورأى 78 % من الألمان بالعينة أن الجماعات الإرهابية المتطرفة تشكل تهديدًا كبيرًا أو متوسطًا للسلام في أوروبا، وقد اتفق معهم في هذا الرأي 76 % من الإسبان و75 % من الفرنسيين، بالإضافة إلى 69 % من الأمريكيين.