
زينب حمدي
الفهامة .. أمريكا المخادعة ونتنياهو الفاشى
كثيرًا ما تحدثت عن خداع وكذب وتصريحات متضاربة من جانب ترامب وفشل نتنياهو فى تحقيق أهدافه فى الحرب ضد إيران، كما فشل من قبل فى حربه فى غزة حصيلة الحرب بين إسرائيل وإيران والتي استمرت لمدة 12 يومًا تدمير لمنشآت نووية وحربية وقومية واغتيالات وخسائر فى الأرواح فى إيران وخسائر اقتصادية بالمليارات وتدمير منشآت حربية ومدنية وقومية ورعب وفوضى وانقسام فى إسرائيل وخسائر بالمليارات.. جعل إسرائيل تسعى إلى الوساطة لوقف الحرب التي وافقت عليها إيران، ولكن بشروطها هى وقف إسرائيل ضرباتها أولاً واستئناف المفاوضات الخاصة بالسلاح النووى الإيرانى مرة أخرى بين إيران وأمريكا.
فوجئ العالم بعدها بشهر عسل وحب ومديح وشكر لإيران والمرشد من أمريكا فى مشهد دراماتيكى أدهش العالم ولم يمر سوى أيام قليلة وتبدَّل العسل والحب بتصريحات نارية وهجوم من ترامب على إيران والمرشد وتلويح بعودة الحرب مرة أخرى ووقف المفاوضات بين أمريكا وإيران.. فهل تعود الحرب مرة أخرى، ولكن هذه المرة ستكون الحرب بين إيران وأمريكا.. والسؤال: هل ارتكبت إسرائيل خطأ كبيرًا بحربها على إيران، وهل ارتكبت أمريكا خطأ كبيرًا بمساندتها إسرائيل فى الحرب؟
إن هدف إسرائيل توسيع الحرب بعد فشلها فى غزة لم تستطع القضاء على المقاومة ولم تستطع استرداد الأسرى رغم كل ما قامت به من وحشية وإبادة وتجويع وقتل المدنيين العُزَّل وأصبح نتنياهو فى مأزق أمام شعبه.. ولم يجد أمامه سوى ضرب إيران العدو القديم الجديد بعد أن أشاعت أنها تمتلك قنبلة نووية وأسلحة نووية كما فعلت مع صدام فى العراق، وإن إيران تريد القضاء عليها رغم أن إيران لم تضرب قنبلة واحدة على إسرائيل.
أراد نتنياهو وترامب تكرار سيناريو العراق، ولكنهما فشلا رغم ما قامت به إسرائيل من ضرب المفاعلات النووية واغتيال 16 عالم ذرة مرة واحدة و20 من أعلى رجال الجيش فى ضربة واحدة، ورغم تأكيد إسرائيل أن هدفها هو القضاء نهائيًا على المفاعلات النووية الإيرانية واغتيال المرشد وإحداث فوضى وقلب نظام الحكم فى إيران بعد 12 يومًا لم تحقق إسرائيل أهدافها التي أعلنتها.. على العكس؛ فوجئت إسرائيل بالقوة الحربية والأسلحة الإيرانية والقنابل الخارقة للصوت والطائرات المُسَيرة المتقدمة والتي لم تستطع دفاعات إسرائيل والقبة الحديدية صدها.
وضربت إيران الداخل فى تل أبيب والمدن الإسرائيلية لأول مرة «بير سبع»، ودمرت منشآت عسكرية وحربية وقومية ومنازل وبعض الملاجئ وهى أماكن آمنة للإسرائيليين، وأدخلت الرعب والانقسام، وقامت المظاهرات فى إسرائيل ضد نتنياهو وطالبت بوقف الحرب بعد أن دمرت القنابل الإيرانية كل دفاعات إسرائيل، وهددت بضرب المصالح الأمريكية إذا دخلت أمريكا الحرب إلى جانب إسرائيل، وقامت أيضًا بالتهديد بغلق مضيق هرمز، مما يهدد الاقتصاد العالمى ويرفع أسعار البترول لأرقام عالية، ووقفت كل من دول الصين والهند وروسيا وباكستان وقطر ضد استمرار الحرب على إيران، والآن وبعد أن وقفت الحرب؛ بل بعد الهدنة هل تقوم أمريكا بالحرب على إيران كما يلوح ترامب وبعد وقف المفاوضات بينهما وبعد رفض إيران قيام الوكالة الدولية للطاقة النووية بالتفتيش على مفاعلاتها النووية إلا بشروطها، وبعد أن أكدت إيران أن الضربات الأمريكية لم تقضِ على مفاعلاتها النووية كما تدعى أمريكا. وهل تقوم إسرائيل حاليًا بتوسيع الحرب بضربها لبنان وحزب الله رغم أنها أكدت أنها قضت على حزب الله ووسعت من ضرباتها على غزة فى محاولة أخيرة لجر الحوثيين إلى الحرب ودول أخرى وأيضًا ضربها سوريا؟.
الأيام المقبلة سوف تجيب عن كل هذه الأسئلة.
لقد أصبح أعداء الأمس أصحاب اليوم، فهل يصبحون مرة أخرى أعداء غدًا؟!