
راندا رزق
وظائف المستقبل.. الذكاء الاصطناعى يقضى على الثانوية العامة
لم يعد العالم كما كان من قبل، فالعالم يتطور بشكل سريع ومخيف ومذهل فى نفس الوقت، ولكن تبقى صخرة الثانوية العامة جامدة لا تتحرك، فكل عام تعيش البيوت المصرية كابوس الثانوية العامة وكأنها نهاية العالم؛ بسبب الأفكار القديمة التى عفى عليها الزمن ومحاولة الأسر إلحاق أبنائها بكليات القمة طمعًا فى عيشة رغدة عقب التخرج، وهو ما تغير جملة وتفصيلاً، بعد الثورة التكنولوجية التى قدمت وظائف جديدة لم يعهدها البشر من قبل وبدأت الآلة والذكاء الاصطناعى يحل محل المحل فى أغلب الوظائف.
وفى رأيى تصَدُّر مجالات الذكاء الاصطناعى، والطب، والهندسة قائمة اهتمامات وطموحات طلبة الثانوية العامة فى مصر؛ يعكس تحوُّلًا واضحًا فى وعى الجيل الجديد نحو تخصصات المستقبل.
كما أن هناك توجهًا متزايدًا من أوائل خريجى الثانوية العامة نحو تخصصات الذكاء الاصطناعى، والطب، والهندسة، وهذا التحول يعكس الرؤية الاستراتيجية للدولة فى إعداد جيل شاب قادر على قيادة المستقبل فى ظل التحولات التقنية والمجتمعية المتسارعة.
وأعلنت الدولة عن إلزامية تعليم الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا فى صفوف التعليم الأساسى، وهو ما يتوافق مع رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى طالب مرارًا بدراسة البرمجة والحوسبة، فى خطوة تؤكد التزام الدولة ببناء جيل متمكن فى هذا المجال الحيوى، ووفقًا للبيانات الحديثة، يُعَد طلاب الإمارات من الأكثر نشاطًا عالميًا فى الالتحاق بالدورات المتعلقة بالذكاء الاصطناعى؛ حيث تتصدر تقنيات الذكاء الاصطناعى التوليدى وتعلم الآلة قائمة الاهتمامات.
وتظهر اختيارات أوائل الطلبة الخريجين توافقًا واضحًا مع التوجهات الوطنية فى مجالات الذكاء الاصطناعى، والطب، والهندسة، التى تُعد التخصصات الأكثر تأثيرًا وطلبًا، مدعومة بسياسات حكومية ورؤى تنموية تستثمر فى الإنسان والمعرفة. وبذلك؛ فإن هذه المجالات ليست فقط خيارات أكاديمية؛ بل بوابات نحو مستقبل مزدهر تقوده عقول شابة وواعية.
إضافة إلى أن «الإقبال المتزايد على تخصصات مثل الذكاء الاصطناعى والطب والهندسة يعود إلى وعى الطلبة بتغيرات سوق العمل، إذ أصبحت هذه المجالات محركًا رئيسيًا للتنمية الاقتصادية والتقنية، كما أن مبادرات الدولة فى دعم الابتكار والتحول الرقمى عززت من جاذبية هذه التخصصات لدى الجيل الجديد».
وتعمل مصر على دمج الذكاء الاصطناعى فى مختلف القطاعات، وجعل الدولة مركزًا عالميًا لتطوير وتطبيق هذه التكنولوجيا، وأدى هذا الالتزام الحكومى إلى تعزيز الوعى لدى الطلاب بضرورة امتلاك مهارات رقمية حديثة تتماشى مع وظائف المستقبل.
والواقع العملى فى مصر يتطلب حلولًا متكاملة تتداخل فيها التخصصات، فمن الطبيعى أن يدرس طالب الطب الذكاء الاصطناعى لفهم أدوات التشخيص الذكى، أو أن يتخصص طالب الهندسة فى تطوير تطبيقات الرعاية الصحية. هذا الانفتاح يدفع نحو بناء جيل من المبتكرين القادرين على إيجاد حلول ذكية وفعّالة.
وتكمن أهمية الذكاء الاصطناعى فى أنه أفضل القطاعات الرئيسية التى تعزز الاقتصاد الرقمى العالمى حاليًا، وبالتالى فإن إقبال الطلاب على هذا التخصص حاليًا يعد من أفضل الخيارات المتاحة لبناء مستقبل واعد، علاوة على أن بيئة الابتكار داخل الإمارات، تعد جاذبة للغاية لكل المختصين والمبتكرين فى هذا المجال على المستوى العربى.
علاوة على أن سوق العمل فى مصر والعالم أصبحت جاذبة لكل الكوادر العاملة فى مجال الذكاء الاصطناعى سواء من مبرمجين أو شركات مصنعة أو مصنعى المحتوى بأدوات وحلول الذكاء الاصطناعى، ومن هنا نشجع الطلاب إلى التوجه نحو هذا التخصص لما يعود بالنفع على مستقبلهم من ناحية وعلى المجتمع من ناحية أخرى، فالمنطقة العربية فى حاجة شديدة إلى مبتكرين ومصنعين عرب فى مجال الذكاء الاصطناعى.
عضو المجلس التخصصى لتنمية المجتمع