الخميس 4 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الضربة الاستباقية الحاسمة تحكم السيطرة على تحركات الإخوان

الضربة الاستباقية الحاسمة تحكم السيطرة على تحركات الإخوان

فى تطور أمنى بالغ الأهمية، وجّهت الأجهزة الأمنية المصرية ضربة استباقية نوعية إلى ما يُعرف بخلية «حسم»، الذراع المسلحة لجماعة الإخوان، وذلك فى واحدة من أنجح العمليات الأمنية التى تُعد بمثابة الضربة القاضية لتحركات التنظيم الإرهابى داخل الأراضي المصرية.



العملية الأخيرة كشفت عن نقلة نوعية فى العمل الاستخباراتى والأمنى، عكست قدرة الدولة المصرية على فرض سيطرتها الكاملة على المشهد الأمنى،  وقطع الطريق على أية محاولات لإعادة إحياء العمل المسلح تحت أى مظلة.

نجاح استخباراتى غير مسبوق واختراق تنظيمي عميق.

ما جرى لم يكن مجرد مداهمة أمنية تقليدية، بل ثمرة عمل استخباراتى دقيق امتد لأشهر، شمل الرصد والتحليل والمتابعة اللحظية لتحركات العناصر المستهدفة، وصولًا إلى تحديد مواقعهم  بدقة وتنفيذ الضربة فى التوقيت المناسب.

العملية أظهرت نجاح الأجهزة الأمنية – وفى مقدمتها جهاز الأمن الوطنى، والمخابرات العامة، والاستخبارات العسكرية – فى اختراق البنية التحتية للتنظيم، وفضح شبكاته الداخلية والخارجية، مما أدى إلى انهيار سريع فى صفوف الخلية الإرهابية، وتفككها بشكل كامل.

تفكك تنظيمى وسقوط عنصر المفاجأة

أحد أبرز مخرجات العملية يتمثل فى انكشاف التنظيم وفقدانه لعنصر المفاجأة، الذى لطالما اعتمد عليه فى تنفيذ هجماته السابقة. فبعد أن كان يستغل أى فراغ أمنى أو ضعف فى التنسيق، أصبح الآن تحت رقابة كاملة، وتحركاته مرصودة بشكل دائم.

الدعم اللوجستى الذى كان يُشكّل عصب العمل الإرهابى اختفى تقريبًا، وأصبح التنظيم عاجزًا عن إعادة التموضع أو التخطيط لأى عمليات جديدة، وهو ما انعكس على سرعة تصفية الخلية وإفشال مخططاتها قبل أن ترى النور.

ضربات استباقية وتنسيق أمنى متكامل

ما يميز الأداء الأمنى المصرى فى السنوات الأخيرة هو تبنى مبدأ الضربات الاستباقية، وعدم انتظار وقوع العمل الإرهابى. فالتحرك يتم بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، وتنسيق محكم بين الأجهزة السيادية المختلفة، بما فى ذلك تبادل البيانات والتحليلات بين جهاز الأمن الوطنى والمخابرات العامة والاستخبارات العسكرية.

هذا التنسيق أفضى إلى إجهاض عدد كبير من المخططات الإرهابية قبل تنفيذها، سواء فى الداخل أو عبر رصد العناصر الفارّة فى الخارج، والتى تعمل على التحريض والتمويل والتخطيط عبر منصات إعلامية ومنظمات مشبوهة تسعى لزعزعة استقرار الدولة المصرية.

رسالة واضحة: لا ملاذ آمن للإرهاب. 

الرسالة التى بعثت بها هذه العملية إلى الداخل والخارج واضحة لا لبس فيها وهى 

«لا ملاذ آمن لأى عنصر إرهابى،  لا داخل مصر ولا خارجها».

لقد أصبح الإرهاب العابر للحدود مكشوفًا، محاصرًا، بلا غطاء، فى ظل حالة من اليقظة الدائمة والتطوير المستمر فى الأداء الأمنى والاستخباراتى، ما يجعل من العودة إلى مربع العنف المسلح أمرًا شبه مستحيل.

تحول الجماعة وتكتيك «الاختراق الناعم»

فى مواجهة هذا الحصار الأمنى،  لم تجد جماعة الإخوان سوى تغيير تكتيكها بالتحول إلى العمل المدنى المغلّف، من خلال واجهات جمعوية وحقوقية وإعلامية، تسعى للتأثير على الرأى العام المحلى والدولى دون صدام مباشر.

لكن حتى هذا النهج لم يعد آمنًا، فالأجهزة الأمنية قادرة على تتبع هذه التحركات وتفكيكها باكرًا، اعتمادًا على ما تمتلكه من خبرات متراكمة وقدرات تحليلية عالية

أخيرًا: يدٌ عليا فى معركة الأمن القومى

سقوط خلية «حسم» بهذه الطريقة المنهجية والدقيقة، يُعد دليلًا جديدًا على أن الدولة المصرية باتت تمتلك اليد العليا فى مواجهة الإرهاب العابر للحدود، وأن أى محاولة لإعادة تشكيل التنظيم أو إعادة إحيائه ستُقابل بالحسم والردع الفورى.

فالأمن القومى المصرى لم يعد ساحة مفتوحة، بل ساحة مؤمّنة برجال يعملون فى صمت، ويقظون على مدار الساعة، ليبقى الوطن آمنًا، مستقرًا، ومحصنًا ضد كل يد تعبث أو تفكر فى المساس به.  

خبير مقاومة الإرهاب الدولى وحرب المعلومات