الأربعاء 2 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
يوم ناصع البياض

يوم ناصع البياض

يعتبر يوم الثلاثين من يونيو يوما لا مثيل له فى تاريخ المحروسة، فقد نزل المصريون إلى الشوارع فى أكبر تجمع بشرى، ضم ما بين 35 إلى 40 مليون مواطن من مختلف الأجيال، سلاحهم هو الإصرار على حماية الوطن من أعتى وأخس مؤامرة لتفتيته بأيدى جماعة الشر والتى توهمت أنها ستحتكر الإسلام وترتكب باسمه، كما خططت لهم بريطانيا واحتضنتهم فيما بعد الولايات المتحدة الأمريكية، بتنفيذ مؤامرة ما أسموه، بالشرق الأوسط الكبير، أى تفتيت الوطن العربى من المحيط إلى الخليج إلى دويلات عرقية وطائفية.. أجهزت ثورة يونيو على المخطط الشرير وحمت عشرات الملايين من كافة الأعمار، أرض الوطن الغالى، فقد كنت مثلا فى التحرير، مع ابنى وحفيدى، أى ثلاثة أجيال مختلفة الأعمار، وإنما واحدة الهدف.. هذا يوم لا ينسى أبدا وهو يوم أكد للقاصى والدانى استحالة نجاح أى عدو، حتى لو تستر خلف جماعة تدعى الإسلام.. المذهل فى هذا اليوم المجيد أن الملايين التى هرعت إلى الشوارع لم يكن بينها اتفاق سابق ولا هى تنتمى إلى أحزاب سياسية، بل فقط انتماؤها الأساسى كان تخليص مصر من أيدى المتآمرين الخونة.. وقد ظلت الملايين فى الشوارع حتى بزغ فجر تم فيه تطهير الوطن من كافة أنواع الخونة، لا سيما من سطوا على الحكم وكان ولاؤهم للدولار الآتى من أسيادهم.. كان قرار إقصاء جماعة الشر، جماعيا وبأغلبية شهد بها العدو قبل الصديق..لقد قرر الشعب وضع يده فى يد جيشه العظيم الذى لبى النداء بنبله المعروف.



وشاورت القلوب على الرجل الذى لم يكن معروفا ولكن اختياره كان حاسما وفوضته الملايين وقبل التفويض كجندى أصيل، رغم جسامة المسئولية حيث كانت الأوضاع قد وصلت فى مصر إلى ما قبل الانهيار التام..نجحت ثورة يونيو التى أعادت لنا الشعور بالفخر واليقين بأننا شعب ليس له كتلوج فعلا، فقد توهمت جماعة الشر أنها ستحكم خمسمائة سنة فاقتلعتهم ثورة الثلاثين من يونيو فى أيام قليلة.. ومن أكثر الشعارات التى ظلت عالقة بالذاكرة، هتاف التجمع البشرى الهائل «عيش، حرية،عدالة اجتماعية» وهو ما اعتبره الرئيس عبدالفتاح السيسى خريطة عمل، فاستثمر كافة الإمكانيات والكفاءات فى تحقيق العدالة الاجتماعية باستعادة القيم المصرية الأصيلة وأهمها المساواة فى الوطن باعتبار أن الدين لله والوطن للجميع..وبالتوازى مع استعادة مكانة مصر ومكانها الجدير بها، أعاد الرئيس السيسى للمرأة المصرية اعتبارها وكرامتها، فبعد السنة الحالكة السواد التى تسيدت خلالها عبارات المرأة عورة والمرأة تلازم منزلها ولا تشارك فى العمل، فتحت ثورة يونيو كافة الآفاق أمام المرأة المصرية، فهى نائبة فى البرلمان وهى وزيرة وقاضية، وهى المرأة المعيلة التى توفر لها الدولة كافة متطلبات العيش الكريم.. إن ثورة يونيو ستظل على مدى التاريخ، صفحة مضيئة فى تاريخنا وهى درس لن ننساه، كما لن ينساه من أرادوا لنا سوءا..وتحيا مصر بوحدة شعبها وجيشها وقيادتها التى أعتبرها هدية ربنا لنا.