الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تقليعة «زواج الفاتحة»!

تقليعة «زواج الفاتحة»!
تقليعة «زواج الفاتحة»!


 
 فضحته أزمة أحمد عز وزينة.. إنه (زواج الفاتحة) ، الذى يعتبره رجال الدين نوعا من الزنى بغطاء يسمونه زواج خلفيته سلفية متطرفة وحجته أن الزواج قبول وإشهار ، لا وثائق ولا أوراق.. وقبله كان زواج الدم والمكاتبة وزواج القسم ، زواج العهد وتكون الفتاة ضحية كل هذه الأنواع من الزنى المسمى بالزواج بعد أن يقنعها بأنه زواج وأن الله عليه شاهد وهل بعد الله من شاهد.. إلا أن زواج الفاتحة الذى بدأ يغزو مصر من فترة قصيرة قادما من بلاد المغرب العربى انتشر بكثافة وخاصة فى الجامعات ففى المغرب والجزائر وتونس وصلت حالات زواج الفاتحة إلى أكثر من 51 ألف حالة فى كل دولة على حدة وهو ما دفع السلطات هناك إلى القيام بحملات لتوثيقه فى محاولة السيطرة عليه
 
 انتشر بين الشباب فى مصر ظاهرة جديدة وهى (الزواج بالفاتحة) ، وهو نوع غريب من الزواج المحرم والذى يتم بجمل بسيطة وقصيرة يقول فيها الشاب للفتاة (أريدك زوجة صالحة فيما يرضى الله، زوجينى نفسك على الفاتحة المباركة) فترد الفتاة (زوجتك نفسى) لتقرأ الفاتحة ونوثق زواجنا أمام الله فيرد أنا قبلت ببركة الفاتحة.
 
 وهذا الزواج بدعة من بدعة مجموعة تسمى نفسها (سلفية الجهاد) وأطلقوا عليه الزواج بالفاتحة المباركة والمذاهب الإسلامية الأربعة تحرم هذا الزواج، وهذا ما أكده العلماء والفقهاء وهذه الظاهرة منتشرة فى تونس والجزائر والمغرب وبعد انتشاره قامت حكومات تلك الدول بحملة لتوثيق هذه الزيجات.
 
 الدكتورة (آمنة نصير) العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية قالت زواج الفاتحة يقوم به إنسان منحرف لا يعرف دينه وليس عنده أخلاق.
 
 حيث يقنع الفتاة أن الدولة ليس بها دين وأن القوانين من وضع الإنسان وأن الدولة ظالمة ولا ينبغى الالتزام بما هو ظالم وغير دينى ويخدع ضحيته بالصلاة والعبادات فى المسجد وكثرة قراءة القرآن ويحاول تقديم البراهين التى ينسبها زورا إلى القرآن والسنة بأن هذا الزواج شرعى برغم أنه ليس إلا إشباع لرغباته جنسية ويدعى أن الله شاهد على هذا الزواج ، معللا أن الزواج فى الإسلام قبول ورغبة فى تكوين أسرة وأن القوانين والتوثيق بدعة هذا العصر.
 
 وتقول: إن بعض المذاهب الفقهية تبيح للمرأة أن تزوج نفسها لمن يرغب فيها ، وأكدت نصير أن هذا الزواج باطل شرعا لأن الزواج الشرعى يلزمه أربعة شروط رئيسية لا يجوز التفريط فى واحد منها وهى التراضى والعقد والشهود وحضور ولى الأمر وأضافت نصير إذا كان المذهب الحنفى قد استغنى عن الشرط الثالث، وأجاز للمرأة أن تزوج نفسها بنفسها فجمهور الفقهاء يرفض ذلك لأن الضحية فى نهاية الأمر هى المرأة وأهلها.
 
 وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق أن الذين يتزوجون بهذه الطريقة يبيحون لأنفسهم المحرمات والهدف من ذلك إشباع متعة مؤقتة باسم الدين ، وتعجب هاشم من تسمية مثل هذه العلاقات الآثمة بالزواج مع أنه يفتقد إلى كل أركان الزواج الحلال من الولى والشهود والعقد وليس فيها إلا قراءة الفاتحة وأكد هاشم أنه على الدولة سن تشريعات صارمة لمعاقبة كل من يتهاون وينتهك حرمات الله والأعراض تحت أى مسميات خادعة ليس لها أساس من الدين.
 
الدكتور هاشم بحرى أستاذ علم الاجتماع قال: إن هذا الزواج ما هو إلا نتاج البعد الاجتماعى والتفكك الأسرى الموجود الآن، فمن المؤسف أن نرى فى مجتمعنا تصارعا بين تيار الانحلال الأخلاقى والتشدد الدينى وهذا هو الناتج، مشددا على ضرورة العودة إلى الاعتدال والوسطية فى كل شىء لأن هذا الصراع ليس إلا تحليل الحرام وتحريم الحلال.
 
وأكد هاشم أن هذه المشكلات المتراكمة أدت إلى هذا الوضع الخطير الذى يضرب الأسرة فى مقتل رغم أنها أهم ما يميز مجتمعاتنا الشرقية، ومن أهم المشكلات التى أوصلتنا إلى هذه الزيجات الشيطانية التى لا أصل لها فى الدين ولا الأعراف أو التقاليد هو انتشار العنوسة والتكاليف الجنونية للزواج وسد الأسرة لأبواب الحلال.
 
فإذا أغلقنا باب الحلال فبذلك نفتح دون أن ندرى أبوابا من الحرام ثم بعد ذلك نشكو من وقوع أولادنا فريسة لمن يخدعونهم باسم الدين بعلاقات محرمة تحت مسمى الزواج.
 
وعن التفسير النفسى أكد هاشم أن المتغيرات فى هذا العصر أصبحت كثيرة جدا وفى كل مكان ابتداء من الفضائيات التى غزت كل منزل والإنترنت الموجود فى كل مكان إلى جانب التقليد الأعمى للضرب بإباحة علاقات خارج الزواج الشرعى المعترف به، لذلك يتم التحايل على ذلك بإطلاق مسميات لها قبول دينى واجتماعى لعمل علاقة غير شرعية وهى زنى صريح، ولكن تحت مسمى زواج الفاتحة.