الثلاثاء 13 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الدراما وتكنولوجيا الإعلام

الدراما وتكنولوجيا الإعلام

الحديث عن الدراما، والحوار حول الدراما لا ينتهى، لأن الدراما هى واقع الحياة وهى جمال العيش ولون الأيام وقيمتها من حكايات ألف ليلة وليلة والسندباد وكليلة ودمنة وحى بن يقظان إلى كتابات شكسبير وسوفوكليس وغيرهما.



كيف بدأت الحكايات عبر وسائل الإعلام؟ 

 الهواية ممتزجة بالاحتراف، الاحتراف والإبداع، الشغاف والرغبة فى أضواء التسلية ومحاولة فهم النفس الإنسانية ورغباتها وهفواتها وسموها ودنوها.

كل هذا أدى إلى تجديد الحكى وابتداع طرق عديدة لتطويره بعد أن اعتاده الإنسان شفويا ثم قراءة للحكايات المكتوبة.

توهج الإذاعة وانتشارها وسهولة التواصل معها خلق دراما الإذاعة.

كما خلق إخبار الإذاعة وخلق أنواعا إذاعية كالحديث الإذاعى ومن نجومه فى مصر والعالم العربى طه حسين وعباس محمود العقاد وسهير القلماوى وفكرى أباظة الذى وصفه إحسان عبدالقدوس بأنه أكثر مقدمى الأحاديث الإذاعية إجادة ووصولاً للمستمعين.

وتنوعت الأحاديث الإذاعية ما بين الأحاديث المباشرة أو أحاديث الحكايات ذات الطابع الثقافى أو الفكاهى النقدى والتعليمى. 

وعندما ظهرت الدراما المكتوبة للإذاعة، سواء كان نبعها المسرح أو القصة، عرف صناعها أن الصوت والمؤثر الصوتى هو الذى يصل بهم لمستمعيهم فاستقطبت الدراما الكاتب الذى يجيد بناء جدار الصوت ويجيب على أسئلة مستمعيها بحواره ويعبر عن المشاعر والأحاسيس بالصوت- هذا الصوت لم يخذلهم وكان وفيا وناقلا حساسا للغة والمشاعر وبرع ممثلو الدراما الإذاعية أمام تكنولوجيا الميكروفون فى استخدام أصواتهم وفى استعمال مهارات الصوت فى الإلقاء الإذاعى للدراما ما بين علو وانخفاض وترقيق وتفخيم وفرح وحزن حتى البكاء وحتى تصل كلمات وأحاسيس الكاتب إلى المتلقى واضحة وافية كافية.

أما مؤلفو الدراما الإذاعية الذين كان همهم وعبقريتهم حكى الصوت وتجسيد الوجدان والإحساس عبر الصوت والمؤثرات الصوتية وكان الصوت هو العماد الرئيسى فى صنع الدراما الإذاعية.

فما الذى يجذبهم ويتحداهم ويشحذ هممهم الصورة والمنظر المشاهد ؟

 ألا تشبه الكتابة للدراما التليفزيونية الكتابة للسينما؟ 

نعم ولكن الكتابة للتليفزيون تريد وقتا أطول ونصوصا تحتمل شخوصا أثرى.

ونجحت الدراما الإذاعية منذ بدايتها فى منتصف الأربعينيات فى القرن الماضى فى تقديم العديد من التمثيليات التى تركت بصماتها واضحة فى أذن ووجدان المستمعين سواء المكتوبة خاصة للإذاعة أو المقتبسة من المسرح أو القصص المنشورة.

وقد يصحب هذا موسيقى تواكب الحدث الدرامى تعبيرا وشكلا ومضمونا، وكذلك المؤثرات الصوتية الأخرى كأصوات الماء والرياح والسيارات وغيرها.

كيف نكتب دراما التليفزيون

كان هذا هو التساؤل عندما بدأ التليفزيون عام 1960 فى مصر: نحن اعتدنا على دراما المسرح بخشبته التى تتسع ونحفل ونعيش حياة نابضة بكلامنا وإحساسنا ونحن نؤدى أمام جمهور اعتاد هذا من نصوص توفيق الحكيم وبديع خيرى وغيرهما، واعتدنا مشاهدة أفلام السينما بكتابها أبوالسعود الإبيارى والسيد بدير وبديع خيرى. لقد ارتوت دراما الإذاعة من نهر المسرح ونهر القصة، وكذلك السينما، فلماذا لم يخاطر كاتبو الدراما الإذاعية بالهجرة إلى عالم الصورة، عالم التليفزيون كما فعلوا قبل ذلك فى عالم السينما؟

لابد من جديد، تكنولوجيا جديدة، كاميرا وأضواء وليل ونهار وداخلى وخارجى.. لم يذهب الكثير من مخرجى الإذاعة لتعلم فن الإخراج الدرامى وممارسته باستثناء أحمد كامل مرسى ومحمد توفيق.. وكان لا بد للتليفزيون أن يبحث عن أبنائه وبناته للوقوف خلف الكاميرا وقبل ذلك دراسة هذا الفن، فسافرت فى الطليعة تماضر توفيق وكانت مذيعة فى الإذاعة باللغتين العربية والإنجليزية ومراسلة الإذاعة الموجهة- سافرت إلى أمريكا، ودرست فن التليفزيون ومنه الإخراج وعادت مخرجة ومارست الإخراج حتى وصلت رئيسا للتليفزيون المصرى فى سبعينيات القرن الماضى.