30 يونيو ثورة النجاة
12 عامًا، على ثورة الشعب المصري، فى 30 يونيو عام 2013، تلك الثورة التي جاءت طوق النجاة للوطن، وخير إنقاذ للدولة المصرية، من قوَى الشر وطيور الظلام، واستعاد بها الإنسان المصري وطنَه ومقدّرات دولته.
فى هذا اليوم، كان صوت الشعب المصري عاليًا مسموعًا، وإرادته صلبة راسخة، فى وجه أعداء الوطن فى الداخل والخارج، فاستجاب القدرُ لإرادته، وانحازت إليه قواته المسلحة؛ لتنهى فصل الجماعة الإرهابية المُظلم، وتبدأ بَعدها البلاد مَرحلة جديدة من العمل الوطني والتقدم والتطور فى جميع المجالات.
لقد كانت ثورة 30 يونيو إشارة وبشارة، إشارة إلى تحوُّل سياسى جذرى فى البلاد، واسترداد الشعب المصري لهويته، من يد جماعة إرهابية، زعمت أنها قادرة على طمسها، وبشارة إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والبناء فى مصر، كانت كفيلة بتدشين الجمهورية الجديدة.
قبل ثورة 30 يونيو، كانت هناك كثير من الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية، بحق الشعب المصري ومؤسَّساته الوطنية، ولم تكن الصحافة والصحفيون بعيدين من استهداف ذلك التنظيم، الذي وصل عداؤه للجميع فى مصر.
لا يمكن أن ننسَى حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي طالت الجميع فى سَنة الإخوان الكبيسة، وهنا يأخذنى دفتر الذكريات إلى توقيت بالغ الصعوبة، قبل الثورة بنحو 6 أشهُر، حينما توليتُ مسؤولة رئاسة إدارة مؤسَّسة روزاليوسف، حينها كانت قد ضربت الفوضَى وعدم الاستقرار غالبية المؤسَّسات والهيئات والمَصالح الحكومية وانتشرت التظاهرات والمَطالب الفئوية، وفقدت المؤسَّسات الصحفية القومية مصادر الدخل والإيرادات وبالتالى أزمات سيولة تسببت فى تأخير مستحقات العاملين.
فى هذه الفترة الصعبة، كان قد وصل كره الإخوان لمؤسّسة روزاليوسف مَداه، وواصلت محاولتها المستميتة لتفجير الأوضاع فى الداخل، فكانت النتيجة وقتها عدم طباعة مجلة «صباح الخير» لأول مرة منذ 57 عامًا بسبب مواصلة العاملين فى مؤسّسة روزاليوسف تظاهراتهم بسبب تأخر مستحقاتهم، واستمر كيد الإخوان ومكرهم ضد «روزاليوسف» ولأول مرة منذ 88 عامًا- وقتها- احتجبت مجلة «روزاليوسف» عن الصدور، بسبب اعتصام عُمّال الطباعة احتجاجًا على أوضاعهم المالية.
وكما جاءت ثورة 30 يونيو؛ إنقاذًا للدولة المصرية ومؤسّساتها؛ كانت إنقاذًا للمؤسّسات الصحفية القومية من الانهيار، فمع الإطاحة بهذا التنظيم بلا رجعة، بدأت صحافة مصر القومية تستعيد أنفاسَها من جديد؛ لتتولى دورها كإحدى أدوات الدولة وقوتها الناعمة.
والآن، وبَعد مرور 12 عامًا، من البناء والتطوير فى الجمهورية الجديدة، شهدت الدولة المصرية، طفرات غير مسبوقة فى جميع القطاعات، تحت قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وباتت مصر نموذجًا يُشار إليه بالبنان، كواحة للأمن والاستقرار فى محيط إقليمى مشتعل، إلى جانب حجم التطوير والإصلاح الشامل فى جميع المجالات، والذي بات محل إشادات دولية متواصلة.
وليست الصحافة القومية ببعيدة عن مسار التطوير والتحديث؛ إذ تواصل دورها التثقيفى والتنويرى؛ لتكون كما كانت دائمًا خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية وقضايا الوطن، وأمننا القومى... حفظ الله مصر وشعبها.
2 وداعًا محمد عبدالمنعم
الأسبوع الماضى، ودّعنا الأستاذَ الكبير، محمد عبدالمنعم، صاحبَ البصمة الكبيرة فى مؤسّسة روزاليوسف، فى فترة نهاية تسعينيات القرن الماضى، وبداية الألفية الجديدة، وهو من رواد مؤسّسة روزاليوسف إداريًا وتحريريًا، الذين حققوا إنجازات كبيرة خلال فترة توليه إدارة المؤسّسة.
على يد الأستاذ محمد عبدالمنعم، كانت بدايتى فى روزاليوسف، فبَعد أن كنت قارئًا عاشقًا لها، جئت إليها فى صيف 1998، ضِمْن خطة التطوير التي تبَنّاها الأستاذ محمد عبدالمنعم فى المؤسّسة بعد تولى إدارتها، على صعيد المنشآت والطباعة والتحرير، والتطور الإداري الداخلى.
ومنذ بدايتى فى روزاليوسف، عرفتُ الأستاذ محمد عبدالمنعم، لقد كان مثالاً للنقاء، والاجتهاد، والمثابرة، وتتلمذ على يديه الكثير فى مؤسّسة روزاليوسف، صحفيًا وإداريًا، وارتبط به الكثير من أبناء المؤسّسة العريقة، من مختلف الأجيال التي عاصرتها.
استطاع الأستاذ محمد عبدالمنعم أن يحقق «وثبة» إلى المستقبل فى مؤسّسة روزاليوسف، حينما قاد عملية التطوير فى هذه المؤسّسة العريقة؛ فقد أضاف للمؤسّسة، أحدث ماكينات الطباعة، فى عام 2000، وِفْق أحدث ما توصلت إليه الهندسة والتكنولوجيا الألمانية، وقبل ذلك؛ عمل على تهيئة مطبعة روزاليوسف، وِفْق أعلى المواصفات، وعمل على تغيير البنية التحتية الكاملة بالمؤسّسة، فكانت الطفرة الكبيرة فى هذه الدار العريقة.
وبرحيل الأستاذ محمد عبدالمنعم، فقدت الأسرة الصحفية، واحدًا من روادها؛ خصوصًا فى مجال الصحافة العسكرية، ذلك أنه أسّس مجلة «الدفاع» المختصة فى الشأن العسكرى، ووثّق بقلمه كثيرًا من بطولات قواتنا المسلحة.. فوداعًا الأستاذ محمد عبدالمنعم.. وخالص العزاء لأسرته ولمؤسّسة روزاليوسف الحبيبة، وللجماعة الصحفية.