خلال مؤتمر إطلاق إعلان القدس عاصمة المرأة العربية «2025-2026» المستشارة أمل عمار: ننحنى إجلالًا وتقديرًا أمام المرأة الفلسطينية الصامدة

نعمات مجدى
شاركت المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومى للمرأة فى فعاليات مؤتمر إطلاق إعلان القدس عاصمة المرأة العربية للعام: (2025 - 2026)، والذى شهد حضور السفيرة هيفاء أبو غزالة – الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، والسيدة منى الخليلى – وزيرة شئون المرأة الفلسطينية ورئيسة الدورة 44 للجنة وضع المرأة ورئيسة اللجنة الوطنية العليا التحضيرية، وعدد من الوزيرات والوزراء، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وفى مستهل كلمتها أعربت المستشارة أمل عمار عن تشرفها بالمشاركة فى فعاليات هذا المؤتمر المهم لإطلاق إعلان القدس عاصمة المرأة العربية.. مؤكدة على أنه لا يسعنا إلا أن ننحنى إجلالًا وتقديرًا أمام المرأة الفلسطينية الصامدة.. التى جسدت بصمودها وإرادتها أسمى معانى النضال والثبات على الحقوق.. وكانت وما زالت رمزًا للعطاء والتضحية.. واجهت الاحتلال بكل شجاعة.. وكانت فى كل موقع من مواقع الكفاح نموذجًا مشرفًا لصبر الشعوب المناضلة.
وأضافت رئيسة المجلس أن لقاء اليوم يشهد إطلاق إعلان القدس عاصمة للمرأة العربية لعام 2025.. هذا الإعلان المهم الذى يحمل رسالة قوية وواضحة بأن المرأة الفلسطينية كانت وستظل أيقونة للنضال والكرامة والصمود، وأن قضاياها ستبقى حاضرة فى ضمير الأمة العربية والإسلامية والعالم بأسره.
وأكدت المستشارة أمل عمار على أن اختيار القدس يحمل دلالة عظيمة بأن المرأة المقدسية، ومعها كل نساء فلسطين، يقفن فى الصفوف الأولى دفاعًا عن الهوية، والحق، والكرامة.
وأوضحت رئيسة المجلس أن دعم المرأة الفلسطينية هو التزام وطنى ومسئولية قومية يتعين علينا جميعًا الوفاء به أمام الاستهداف الوحشى لقوات الاحتلال الإسرائيلى للنساء والفتيات الفلسطينيات.. وعلينا أن نعمل جميعًا على تعزيز حضورها فى المحافل الدولية، والدفاع عن حقوقها المشروعة، وحمايتها من ممارسات الاحتلال التى تستهدف كرامتها وإنسانيتها.
وفى هذا السياق أكدت على أن مصر، قيادةً وشعبًا، كانت ولا تزال فى طليعة الداعمين للقضية الفلسطينية العادلة، مؤمنة بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقد بذلت مصر، ومازالت تبذل، جهودًا حثيثة ومخلصة على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية، من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطينى.. ولاسيما المرأة الفلسطينية، ودعم صمودها، وتحقيق تطلعاتها المشروعة فى الحرية والسلام والاستقرار.
وأكدت المستشارة أمل عمار على أن مصر سوف تبقى دومًا صوتًا داعمًا لكل حق فلسطينى، وستواصل تحركاتها بكل قوة ومسئولية دفاعًا عن القدس، وعن حقوق النساء الفلسطينيات المناضلات، اللواتى يمثلن خط الدفاع الأول عن الهوية والمستقبل.. واختتمت المستشارة أمل عمار كلمتها قائلة: «ومن مصر.. قلب العروبة النابض.. أؤكد تضامننا الكامل مع القضية الفلسطينية ومع المرأة الفلسطينية العظيمة..ونثمن نضالها المشروع فى سبيل الحرية والكرامة والسلام العادل.. ونجدد العهد أن تظل مصر، قيادةً وشعبًا.. سندًا وداعمًا لنضال الشعب الفلسطينى وحقوقه..حتى تتحقق تطلعاته المشروعة فى إقامة دولته المستقلة.. وعاصمتها القدس الشريف.. تحية إجلال وتقدير للمرأة الفلسطينية...تحية للقدس عاصمةً خالدة للكرامة العربية والمرأة المناضلة...تحية لكل امرأة تناضل من أجل وطنها وكرامتها ومستقبل أجيالها.
تجديد الالتفاف العربى والدولى حول عدالة القضية الفلسطينية
وأكدت منى الخليلى وزيرة شئون المرأة الفلسطينية أن إعلان القدس عاصمة المرأة العربية يحمل رسالة واضحة بتجديد الالتفاف العربى والدولى حول عدالة القضية الفلسطينية، مؤكدة أن إعلان القدس عاصمة المرأة العربية هو شهادة على صمود المرأة الفلسطينية، وإرادة شعبها فى وجه الاحتلال وسياساته الاستعمارية.
وقالت إن هذا الحدث المهم ليس فقط فلسطينياً، بل عربياً وعالمياً أيضاً. نحن معاً نحتفى بإعلان القدس عاصمةً للمرأة العربية لعام 2025. إن هذا الإعلان الصادر عن جامعة الدول العربية، بموجب توصيات وقرارات لجنة وضع المرأة العربية فى دورتَيها الثالثة والأربعين والرابعة والأربعين، والتى تترأسها دولة فلسطين ممثلةً بوزارة شئون المرأة، يحمل رسالة واضحة بأن قضيتنا الفلسطينية العادلة ستبقى فى مركز الوجدان العربى والدولى. هذا التضامن النبيل الذى تعبرون عنه بحضوركم ومشاركتكم يأتى فى توقيت بالغ الحساسية والدلالة، ليعيد وضع القدس والمرأة الفلسطينية فى صدارة الأولويات العربية والدولية».
وتابعت: «أؤكد لكم أننا ماضون فى توسيع فضاء التأثير النسوى عبر إتاحة الفرص والموارد، وتحسين السياسات، وتوفير البنية القانونية الداعمة للمساواة بين الجنسين، والمُمَكِّنة للمرأة فى جميع المجالات وعلى كافة المستويات. وقد أكد المجلس المركزى الفلسطينى، فى دورته المنعقدة يومى الثانى والعشرين والثالث والعشرين من الشهر الجارى، والدورات السابقة، على ذلك، حيث أصبحت نسبة تمثيل المرأة فى عضوية المجلس لهذه الدورة 30 %».
وأضافت: «إن عقوداً من الإنجازات والمكتسبات المهمة على الصعيد التنموى والاجتماعى والاقتصادى والقانونى، تواجه بشكل ممنهج ومستمر عراقيل يضعها الاحتلال الإسرائيلى الاستعمارى أمامنا كشركاء».
وأردفت: «نعيش فى واقع عربى وفلسطينى محفوف بالتحديات والمتغيرات. والمأساة تزداد مع استمرار الاحتلال الإسرائيلى الاستعمارى لأرضنا المحتلة. النساء والفتيات فى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس يشكلن غالبية ضحايا حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقى. ولا يخفى عليكم جميعاً أن القضية الفلسطينية تمر بواحدة من أخطر مفاصلها، وفى منعطف مصيرى يهدد بالقضاء على مشروعنا الوطنى التحررى، مع تعمق سياسات الفصل العنصرى والاستيطان والتهجير والتوطين، وتسارع محاولات تفكيك الوجود الفلسطينى مادياً وسياسياً ورمزياً، وعلى رأس ذلك استهداف مدينة القدس فى معالمها وسكانها وهويتها».
وبيّنت أن هذا الإعلان يشكل نقطة انطلاق للتعبئة الوطنية والعربية والدولية، ليس فقط لتسليط الضوء على معاناة المرأة بفعل الاحتلال، بل لإبراز إسهاماتها فى حركة النضال الوطنى والاجتماعى المستمرة منذ عقود، وتحشيد الدعم وتعزيز صمودها السياسى والاقتصادى والاجتماعى والقانونى.
وختمت: «إن هذه اللحظة التاريخية تتطلب منا جميعاً بذل قصارى جهدنا لتحقيق العدالة والمساواة فى جميع مناحى التنمية، ولإثبات أن القدس ليست فقط عاصمة فلسطينية، بل عاصمة لكل امرأة عربية تقاوم الظلم والاضطهاد والاستبداد. ونحن فى وزارة شئون المرأة نعدكم بأن يكون هذا العام محطة فارقة فى العمل الحقوقى والنسوى الفلسطينى، ومقاربة عربية شاملة، مسئولة ومستدامة، تتعامل مع واقع المرأة الفلسطينية باعتباره انعكاساً دقيقاً لحالة الصمود والإرادة الصلبة. وسنحوّل هذا العام إلى عام زاخر بالعمل المشترك، والمبادرات، والتعبئة الشاملة، والتنسيق عالى المستوى الوطنى والعابر وطنى، صوناً للقيم الإنسانية وتحقيقاً لمتطلبات المواطنة القائمة على التعددية والعدالة الاجتماعية والمساواة».
ومن جهة أخرى أعلن السيد عماد حمدان، وزير الثقافة الفلسطينية عن إطلاق «جائزة القدس للمرأة العربية للإبداع الأدبى فى الرواية العربية المنشورة»، مؤكداً أن القدس ستبقى منارة الإبداع والصمود للمرأة العربية، ورمزاً للحق والحرية.
دعم المرأة الفلسطينية فى نضالها
ومن جهته شدد السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية على أهمية دعم المرأة الفلسطينية فى نضالها اليومى، قائلاً إن المرأة الفلسطينية تقف اليوم فى الخطوط الأمامية دفاعاً عن الهوية والكرامة الوطنية، ويجب أن تبقى قضيتها حاضرة فى جميع المحافل العربية والدولية.
وأضاف إن مؤتمر إطلاق إعلان القدس عاصمة المرأة العربية لعام 2025 يجمع ثلاثة عناصر، هى من أهم أسس نضالنا الفلسطيني: القدس، والمرأة الفلسطينية، وعمقنا العربى. وإننا بهذه المناسبة، نسلط الضوء على جرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقى، التى ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى على مدار نحو 570 يوما على التوالى، والتى استهدفت أكثر من 178 ألف مواطن فلسطينى بين شهيد وجريح ومفقود، معظمهم من الأطفال والنساء: 12 ألف امرأة من الشهداء، و18 ألف طفل شهيد. ولا يحتاج أى عاقل أدل من هذه الجرائم لتوثيق جريمة الإبادة الجماعية عبر استهداف العدوان الإسرائيلى خاصة للأجيال الفلسطينية القادمة، فى محاولة للقضاء على النسل الفلسطينى، عندما يستهدف بالقتل أكثر من 30 ألف امرأة وطفل فى قطاع غزة وحده، ناهيك عن جرائم الاحتلال الإسرائيلى بحق المرأة الفلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة، وفى القدس عاصمة دولة فلسطين، حيث استهدف الاحتلال المرأة بالقتل والتهجير والاعتقال وهدم المنازل، وإجبار الأم فى كثير من الأحيان أن تعانى مع أطفالها فى القدس من تجربة الحبس المنزلى الظالمة التى تستهدف إرهاب الطفل وإرهاق واستهداف معنويات الأم الفلسطينية.
المرأة الفلسطينية عنوان للنضال والصمود
من جهتها، أكدت سعادة السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيسة قطاع الشئون الاجتماعية، أن اختيار القدس عاصمة للمرأة العربية رسالة سياسية قوية تؤكد أن القدس ستبقى حية فى وجدان العرب، والمرأة الفلسطينية عنوان للنضال والصمود
وتابعت: إن تاريخ مساندة جامعة الدول العربية لفلسطين هو تاريخ طويل، وإن قضية المرأة الفلسطينية هى قضية مركزية للمرأة العربية، واختيار القدس عاصمة للمرأة العربية فى ظل التطورات والظروف الخطيرة التى شهدتها القضية الفلسطينية يحمل رسالة دعم وتضامن فى ظل الظروف السياسية والاجتماعية والممارسات الوحشية التى تعيشها تحت الاحتلال الإسرائيلى وفى ظل الإبادة فى قطاع غزة.
القدس ستظل جزءًا لا يتجزأ من الهوية العربية
وفى السياق ذاته أكد د. أشرف الأعور وزير شئون القدس، إن الإعلان عن القدس عاصمة للمرأة العربية فى مرحلة دقيقة من مراحل شعبنا الفلسطينى، هو قرار ذو أهمية بالغة يرسل رسالة سياسية بامتياز أن القدس جزء من الضمير العربى والدولى، وأن المرأة المقدسية والفلسطينية ستظل قضية مركزية فى الضمير العربى، وهو وفاء للمرأة المقدسية فى وقت حرمانها من الحقوق الأساسية، وتجديد على العهد أن القدس ستظل جزءًا لا يتجزأ من الهوية العربية رغم كل محاولات الأسرلة والتشويه.
ومن جهتها قالت وفاء بنى مصطفى وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية: نقول لكل القدس ونساء فلسطين ونساء الأمة أنتن بطلات رواية كتبت بروح النضال، القدس عاصمة المرأة العربية هو عهد وقسم وشهادة حق من فلسطين، أرض الكرامة، نساؤها زرعن الأمل بين أنقاض البيوت، إنها المرأة الفلسطينية التى بنت وتبنى أجيالا من الصمود برغم الغياب والأسر، إن إعلان القدس عاصمة للمرأة العربية يضع علينا واجبا تاريخيا بأن نرفع صوتها فى كل محفل ونوفر لها كل سبل البقاء والصمود، القدس ليست جغرافية فقط، بل هوية وقضية وسالة فلن تكسر القدس بوجود نساء مناضلات، نساء صاغتهن المحنة فأصبحن معجزة، وبوجود شابات ولدن من رحم الصراع فأصبحن رائدات للتغيير، لا نمنحهن هذا اللقب بل نعترف بحقيقة كانت قائمة أن القدس كانت وستبقى أم العواصم، وأن نساءها كن دوما فى الصفوف الأولى، ويقدن المسيرة بثبات وإيمان، إن نضال المرأة العربية مسيرة تواصل صنع التاريخ.
بدورها، قالت الأمين العام لمجلس شئون المرأة السعودية، ميمونة بن خليل آل خليل: تؤمن المملكة بأهمية الدور المحورى فى تنمية المجتمعات والنهوض بها، وتؤمن بشكل خاص بدور المرأة الفلسطينية التى عانت وقدمت الكثير لديمومة الحياة فى واقع مليء بالمآسى والويلات على يد آلة الحرب الاسرائيلية المنتهكة لحقوق الإنسان وحقوق النساء والأطفال، ونؤكد على الموقف الراسخ والثابت للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية بوصفها قضية مركزية حيث كانت المملكة وما زالت داعمة للشعب الفلسطينى الشقيق فى سعيه المشروع نحو إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، ونؤكد أن تمكين المرأة الفلسطينية وحمايتها من العنف والانتهاكات جزء لا يتجزأ من التزامنا تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما تجسده المملكة من خلال دعمها المستمر للقرارات الدولية الرامية الى حماية الشعب الفلسطينى، والمرأة فى مناطق النزاع، وضمان حصولها على الدعم اللازم للنهوض بالمجتمع الفلسطينى وبناء مستقبل آمن وعادل.