الإثنين 12 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عودٌ على بدء الدراما مرات ومرات

عودٌ على بدء الدراما مرات ومرات

نعم الدراما مرادف لوقائع الحياة، بل مرادف لمجريات الحياة،ومنطقها هو نفسه منطق الحياة مع اختلاف جوهرى أن الحياة من خلق الخالق جل وعلا.



والدراما من إبداع المخلوق الذى كرمه الخالق.. وهبه العقل والوجدان والإبداع ليكتب الدراما ويصنعها وليتعلم منها وليتسلى بها الإنسان.

الدراما من حكايات ألف ليلة وليلة والسندباد إلى اقتباس شكسبير وسوفوكليس قبله تعد رافدًا هو الأهم فى التأثير والعبرة واستخلاص دروس الحياة.

كيف بدأت الدراما، كيف بدأت الحكاية عبر وسائل الإعلام؟ مكتوبة ومروية ثم مشخصة أو ممثلة.

الهواية ممتزجة بالاحتراف، مملوءة بالشغف وبالدهشة وبالرغبة فى إضفاء المتعة والتسلية والتعلم.. تجديد الحكى الذى اعتاده الإنسان من الحكايات المقروءة فى الكتب المقدسة، ثم الحكايات التى تضمنتها الكتب التى خطت بأقلام مبدعين قد يكونون مجهولين أو معلومين. تجديد هذا الحكى الذى بدأ المستمع يستعيده من القراءة للحكايات المكتوبة هو البداية فى الإذاعة المسموعة فى صورة أحاديث ومرويات وخواطر قبل أن تنمو وتزدهر فى صورة تمثيلية إذاعية.

لقد بدأت الحكايات الدرامية فى إذاعة الإسكندرية قبل أن تنتقل إلى إذاعة القاهرة، قبلها كان المسرح هو الأب الروحى لكل أشكال الإبداعات الأخرى.

من سويتشات شكسبير التقط محمد فتحى وحسن فايق حكايات لمستمعيهما، ولكنها لم تكن تشكل دراما إذاعية متكاملة، الحكى الإذاعى بدأ مسرحيًا عبر الميكروفون وبات طفلًا شرعيًا بعد ذلك فى المسرحيات المترجمة لأدائها إذاعيًا عبر إذاعة البرنامج الثانى ومن اللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية، لقد ارتوت الدراما من كتابات المسرح منذ الإغريق وحتى الآن.

صحيح أن الشكل اختلف والمهارات اعتمدت إذاعيًا الصوت والمؤثرات التى تجسد الأحداث وتصورها، ولكن المحتوى المسرحى كان ومازال قائمًا.

مع بداية الخمسينيات بدأت نهضة الدراما الإذاعية تعلو وبدأ عودها ينضج بظهور فرسان كتابتها سواء أبدعوها من أعمال أدبية مكتوبة أو كتبت للإذاعة خاصة، ولمعت أسماء مثل د. يوسف عزالدين عيسى ومحمد على ماهر وعبدالرحمن فهمى وكمال إسماعيل وفتحى أبوالفضل ومحمود صبحى وبهاء الدين إبراهيم وأبوشقة وأنور قزمان وتحولت أعمال كبار الكتّاب إلى حكايات درامية إذاعية مثل كتابات طه حسين والمازنى ونجيب محفوظ ويوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس وعلى أحمد باكثير وجورجى زيدان وعبدالرحمن الشرقاوى، تحولت أعمالهم الروائية إلى دراما إذاعية.

وهناك أعمال إذاعية درامية مازالت فى وجدان مستمعيها مثل: سمارة، القط الأسود، العسل المر، نحن لا نزرع الشوك، أولاد حارتنا، أنف وثلاث عيون، ريا وسكينة، ودماء على الصحراء.

وبدأت أسماء كتّاب هذه الدراما تشتهر فى السينما عند تحويل هذه الدراما إلى أفلام سينمائية، وتسللت الدراما الإذاعية إلى أمهات كتب التراث العربى، فأنتجت الإذاعة كتاب الأغانى فى حلقات مسلسلة غنائية، وظهر صوت أبى الفرج الأصفهانى يروى قصة هذه الموسوعة ونجوم الغناء فيها والأحداث السياسية التى عاصرتها، فتعرف المستمعون إلى حكاية الغناء العربى وارتباطه بالشعر وتعرف المستمعون بواسطة الدراما إلى ألوان الغناء العربى ونجوم هذا الغناء وكان الراوى الفنان القدير حسن البارودى.

وامتد هذا الإبداع الدرامى عبر الإذاعة المصرية وبدأ يحتضن إبداعات الكتّاب العرب لتظهر دراميًا فى إذاعة صوت العرب كتابات لمبدعين عرب من سوريا والسودان والجزائر، فكما كان المطرب العربى لا يكتسب شهرته من المحيط إلى الخليج إلا عبر صوت العرب من القاهرة، كانت الدراما بالأقلام العربية لا يعرفها مستمعوها إلا من صوت العرب.. ثم جاءت النقلة الكبرى أو النصرة والتألق للدراما مع ظهور الإذاعة المرئية أو التليفزيون وهذا حديث آخر.