الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«إيجيبت».. بطعم الصعيد

«إيجيبت».. بطعم الصعيد
«إيجيبت».. بطعم الصعيد


 
الصعيد هو روح الفطرة للدولة المصرية من خلال الوجوه التى بمجرد أن تراها تبعث فيك حياة جديدة، ففى الشوارع والمقاهى، والأرصفة والحارات والقرى والنجوع والمراكز والسراديب تجد الطيبة الممزوجة بالقسوة وروح التعصب على العرض والأرض والنزعة القبلية.
 
تجد أناسًا يتمكسون بأصولهم الممتدة من أزمنة مختلفة سابقة وحاضرة فى خيال كل فرد، فتجد الصعيدى إنسانًا بجميع المراحل السهلة والصعبة تجده طيب القلب تغلب على ملامحه البساطة والسكون حينما يكون صعيدياً بالفطرة، ولكن سرعان ما يتحول هذا الشخص إلى بركان غضب قد ينفجر فى أوقات يراها تستلزم ذلك، فالصعيدى لن تجده عنيدًا ومتعصبًا إلا فى الحق أو ما يمس شرفه أو عائلته، وهناك الكثير من هذه الأشياء التى تدلك على أنه صعيدى بطبعه.
 
حينما تراه ترى إنسانًا خجولاً دائمًا فى كل الأحوال جريئًا فى لحظات السكون يعلو بصوته مدافعًا عن انتمائه لمجتمعه وبيئته، من هنا تستطيع أن تبدأ رحلتك فى صعيد مصر للتعرف عليه بداية من جنوب محافظة الجيزة ونهاية بأسوان، وإذا تحدثنا عن الصفات التى توجد فى صعيد مصر فيسودها الرجولة بمعنى المواقف التى تحتاج إلى حزم وعدم تراخى ولا ننسى قمة الكرم المتواجد لديهم وإكرام الضيف وعدم التخلى عنه ولا يعرف معنى الغدر بالصديق أو الزوجة أو القرابة، والمدهش تجاهل هذا المجتمع بأكمله، الذى يشكل نسبة كبيرة جدًا من السكان، فإن الصعيد أصبح لفترة كبيرة جدًا يعانى التهميش والسخرية، يعانى من الفقر والمرض والأوبئة، أصبح المجتمع الصعيدى يفتقد الدولة حتى أصبح الحديث عن الصعيد ما هو إلا ذكر للخطأ والعناد، لقد تغير المجتمع الصعيدى بمرور الوقت فتغيرت لهجاته بشدة وتغيرت أفكاره عن السابق وأحاديثه وأحلامه وطموحاته.
 
ومن أكبر المشكلات التى تسود الصعيد هى السلاح الذى يعتبر قوة وعزة وشرفًا، لأنهم يرون فيه النفوذ، لذلك تجد تجارة السلاح أكثر تجارة تحتل المجتمع الصعيدى وتظهر هذه الأسلحة بمختلف أنواعها فى الخلافات والنزاعات القبلية.
الصعايدة ذوو طابع واحد وحياة واحدة.
 
ونظرًا لأصول الصعايدة العرقية «أصولهم يمنية وحجازية جميعا يرجع زمن وصولهم للصعيد منذ مئات السنين حيث لم يكن العرب يلبسون العقال ولا يلبسون إلا الغترة أو العمة»، لذلك لا ترى بالصعيد من يلبس العقال كذلك ببلاد المغرب والسودان يرتدون ما يرتديه الصعيدى.
 
أما عن عادة الثأر وكثير من العادات التى كانت عندهم سابقًا فهى فى زوال الآن مع تمدنهم وتغيرهم عن السابق شأنهم شأن كل الناس فى أى مكان.. فالثأر حاليًا بالصعيد لا نستطيع أن نجزم أنه انتهى.
 
وللصعيد لهجات مختلفة، فلهجة الصعايدة هى لغة مختلفة معترف بها ISO-639-3 (قانون المنظمة الدولية للتوحيد القياسى»، كودها هو (aec) ويتكلمها الصعايدة فى صعيد مصر من جنوب القاهرة لحدود مصر مع السودان ليصل مجموع المتكملين بها إلى 000,900,.18
 
وهذه لهجة سكان جنوب مصر «الصعيد» من أول جنوب الجيزة وبنى سويف والفيوم والمنيا ولهجات الصعيد الجوانى: من أول أسيوط ونجع حمادى إلى أسوان، ولهجات الصحراء الغربية: مثل لهجات الواحات البحرية والداخلة والخارجة والفرافرة من الاخر تقدر تقول بالفم المليان الصعايده ارجل ناس !