بعد القضاء على حزب الله وقادة حماس: الحوثيون ذراع إيران فى البحر الأحمر

مرڤت الحطيم
عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس فى قطاع غزة فى أكتوبر، شنت جماعة أنصار الله الحوثى اليمنية أو ما يطلق على أفرادها الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، قا ئلين إنها تأتى تضامنا مع الفلسطينيين، كما هاجم الحوثيون سفنا حربية أمريكية 174 مرة وسفنا تجارية 145 مرة منذ عام 2023 حتى اليوم، وجماعة الحوثيين انبثقت من رحم الصراع المسلح مع الحكومة المركزية فى اليمن لكن جذورها العقائدية تعود إلى كونها جزءا من المذهب الزيدى أحد امتدادات الإسلام الشيعى.
وبدأت تلك الظاهرة فى أطوارها الأولى فى بداية التسعينيات مع تشكيل أول حركة باسم الشباب المؤمن مدفوعة بواقع التهميش الذى تعانى منه مناطق الزيديين الذين تقدر نسبتهم بحوالى 35 إلى 40 % من سكان اليمن، واتخذت الحركة فى بادئ الأمر طابعا فكريا عبر التركيز على البحث والتدريس ضمن إطار المذهب الزيدى. ولفتت الحركة الأنظار إليها أكثر بعد تزايد نشاط الشبان المنخرطين فى صفوفها، الذين كانوا يرددون هتافات مثل الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصرة للإسلام، خلال صلاة الجمعة فى المساجد. تعاملت السطات معهم ببعض الليونة؛ إذ كانت تعتقلهم وتطلق سراحهم بعد فترة قصيرة ويعودون إلى نشاطهم السابق. ويعتقد أن شعار الحوثيين هذا مستوحى من أيام الثورة الإيرانية عام 1979، أما عندما سئل المرتضى المحطورى، مفتى الحوثيين السابق عن الشعار فقال هم يصرخون ولا يضرون بأحد، وحتى الولايات المتحدة تعلم بأنها مجرد صرخة، نحن لا نريد لأمريكا أن تموت، لأن أمريكا شعب، ويستحق الحياة.
ارتبط الزعيم الأول للحركة حسين بدر الدين الحوثى، ابن رجل دين زيدى بارز، فى بداية مسيرته السياسية بحزب سياسى صغير كان يعرف باسم الحق وفاز هذا الحزب بمقعدين فى برلمان اليمن فى انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 إلى 1997، وبعد 11 سبتمبر2001 وما تلاه من أحداث كغزو العراق اتبع حسين الحوثى نهجا فكريا جديدا جمع بين إحياء العقيدة ومعاداة الإمبريالية متأثرا بالأفكار العامة للثورة الإسلامية فى إيران، فاتسع نطاق نشاط الشباب المؤمن الذى كان فى البداية يقتصر على الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية واكتسب طابعا سياسيا أكثر وضوحا وحدة تمثل بمعارضة حكم الرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح.
وتحولت الحركة إلى تنظيم مسلح فى عام 2004 فى المواجهات مع القوات الحكومية وهو العام الذى قتل فيه حسين الحوثى ليخلفه شقيقه الأصغر عبدالملك فى القيادة، واتخذت الحركة أسماء مختلفة حتى استقرت فى النهاية على اسم أنصار الله، وخاضت الحركة صراعا مسلحا مع حكومة صالح، وتركت الحروب الست ما بين عامى 2004 و2010 فى مناطق انتشار الحوثيين فى الشمال ندوبا عميقة فيها وقاتلت السعودية الحوثيين عام 2010 إلى جانب قوات الحكومة اليمنية. ولا يعرف العدد الحقيقى لضحايا الحرب الأخيرة خلال عامى 2009 و2010، والتى أطلقت عليها الحكومة عملية الأرض المحروقة بسبب التعتيم الإعلامى عليها، لكنها أدت إلى تشريد عشرات الآلاف وتسببت بأزمة إنسانية كبيرة.
شارك الحوثيون بكثافة فى المظاهرات المناهضة لحكم صالح خلال عام 2011 وكانوا طرفا أساسيا فى جلسات الحوار الوطنى، ومثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم فى اليمن، خاصة بعد أن تحول بعض أنصار عدوهم اللدود صالح إلى مناصرين لهم من الناحية العسكرية، وفى عام 2014 زحف الحوثيون على العاصمة صنعاء واحتلوها بعد إلحاق الهزيمة بقوات الجنرال على محسن الأحمر وقوات صالح، وفرضوا سيطرتهم على مؤسسات ودوائر الدولة؛ وفى أوائل 2015 حاصروا القصر الجمهورى وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس عبدربه هادى وأعضاء الحكومة.
وبعدها بشهر تمكن هادى من الفرار من الإقامة الجبرية، ووصل إلى جنوب اليمن وانتقل لاحقا إلى السعودية. وتحالف الحوثيون وعدو أمس على عبدالله صالح فى مسعى لبسط سيطرتهم على جميع أنحاء اليمن.
وطموحات إيران التوسعية وخطتها بتصدير الفكر الشيعى إلى المنطقة، عقب نجاح الثورة الخمينية، قاد طهران إلى نسج علاقة مع جماعة الحوثى فى صعدة شمال اليمن، حيث دعمتها ماليا وعسكريا بعد تبنى الجماعة المتمردة لفكر إيران الطائفى الدخيل على اليمن، وعلاقة جماعة الحوثى بإيران تكشفت خيوطها شيئا فشيئا فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، بدءا من استقطاب قيادات الحركة ومناصريها وإرسالهم إلى قم الإيرانية للتعليم الدينى، مرورا بالدعم العسكرى والمالى للجماعة المتمردة التى أرادت تحويلها إلى ذراع لها فى جنوب الجزيرة العربية والسيطرة على مضيق باب المندب أحد أهم ممرات الملاحة فى العالم، كما مكن الدعم الإيرانى الحوثيين من خوض الحروب الست التى شنتها الحكومة عليها بين عامى 2004 و2010.
وتمثلت ذروة هذا الدعم خلال الانقلاب على الشرعية، حيث لم يجد الحوثيون حرجا فى كشف علاقاتهم بإيران التى تحولت إلى شريك استراتيچى، فهبطت الطائرات الإيرانية فى مطار صنعاء محملة بعناصر الحرس الثورى إضافة إلى مواد وتكنولوچيا عسكرية، وخلال عملية عاصفة الحزم ومن بعدها إعادة الأمل التى شنها تحالف دعم الشرعية فى اليمن، شكل تهريب الأسلحة الإيرانية إلى صنعاء تهديدا لجيران اليمن وعلى رأسها السعودية التى استهدفتها صواريخ إيرانية من الأراضى اليمنية. ويمثل اليمن بموقعه الإستراتيچى وقربه من ممر مائى دولى مثل مضيق باب المندب، فرصة لإيران لتوطيد علاقتها بجماعة الحوثى للاستثمار فى دعمهم سياسيا وعسكريا، من أجل مساندتهم للحصول على السلطة.
وبعد عملية طوفان الأقصى كان قيام الحوثيين بمهاجمة السفن فى طرق الملاحة العالمية مثل البحر الأحمر وباب المندب ميزة جديدة للحوثيين عملت إيران على توظيفها والاستفادة منها للضغط على المجتمع الدولى بورقة الحوثيين بدلا من التهديد الإيرانى المعتاد بتهديد أمن الملاحة فى الخليج العربى.
هذا الوضع منح الحوثيين الإحساس بالقوة كفاعل إقليمى تمتد تأثيراته إلى خارج اليمن، وخلق طموحا لديهم للعب دور على غرار حزب الله اللبنانى وفى حين شهد الشرق الأوسط منذ عامين القوة العسكرية الإسرائيلية التى استهدفت تقليم أظافر إيران عبر القضاء على أذرعها الإقليمية مثل حزب الله وحماس وضرب أهداف عسكرية داخل إيران ذاتها، فضلا عن التهديد بضرب الميليشيات العراقية حال التدخل، إضافة إلى إسقاط أهم حلفاء إيران وهو نظام بشار الأسد وعلى رغم ما سبق لكن الحوثيين لم يكونوا قد تعرضوا للقوة العسكرية التى تقضى على قدراتهم العسكرية والقيادية بما يمنع تهديدهم المتصاعد فى الملاحة البحرية خلال حرب غزة، وعلى العكس تماما انتقل دور حزب الله إلى الحوثيين حيث تزايد وجودهم فى العراق واستخدام معسكرات تدريب خاصة.
وتجلت القوة العسكرية للحوثيين فى عدم الاعتماد على الأسلحة القديمة والبدائية، معتمدين على تكتيكات حرب العصابات والحروب غير المتكافئة بما يسمى بالحروب الهجينة ثم تغيير قواعد اللعبة تماما من خلال استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار والانتقال من الوضع الدفاعى إلى الهجومى؛ فقد استخدم الحوثيون صاروخ طوفان الباليستى المشابه لصاروخ قدر الإيرانى، الذى يصل مداه إلى أكثر من 1600 كيلومتر، بهدف استعراض قدرتهم على الوصول لأهداف بعيدة خارج اليمن، بالإضافة إلى استخدام السفن المسيرة عام 2024 ضد خطوط الملاحة فى البحر الأحمر لإظهار قدرتهم على إحداث أضرار، وهى التكتيكات نفسها التى اتبعتها القوات البحرية التابعة للحرس الثورى فى مياه الخليج العربى من قبل عند تهديد الملاحة فى مضيق هرمز، ولذا بدا من خلال الهجمات الأمريكية الأخيرة المتصاعدة ضد الحوثيين ربط ترامب بين إيران والحوثيين إلى الحد الذى دفعه للكتابة عبر موقعه للتواصل الاجتماعى تروث سوشيال أن مئات الهجمات التى نفذها الحوثيون جميعها مصدرها إيران وجرى إنشاؤها بواسطة إيران، وأى هجوم أو رد آخر من قبل الحوثيين سيقابل بقوة كبيرة جدا، ولا يوجد ما يضمن أن تتوقف هذه القوة عند هذا الحد، ولقد دعمت إيران الحوثيين على مستويات عدة من خلال الدعم العسكرى والتدريب وتوقير الموارد المالية المال والمعدات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية، وكالعادة جاء النفى الإيرانى والتنصل من أية علاقة لها بسلوك الحوثيين.
ويتباهى الحوثيون بترسانة عسكرية كبيرة، ورثوا جزءا منها من الجيش اليمنى وزودتهم إيران بالجزء الآخر. وتشمل هذه الترسانة صواريخ باليستية إيرانية متقدمة يصل مداها إلى 2000 كيلومتر. بالإضافة إلى صواريخ طوفان وقدس-4. وهى صواريخ إيرانية متقدمة من الطراز غدير-F وشهاب-3. ويملكون أيضًا تشكيلة غنية من صواريخ كروز تابعة لعائلة Soumar الإيرانية، ويبلغ مداها حوالى 2000 كيلومتر ووزنها نصف طن. وإلى جانب ذلك، تمتلك المجموعة تشكيلة هائلة من الطائرات المسيرة، منها: صماد 3 التى يتراوح مداها بين 1500 و2000 كيلومتر، وطائرات صماد 4 التى يصل مداها إلى أكثر من 2000 كيلومتر.
ويضاف إلى ذلك طائرة المسيرة وعيد التى يبلغ مداها 2500 كيلومتر، والتى يمكنها الوصول ليس فقط إلى إيلات، بل أيضا إلى تل أبيب. واستخدمت هذه الصواريخ والطائرات المسيرة فى هجماتها الأخيرة، لكن فعاليتها انخفضت بشكل كبير بسبب أنظمة الدفاع الجوى الإسرائيلية المتقدمة، مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود ونظام آرو 3 بعيد المدى الذى اُستخدم لأول مرة ردا على هجوم الحوثيين فى 31 أكتوبر.
ومن الناحية البحرية، يمتلك الحوثيون ترسانة تضم نحو عشرة أنظمة صاروخية مختلفة، بما فى ذلك صواريخ باليستية مضادة للسفن يصل مداها إلى 500 كيلومتر، وصواريخ كروز يصل مداها إلى 800 كيلومتر ويمتلكون زوارق انتحارية من نوع ندير وعاصف. بالإضافة إلى ذلك، لدى الحوثيين وحدات بحرية أثبتت براعتها فى الماضى؛ فقد هاجمت الفرقاطة السعودية فى يناير 2017، واستطاعت مهاجمة ناقلة من طراز Muskie MT فى مايو 2017، واحتجزت سفينة سعودية وأخرى كورية جنوبية فى نوڤمبر 2019، واستهدفت سفينة إم فى هيليوس راى الإسرائيلية فى فبراير 2021 فى خليج عدن.
وعلى جانب آخر، فإن إعلان الحوثيين دخول الحرب رسميا يعزز مكانة الحركة اليمنية كعضو فى محور المقاومة الذى تقوده إيران. والجدير ذكره أن التحالف يضم أيضا سوريا وحزب الله اللبنانى بالإضافة إلى جماعات مسلحة فى العراق. وفى الوقت الذى تشعر فيه الجماهير العربية بالغضب إزاء العنف فى غزة، قد يكون الحوثيون يستعدون بالإضافة إلى ذلك لبناء شرعية إقليمية بعد سنوات من الانتقادات اللاذعة.
كما سلط المراقبون الضوء على الأسباب الداخلية لانضمام الحوثيين إلى الصراع مع إسرائيل. ويروا أن الحوثيين لديهم أربعة دوافع أساسية صرف الاستياء المتزايد من حكمهم وحشد الدعم فى الداخل ورفع الروح المعنوية بين مقاتليهم، لقد كانت المناورات السياسية التى قامت بها الحركة اليمنية مرنة وسريعة.
فبعد ثلاثة أيام فقط من الهجوم الذى شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل فى السابع من أكتوبر أعلن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثى استعداده للدخول فى المعركة إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر فى غزة. وعلى وجه التحديد، حذر من أنه سيتم نشر طائرات مسيرة وخيارات عسكرية أخرى فى مثل هذا السيناريو. ولفت الزعيم اليمنى إلى أن هناك تنسيقا كاملا مع بقية أعضاء محور المقاومة وبعد أيام، صرح محمد على الحوثى العضو البارز فى المجلس السياسى الأعلى الذى يسيطر عليه الحوثيون، أن طلبهم المزعوم من السعودية فتح حدودها للمقاتلين اليمنيين لمواجهة إسرائيل لم يتم الرد عليه.
ومنذ بداية الهدنة الأخيرة فى يناير الماضى، أشارت جماعة الحوثى المتمركزة فى اليمن إلى وقف هجماتها التى استمرت عدة أشهر على السفن التجارية وذلك عقب التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس، وقال زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثى فى أول تصريح له منذ الإعلان عن اتفاق هدنة غزة إن الجماعة ستلتزم بالاتفاق مما يشير إلى احتمال توقف حملتها ضد السفن وإسرائيل. لكنه مع ذلك، ترك الباب مفتوحا لاحتمال استئناف الهجمات، مما يعنى أن شركات الشحن قد تظل حذرة تجاه العودة إلى البحر الأحمر.
وأضاف الحوثى سنواصل متابعة مراحل تنفيذ الاتفاق ولو حدث أى خرق إسرائيلى أو مجزرة أو حصار سنكون على استعداد فورى لتقديم الدعم العسكرى للفلسطينيين. ولم يوضح ما إذا كان يقصد بحديثه الهجمات على إسرائيل أو السفن.
وبعد استئناف إسرائيل الحرب فى غزة مرة أخرى خلال مارس 2025 وإعلانها بتوقف دخول المساعدات إلى غزة، أعلن الحوثيون عن مهلة لمدة 4 أيام لدخول المساعدات وإذ لم يحدث سوف يستأنفون مهاجمة أى سفينة فى البحر الأحمر وهو ماقد بدأ بالفعل دون النظر إلى الدول التى ستتأثر بهذا السيناريو وخاصة قناة السويس التى تأثرت منذ نوڤمبر 2023 حتى اليوم.
وفى تصعيد واضح لحملتها العسكرية فى اليمن، وسعت الولايات المتحدة بنك أهدافها ليشمل قيادات بارزة فى جماعة الحوثيين واستهدفت الغارات الأمريكية مؤخرا رئيس أركان القوات البحرية الحوثية منصور الساعدى الذى أصيب ونقل إلى صنعاء لتلقى العلاج، وكانت واشنطن قد أدرجت الساعدى على قائمة العقوبات فى مارس 2021، بعد دوره فى استهداف السفن التجارية فى المياه الدولية، وبالإضافة إلى ذلك، أعلن مستشار الأمن القومى الأمريكى مايك والتز، أن الضربات الأمريكية أسفرت عن مقتل قيادات كبيرة فى صفوف الحوثيين، بما فى ذلك كبير خبراء الصواريخ. وتأتى هذه الضربات فى إطار عملية عسكرية أمريكية وشملت استهداف مواقع عسكرية حوثية فى الحديدة وصعدة معقل الجماعة؛ ومع ذلك، يبقى السؤال: هل هذه الضربات قادرة على إضعاف الحوثيين بشكل حقيقى أم أنها مجرد ضربات تكتيكية لا تلامس جوهر القوة الحوثية؟
وعلى جانب آخر، فإن الولايات المتحدة ما زالت تفتقر إلى استراتيچية واضحة فى تعاملها مع الحوثيين الذين يلعبون دورا أكبر من حجمهم، بفضل دعم إيران وقدرتهم على التكيف مع التحديات، بالإضافة إلى أنهم مثلهم مثل تنظيم القاعدة لا يمكن استثناؤهم من التشكيل العنقودى فى المنطقة. لديهم قدرة على الاختباء والتحرك فى التضاريس الوعرة، مما يجعلهم خصما صعبا.