الإثنين 7 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
اعتذار غير مقبول

اعتذار غير مقبول

رغم كونه يعد من أكبر وأهم نجوم الكرة المصرية، وهداف المنتخب بإحرازه 68 هدفًا، فإن مسيرته بعد اعتزاله فى عالم التدريب لم تكن بنفس درجة نجوميته حين كان لاعبًا، أتحدث هنا عن حسام حسن المدير الفنى لمنتخبنا حاليًا، ودليلى على ذلك أنه كثيرًا ما جانبه الصواب فى أكثر من حدث، سواء مع الأندية التى سبق أن دربها، أو مع المنتخب الذى تولى تدريبه مؤخرًا، ورغم حماس حسام وغيرته وعشقه الدائم للفوز ورفض الهزيمة، إلا أن هذه الصفات جعلته يغفل أهم شرط من شروط نجاح أى مدرب فى العالم، وهو فقدانه لكيمياء القبول والتواصل حين يتعامل مع من يدربهم من اللاعبين، أضف إلى ذلك عدم قدرته بفعل غياب الثقافة وعدم دراسته لعلم التدريب عندما يتحدث أو يطلب شيئًا خاصًا بالمنتخب، وهذا تحديدًا ما جعل البعض ممن طالبوا بضرورة منحة الفرصة لتوليه تدريب المنتخب، يطلب منه عدم الحديث (عمال على بطال) حتى لا يتعرض للغمز واللمز لعدم إدراكه لمسئولية ما يقوله، ولهذا كثيرًا ما يقع فى مطبات وعثرات لم يكن من اللائق أن يتعرض لها مدرب منتخب مصر، بدأت بمشكلته مع كابتن المنتخب محمد صلاح، الذى سبق أن انتقده متهمًا إياه بالهروب من تمثيل مصر بحجة ادعاء الإصابة قبل أن يتولى تدريب المنتخب، ثم دخل فى مشاكل أخرى مع محمد الننى وأحمد حجازى (رغم تاريخهما المشرف مع المنتخب) ثم حسين الشحات وإمام عاشور وأخيرًا مصطفى محمد، متناسيًا أن التعامل مع نجوم المنتخب يختلف تمامًا عن التعامل مع لاعبى الأندية، لم يكتف حسام بمشاكله مع اللاعبين، فدخل عامدًا متعمدًا فى نطاح ومشادات مع مسئولى بعض الأندية، فى مواعيد انضمام لاعبيها للمعسكرات، وبالطبع كان من ضمنهم النادى الأهلى، الذى يعد من أكبر أندية مصر دعمًا للمنتخب، حتى يثبت أن المنتخب له السبق، وأن له أولوية لأنه يمثل مصر، متغافلًا عن قصد أن الأهلى كان يُشارك فى بطولة تحت اسم مصر أيضًا.



ونتيجة طبيعية لعدم إقتناعه سوى بنفسه وأفكاره (إضافة إلى نرجسيته)، وعدم تمتعه بالوعى والثقافة كما سبق وأوضحت، وقع مؤخرًا فى مطب برنامج (مقالب) لا يجوز لمدرب منتخب مصر أن يكون ضمن ضيوفه أصلا، ومما زاد الطين بلة تصريحاته فى نفس البرنامج عن لاعبين مثل حجازى وعاشور ونسبة الاستعانة بهم مرة أخرى لتمثيل مصر، على اعتبار أنه يملك مفاتيح دخول جنة المنتخب أو الخروج منه، مما جعلهم يردون عليه، وفى هذا الشأن تحديدًا تناسى سيادته أنه سبق أن حاول الاعتداء على مدرب سابق للمنتخب، استبعده من تلك الجنة حين كان لاعبًا لأسباب لا داعى أيضًا لذكرها، ثم كانت الطامة الكبرى عندما نصح زيزو لاعب الزمالك بالانضمام للأهلى، خاصة بعد أن صرح بأنه أهلاوى، وهنا فقد فى التو واللحظة حب جماهير الزمالك المنافس التقليدى للنادى الذى ينتمى إليه. وخسر كذلك حب جماهير الأهلى عندما أعلن أنه يفضل استمراره مع ناديه، تصريحات غير مسئولة وتؤدى إلى اشتعال الفتن الكروية بين الأندية، لا يجوز لمدرب المنتخب أن يدلى بها، لكونه مدربًا لجميع لاعبى مصر وليس للنادى الأهلى فقط، الذى سبق أن استغنى عن خدماته هو وشقيقه لأسباب لا داعى لذكرها.

للأسف حدث كل هذا تحت إغراء حفنة من المال المقدم له من قبل إدارة البرنامج (لا أعتقد أنه بحاجة إليها) والذى بسببه خالف النصيحة التى وجهت إليه من بعض الذين نادوا بتعيينه، آملين فيه خيرًا لقيادة المنتخب، علمًا بأن النتائج التى حققها المنتخب تحت قيادته، قال عنها البعض من أهل الكرة الملمين بشؤنها، أنها لم ترق للمستوى المأمول، ويمكن تحقيقها على يد أى مدرب، لأن مستوى الفرق التى لعبنا معها يعد ضعيفًا، ولم نر فى عهد حسام أى تطور فى الأداء كما كان يطالب به هو نفسه فى استوديوهات التحليل قبل توليه المسئولية، فلم نر منه أى كرامات أو نقاط قوة أو استراتيجية واضحة، تساعد فى تقدم وارتفاع أداء المنتخب، رغم أن معه مجموعة من اللاعبين لم تتوفر لأى مدرب غيره، سبق أن تولى تدريب المنتخب من قبل.

سقطات عديدة وعنترية زائفة، لم ولن يفلح معها بيان أطلقه علينا حسام بعد افتضاح أمره، كشف فيه قلة حيلته حين قال: إنه تم تحريف كلامه وأنه يكن احترامًا لكل الأندية المصرية، وختمه باعتذار لنادى الزمالك وجماهيره الكبيرة، لكنه لم يعتذر فيه لجماهير الكرة المصرية، عن قبوله المشاركة فى برنامج ليس له من معنى، فقد خلاله حياده الكروى، حين نصح لاعبًا بضرورة الانضمام لنادٍ يتمنى تدريبه فى المستقبل، دون وعى منه أو ثقافة حين قال تلك التصريحات، لذا كان يجب مساءلته من قبل اتحاد اللعبة الذى يمثله، الغائب أيضًا عن الوعى والإدراك، الذى اكتفى بقرار هزيل يمنع مدربى المنتخبات بعدم الظهور فى برامج (المقالب أو غيرها) إلا بعد الحصول على موافقة كتابية مسبقة، لإثبات أن هناك اتحادًا يدير بالفعل شئون الكرة المصرية، رغم شكى فى ذلك.