الإثنين 31 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رغم التحديات نجحن فى تحقيق الأحلام شهادات الأمهات المثاليات رحلة عطاء وإصرار على النجاح

كل أم تمثل قصة إنسانية مليئة بالتحديات، والصبر، والتضحية، وربما الأمهات المثاليات تعد من أبرز الأمثلة على القوة والإصرار، ففى إطار احتفالية «الأم المثالية» لعام 2025، تم تكريم 31 أمًًّا من مختلف محافظات الجمهورية؛ تقديرًا لجهودهن العظيمة فى تربية الأبناء رغم مختلف الظروف. لم تكن مسابقة الأم المثالية مجرد احتفاء بالإنجازات؛ بل كانت فرصة لتسليط الضوء على قصص نساء واجهن التحديات بشجاعة، سواء كانت تلك التحديات متمثلة فى صعوبة الظروف الاقتصادية، فقدان الزوج، أو تربية الأبناء ذوى الإعاقة.



 

الأمهات الفائزات فى هذه المسابقة كن رمزًا للعطاء اللا محدود، فكل واحدة منهن تحمل قصة كفاح وتضحية تجعلنا نتأمل فى دور الأم فى بناء المجتمع وتعليم الأجيال القادمة. إن هذه الأمهات، اللاتى لم يتوقفن عن العطاء رغم كل التحديات؛ يستحققن كل التقدير والاحترام، فكل واحدة منهن تقدم دروسًا حقيقية فى الإصرار على النجاح فى الحياة، وتستحق أن تكون قدوة فى كيفية التغلب على الصعاب ومواصلة رحلة العطاء.. حيث أعلنت د.مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى فى مؤتمر صحفى أسماء الأمهات الفائزات فى مسابقة الأم المثالية لعام 2025 على مستوى محافظات الجمهورية، وقدمت التهانى للأمهات الفائزات ولكل الأمهات المصريات، مؤكدة أن لكل سيدة قصة ملهمة.  وقالت إنه تقدَّم للاشتراك بمسابقة الأم المثالية للعام 2025 (755) أمًّا تم تصعيد (85) أمًّا لها قصة كفاح متفردة ممن انطبقت عليهن الشروط للتصفية من قبل أعمال اللجنة المركزية لاختيار الأمهات المثاليات واختيار الأمهات الفائزات، وقد تصدرت محافظة بنى سويف عدد المتقدمات للاشتراك بالمسابقة تليها القليوبية، ثم الشرقية، ثم باقى المحافظات، وانتهت اللجنة من أعمالها لاختيار 27 أمًّا مثالية أولى على مستوى المحافظات وأم مثالية واحدة من كل فئة مع تكريم أم شهيد قوات مسلحة وأم شهيد للشرطة بإجمالى عدد 31 أمًّا مُكرمة خلال احتفالية هذا العام.

 المساواة بين الأبناء داخل الأسرة بالتعليم والصحة والمعاملة

وتضمنت شروط ومعايير الاختيار بالنسبة للأم الطبيعية أو لابن من الأشخاص ذوى الإعاقة، أن يكون لها قصة عطاء متفردة، فضلاً عن الإلمام بالقراءة والكتابة على الأقل، وألا يزيد عدد الأبناء على ثلاثة أبناء، ويُستثنى من هذا الشرط المحافظات الحدودية، وهى «شمال سيناء، وجنوب سيناء، والوادى الجديد، ومرسى مطروح، والبحر الأحمر وأسوان»، وأن يكون جميع الأبناء والبنات حاصلين على مؤهل عالٍ أو فى الفرق النهائية بالكليات، ويُستثنى الابن ذو الإعاقة ذهنيًا وغير القابل للتعليم.

كما أن يكون أحد الأبناء للأم لابن من ذوى الإعاقة متميزاً فى أحد المجالات «الرياضية- العلمية- الفنية»، وأهمية تقدير التعليم للأبناء؛ حيث سيتم تفضيل الأعلى درجة فى التعليم، وكذلك تفضيل الأم العاملة، مرض الزوج، الأرملة، المطلقة، وكذلك أهمية تشجيع الأبناء على العمل الخاص أو إدارة وتنفيذ المشروعات الصغيرة، والمشاركة المجتمعية والتطوعية والنشاط البارز فى خدمة المجتمع والبيئة، ودمج أحد الأبناء فى المجتمع؛ وبخاصة إذا كان من الأبناء من ذوى الإعاقة.

أمّا بالنسبة للأم لأسرة بديلة كافلة؛ فهى الأم للأسرة الكافلة من الأطفال «كريمى النسب» فى منزلها مع أطفالها البيولوجيين، أو الأم التى لم يسبق لها الزواج «الآنسة» أو زوجة الأب التى قامت برعاية أبناء الزوج، أو الخالة، أو العَمّة، أو الجدة، فيستلزم أن يكون الابن البديل قد حصل على مؤهل جامعى، والمساواة بين جميع الأبناء داخل الأسرة.

 إلهام إبراهيم: كافحت على أبنائى الأربعة حتى حصولوا على مؤهلات عليا

تقول إلهام إبراهيم نور محمد الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية محافظة البحر الأحمر، حصلت على شهادة الدبلوم ثم التحقت بإحدى الهيئات الحكومية بشهادة الدبلوم وعملت فى التربية والتعليم لمساعدة زوجى وأولادى، ثم استكملت دراستى وحصلت على بكالوريوس تجارة، وأيضًا حصلت على معهد حاسب آلى، لى 4 أبناء، فالابنة الأولى حصلت على ماجيستير فى الحقوق، والابن الثانى حصل على بكالوريوس هندسة، أمّا الابنة الثالثة فأخذت ليسانس حقوق والابن الرابع بكالوريوس نظم ومعلومات، حرصت جدًا على تعليمهم وأن يحصلوا على مؤهلات عليا وربُّنا وفقنى وبالفعل وصلوا لشهادات عالية.

أضافت إلهام: فى عام 1997 تعرّضنا لحادث أليم أسفر عنه تعرض الزوج لكسر فى العمود الفقرى أدى إلى شلل كلى والابن الثانى حدث له كسر بالفقرات القطنية فى العمود الفقرى أمّا الابنة الثالثة فتعرضت لجرح طولى بالرأس ونزيف داخلى نتيجة انفجار بالطحال ودخلت فى غيبوبة لفترة طويلة، وأصبحت مسئولة عن مراعاة الأبناء والاهتمام بهم فى هذه الظروف الصحية، أسرتى خصوصا والدتى وإخوتى ساعدونى جدًا للخروج من الأزمة، وفى عام 1998 توفى الزوج تاركًا لى أربعة أبناء أكبرهم يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا وأصغرهم ثمانية أعوام.تربية الأبناء فى الماضى أفضل كثيرًا لأننا كنا بعيدين عن تأثير الموبايل والسوشيال ميديا، فالأولاد الآن تربيتهم أصعب وتحتاج لبذل جهد أكبر، فنجد بعض الأطفال لا تسمع الكلام ولا تتحمل المسئولية ويسمع من مصادر أخرى غير والديه مما يؤثر على سلوكياتهم.

أختى وأولادى وصاحبة أختى هم من قدموا لى فى المسابقة وفوجئت لما فزت وشعرت بمنتهى السعادة وأتمنى أن أرى أولادى يعملون بما يتناسب مع مؤهلاتهم.

 شربات فهمى: التكريم تتويج لمسيرتى الطويلة وأتمنى الخير لمصرنا الحبيبة

أمّا شربات فهمى عمار محمود 74 عامًا: الأم المثالية الثالثة على مستوى الجمهورية بمحافظة أسيوط أرملة منذ 44 عامًا تجيد القراءة والكتابة حافظة القرآن ولديها 3 أبناء، فالابن الأول طبيب (دكتوراه فى الأمراض المتوطنة) والابنة الثانية معلمة (بكالوريوس خدمة اجتماعية) والابن الثالث أيضًا معلم (بكالوريوس تربية)، تزوجت الأم عام 1975 وكان عمرها 23 عامًا من ابن عمها وكان يعمل سائقًا وكان يساعدها فى تربية إخوتها؛ حيث كانت الإقامة فى منزل أسرتها، والدتها توفيت وهى فى سن 21 تاركة لها أربعة أشقاء ذكور أكبرهم يبلغ 17 عامًا وأصغرهم 6 أعوام، ولم يتركها القدر تتنعم بزواجها فبعد مرور ثمانى سنوات على زواجها أصيب الزوج بالمرض اللعين أدى إلى وفاته وكانت الأم حاملاً فى الشهر السادس فى الطفل الثالث.

تقول شربات: تحملت المسئولية وغرست فى أولادى القيم النبيلة واهتممت بتعليمهم وهم ساعدونى على ذلك وقلت لهم إن العلم هو الأساس فى حياتهم، وكنت أشجعهم وأجلس بجوارهم وهم بيذاكروا، والدى رحمة الله عليه هو من كان يدعمنى ويعلمنى، حصلت على مشروع صغير (تربية المواشى والطيور) وبدأت أبيع المنتجات لتحسين دخلى وتعليم أبنائى، شجعت ابنى الأكبر على الحصول على الزمالة ثم الدكتوراه.. توفى أخى الأصغر فقمت برعاية زوجته وأولاده الصغار، أهم شىء أن تهتم الأم بتعليم أبنائها وتصادقهم وتبقى دائمًا الداعم لهم. 

وأكدت «شربات» على ضرورة حرص الآباء على أبنائهم وحمايتهم من آثار التكنولوجيا والنت الضارة، فمعظم الأبناء فى الوقت الحالى منشغلون بالموبايل أكثر ولا يهتمون بأسرتهم.. وأنهت حديثها: قدمت بالمسابقة وتوقعت أن أفوز لأن أولادى أفتخر بيهم ودعيت إنى أكسب وشعرت أنى ممكن أفوز ولما سمعت أنى فزت فرحت جدًا مثل نتيجة التفوق فى الثانوية العامة ودخول ابنى الطب، شعرت بتتويج لمسيرتى بالنجاح وأتمنى الخير كله لمصرنا الحبيبة والأمن والأمان وأن الأجيال تكون متفوقة.

 ماجدة ناصف: عملت ليل نهار بأكثر من مهنة لتعليم أولادى

ومن الجيزة تقول ماجدة ناصف محمد ناصف 58 عامًا وهى أرملة منذ 20 عامًا: بدأت قصة كفاحى فى عام 2004؛ حيث أصيب زوجى بجلطات متكررة أدت إلى عدم قدرته على الحركة وترك العمل وكان دخل الزوج لا يكفى لتعليم البنات ومصاريف العلاج واحتياجات الأسرة اضطررت للنزول للعمل الحكومى كخدمات معاونة لتلبية احتياجات بناتى وتربيتهن وتعليمهن والإنفاق على الأسرة رغم حصولى على مؤهل متوسط، وعملت ليلَ نهار بأكثر من مهنة (صنعت وجبات جاهزة – عاملة فى حضانة ) من أجل تلبية احتياجات البيت ورعاية زوجى المريض إلى أن توفاه الله عام 2011 تاركا البنات فى سن الأولى 22 عامًا والثانية 19 عامًا والثالثة 13عامًا، ولكنى لم أستسلم وقررت استكمال المسيرة وحدى وكانت يد الله معى، علمتهم حتى التحقت الابنة الأولى بكلية الألسن وحصلت على الليسانس، وقمت بتجهيزها وتزويجها ولكن شاء القدر أن تتوفى الابنة أثناء الولادة تاركة لى طفلين الأكبر عمره 4 سنوات والصغير أيام، والتحقت الابنة الثانية بكلية الحقوق وحصلت على ليسانس حقوق، ثم التحقت الابنة الثالثة بكلية الهندسة وحصلت على بكالوريوس هندسة قسم تصميم عمرانى.

وأضافت ماجدة: ما زلت أربّى أبناء بنتى وأجهز البنت الصغيرة، اتّكلت على نفسى فى كل شىء وكرّست حياتى للأبناء، فالحياة كلها تحديات ولكن الله يعينى عليها، وبالرغم من حصولى على شهادة ولم أجد شغل إلا عاملة فقبلت لتربية أولادى وتعليمهم، ومن أسبوعين فقط انتقلت لعمل آخر كموظفة بحى العمرانية، أفتخر بأولادى وأفتخر أنى أمهم، كنت دائمًا أوجههم للصح والخطأ حتى أصبحوا ذات قيم ومبادئ.. أكثر شىء تعبنى هو الماديات وغلو الأسعار، أنصح كل أم تهتم بالتربية، فالبيئة التى ينشأ فيها الأبناء هى التى تجعل الشخص ناجحًا أو غير ذلك فلا بد أن تكون الأم قدوة حسنة.

وأكدت ماجدة أن أكثر لحظة شعرت فيها بالسعادة وقت ما عرفت بفوزها كأم مثالية وأيضًا تفرح بزواج بناتها.

 سميرة شعبان: أشعر بسعادة كبيرة لاختيارى أمًّا مثالية عن شمال سيناء

ومن جانبها تقول سميرة شعبان حسن المرسى أم لابن من ذوى الإعاقة، موظفة بالضرائب من شمال سيناء ولديها بنتان وولد معاق، تقول: فى 2009 حدث لنا حادث مأساوى فتوفى زوجى وابنى الأصغر الذى لم يتجاوز عامه الثانى وأصبت بكسور شديدة الخطورة فى الوجه وأجريت على إثرها 13 عملية جراحية وتجميلية وتركيب شرائح فى اليد اليسرى والقدم اليُمنى وأصيب الابن الأكبر بكدمات خطيرة بالحبل الشوكى وتلقى العلاج لمدة ثلاثة أشهر بعد تركيب شرائح بالعمود الفقرى أدت إلى إصابته بشلل كامل وأصيبت الابنة الثانية بكسر مضاعف فى القدم اليسرى.

ثم بدأت رحلة المعاناة مع ابنى الأكبر الذى لم يستطع الحركة، حصل على بكالوريوس إعلام فوقفت بجانبه وأصررت على أنه يتفوق على الأصحاء، وأيضا التحقت ابنتى الثانية بالمعهد الهندسى وأصبحت معيدة، أمّا الابنة الثالثة فدخلت كلية طب الأسنان وأصبحت معيدة أيضا، رغم صغر سنّى حين توفى زوجى فإن الله عوضنى فى تربية أبنائى، ناس كثير أشارت علىّ أن لا أعلم ابنى المريض ولكن لم أسمع كلامهم وشعرت أنه سندى وبحاجة إلى مساندته وبالفعل نجح وتفوق أكثر مما كنت أتوقع، ربيت أولادى على الأدب والأخلاق والعلم وأتمنى لهم الخير دائمًا، البنات ساعدننى أيضا فى تربية الولد فبرغم صعوبة الحياة ولكن النجاح يزيل الآلام ويخلق السعادة، فأنا أشعر بسعادة بالغة لفوزى بالمسابقة وهذا فرح لى ولشمال سيناء كلها فحتى أكون أمًّا مثالية على مستوى المحافظة فهذا أفتخر به.

وختمت حديثها: أتمنى ابنى صلاح يسافر يتعالج خارج البلاد وأتمنى سيادة الرئيس يدعمنا فى علاجه وأتمنى يحصل على وظيفة مناسبة، وأتمنى أن أزور بيت الله الحرام.