لأول مرة فى رمضان ملتقى فكرى لذوى القدرات الخاصة وحملة لتعزيز السلوكيات الإيجابية

واصلت وزارة الأوقاف تنظيم فعاليات مختلفة ومبتكرة احتفاء بشهر رمضان الكريم، لتطلق لأول مرة ملتقى الفكر الإسلامى لذوى القدرات الخاصة والهمم، نظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حملت أولى لقاءاته عنوان «أهمية الدعم الأسرى لذوى القدرات والهمم وأثره فى تشكيل قدراتهم النفسية والاجتماعية»  وذلك بمسجد السيدة زينب -رضى الله عنها- وأكد  الدكتور جمال الدين شفيق، أستاذ العلاج النفسى بجامعة عين شمس، وأمين لجنة الطفولة بالمجلس الأعلى للجامعات، خلال اللقاء أن الدعم الأسرى يُعد حجر الأساس فى تنمية قدرات الأبناء ذوى الهمم.

واستعرض «شفيق» أنواع الدعم النفسى، والتى تشمل الإشباع العاطفى والنفسى والمادى، مشددًا على ضرورة تكامل هذه الجوانب لضمان بيئة داعمة ومُحفزة لهم، كما تشمل الدعم النفسى فى تنمية المهارات وتحقيق الإنجازات، لافتًا إلى أن ذوى الهمم قادرون على تحقيق نجاحات قد تفوق أقرانهم العاديين إذا توفر لهم الدعم المناسب. 

وشدد «شفيق» على حقوق ذوى الهمم التى نص عليها الدستور المصرى بعد تعديله فى 2018م، وأشاد بجهود الدولة المصرية فى رعايتهم، مستشهدًا بتقارير منظمة الصحة العالمية التى تؤكد أهمية توفير بيئة مجتمعية دامجة لهم.

وقدّم أستاذ العلاج النفسى بجامعة عين شمس مجموعة من النصائح الإرشادية لأولياء الأمور حول كيفية التعامل مع أبنائهم من ذوى الهمم بطريقة تعزز ثقتهم بأنفسهم وتساعدهم على الاندماج فى المجتمع.

رمضانك أحلى 

وأطلقت وزارة الأوقاف حملة «رمضانك أجمل» للتوعية المجتمعية فى شهر رمضان المبارك، بهدف تصحيح بعض السلوكيات الخاطئة المنتشرة خلال الشهر الكريم، وتعزيز القيم الإيجابية بين أفراد المجتمع، وبخاصة الشباب، ليكون رمضان فرصةً للارتقاء بالأخلاق والسلوك.

وتركز الحملة على معالجة عدد من الظواهر السلبية، من بينها الإسراف فى الطعام والشراب، والسهر الزائد، والغضب، والتدخين، وقطع الأرحام، وإهدار الوقت فى وسائل الترفيه، والتسابق غير المبرر فى شراء مستلزمات رمضان، والتهاون فى أداء الصلوات، والإفراط فى استخدام الهاتف، والتعدى على المرافق العامة، واستخدام الألعاب النارية بشكل غير آمن.

وتعتمد الحملة على منشورات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، إلى جانب تناول الدعاة لهذه القضايا فى دروسهم الدينية، بما يضمن وصول الرسائل بشكل مبسط وسلس إلى جميع فئات المجتمع.

مجلة وقاية

وأكد الدكتور أسامة الأزهرى،  وزير الأوقاف، فى افتتاحية العدد الخامس من مجلة «وقاية» أن شهر رمضان فرصة عظيمة لتعزيز القيم الإيمانية، وتوجيه السلوك نحو ترشيد الاستهلاك؛ تحقيقًا لمقاصد الصيام التى تشمل الجوانب الروحية، والتربوية، والأخلاقية، والاجتماعية، والاقتصادية. كما شدد على ضرورة أن يكون رمضان شهر عبادة، بعيدًا عن مظاهر الإسراف والتبذير.

وشدد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية السابق، فى مقاله بالمجلة، على أهمية إدارة الأولويات خلال رمضان، بحيث يسعى المسلم إلى تحقيق أقصى استفادة من وقته وموارده، مع التركيز على الأعمال الصالحة.

وخصصت مجلة «وقاية» ملفًا خاصًا حول ظاهرة الألعاب النارية فى رمضان، مسلطة الضوء على أضرارها الصحية والبيئية، ومخاطرها على الأطفال والكبار، فضلًا عن كونها إهدارًا للمال دون فائدة، داعية إلى استثمار هذه الأموال فى أوجه الخير.

وأوضح الدكتور أحمد سمير، رئيس جهاز حماية المستهلك الأسبق، فى حوار خاص لـ«المجلة» أن %70 من الأسر المصرية ترفع ميزانيتها خلال شهر رمضان، بسبب الولائم والعزومات، مشيرًا إلى أهمية تحقيق التوازن بين الكرم والترشيد.

مسجد بالطاقة الشمسية

وأعلنت وزارة الأوقاف تشغيل مسجد النصر بقرية دلجا، مركز دير مواس، بمحافظة المنيا، بالكامل باستخدام الطاقة الشمسية، ليصبح أول مسجد فى المحافظة يعتمد كليًا على مصادر الطاقة المتجددة.

وأشاد الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، بهذه التجربة الرائدة، مؤكدًا أهميتها فى دعم جهود الدولة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، موجّها بتكرار هذه التجربة فى جميع المحافظات، مع إعطاء الأولوية للمساجد الكبرى ذات الاستهلاك المرتفع للكهرباء. 

ويعتمد تشغيل المسجد على محطة شمسية تتكون من 15 لوحًا من الخلايا الشمسية، تضمن توفير طاقة نظيفة ومستدامة لجميع مرافق المسجد. كما تم تزويد الأجهزة بنظام UPS لضمان استمرار الكهرباء دون انقطاع، بما يضمن استمرارية الخدمات المقدمة للمصلين، لا سيما فى أوقات الذروة أو عند انقطاع التيار الكهربائى التقليدى.

ومن الناحية البيئية والاقتصادية، تسهم هذه المبادرة فى تقليل الانبعاثات الكربونية، ما يحدث مردودا إيجابيًا فى الحفاظ على البيئة، فضلًا عن خفض استهلاك الكهرباء التقليدية؛ ما يدعم الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة المتجددة، ويعزز من الاعتماد على الحلول المستدامة داخل المساجد.

وأكدت وزارة الأوقاف أنها ستعمل على تعميمها تدريجيًا فى جميع المحافظات، مع التركيز على المساجد الكبرى التى تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء، بالتنسيق مع الجهات المختصة فى مجال الطاقة المتجددة وشركات الطاقة الشمسية لتوفير الدعم الفنى واللوجستى لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه التقنية.