بعرض 32 لوحة أصلية نادرة من أعماله: فى محبة صلاح چاهين

ياسمين علاء
فى محبة صلاح چاهين الذى رسم وشكَّل ملامح وجدان شعب. وعلاوة على ما اشتهر به من رباعيات، فقد عرف على صفحات تلك المجلة كرسام كاريكاتير بارع؛ حيث بدأ رحلته مع الكاريكاتير فى «روزاليوسف» وختمها بمؤسسة الأهرام.
وعلى مدار رحلته كان جاهين حالة ثقافية متكاملة ساهمت فى تشكيل وجدان المصريين لعقود طويلة. فبينما لمست كلماته العميقة قلوب المصريين من ناحية، نقلت رسومه الكاريكاتيرية واقع المجتمع بأسلوب ساخر وذكى من ناحية أخرى. وامتد تأثيره إلى الأجيال الجديدة، حيث وجد الكثيرون فيه مصدر إلهام، ولا يزال جاهين حاضرًا فى المشهد الثقافى؛ إذ يستلهم منه الفنانون والشعراء روح الثورة، الأمل، والسخرية الراقية حتى اليوم.
وفى هذا السياق، أطلقت وزارة الثقافة احتفالية كبرى للاحتفاء بـ«عمنا.. صلاح جاهين» يوم 19 من فبراير، تأكيدًا على أهميته كرمز مصرى قدَّم صورة مبدعة لمصر فى فترة كانت مليئة بالتحديات، وتقديرًا لدوره البارز فى تعزيز الهوية المصرية.
وفى إطار هذه الاحتفالية، استضافت قاعة آدم حنين بمركز الهناجر للفنون معرض كاريكاتير بعنوان «عمنا.. صلاح جاهين»، افتتح فى تمام الساعة السادسة مساءً واستمر حتى 20 فبراير.
ضم المعرض 32 لوحة أصلية نادرة من أعمال جاهين تُعرض لأول مرة، بالإضافة إلى حوالى 60 «بورتريه كاريكاتيرى» لجاهين رسمتها أنامل 52 فنانًا من دول مختلفة حول العالم، بما فى ذلك السعودية، البحرين، البرتغال، الهند، أوروجواى، إسبانيا، إندونيسيا، الصين، بولندا، كوسوفو، كوبا، مقدونيا، البرازيل، بيرو، روسيا، السويد، ميانمار، ومصر.
يُنظم المعرض بالتعاون بين صندوق التنمية الثقافية والجمعية المصرية للكاريكاتير، ويأتى ضمن سلسلة أنشطة وزارة الثقافة للاحتفاء بصلاح جاهين.
انقسم معرض جاهين لشقين: الشق الأول مجموعة من الأعمال النادرة والأصلية للفنان صلاح جاهين والتى تمثل تراثًا لمصر، والشق الثانى معرض للبورتريه الكاريكاتيرى، وشارك فيه عدد من فنانى الكاريكاتير من حول العالم بأكثر من 60 «بورتريه كاريكاتورى» للفنان صلاح جاهين. بمشاركة مجموعة مميزة من رسومات الكاريكاتير من عدد من الدول المختلفة مثل البرازيل، الصين، إندونيسيا، الهند، البرتغال، بيرو، روسيا، ميانمار، علاوة على الدول العربية مثل البحرين والسعودية وبالطبع مصر.
وفى هذا السياق، تحدثت «روزاليوسف» مع الفنان فوزى مرسى، أمين عام الجمعية ومنسق المعرض، حول أهمية معرض جاهين فى تلك الفترة.. والذى قال: الاحتفال ليس وليد اللحظة، ولكن وزارة الثقافة قد بدأت منذ فترة فى تكريم الرواد ممن أثروا الحياة الفنية والثقافية فى مصر، وكل من سعوا فى إعلاء قيمتها. وكانت البداية فى 14 من ديسمبر الماضى، حينما أقامت الوزارة احتفالية كبيرة لتكريم المخرج العالمى شادى عبدالسلام وأطلقت عليه «يوم شادى»، وشارك فيه مختلف قطاعات الوزارة، ونُظم العديد من الفعاليات المختلفة. وطلبت الوزارة من جمعية الكاريكاتير أن نشارك معها برسوم كاريكاتورية للمخرج شادى عبدالسلام، وكانت هناك مشاركة واسعة على المستوى العربى والدولى. وبعد النجاح الكبير الذى حققه معرض شادى، اختارت وزارة الثقافة صلاح جاهين باعتباره فنان كاريكاتير من العيار الثقيل لتسليط الضوء عليه، وعندما طُلب منا فى الجمعية المشاركة، تحمسنا جدًا للفكرة.
أما عن چاهين بعيون رسامى العالم.. يوضح مرسى: عندما اخترنا عمل معرض لفنانى الكاريكاتير حول العالم لرسم لوحات كاريكاتورية لجاهين بعيون الفنانين العالميين، لم يكونوا على علم به، لأن الفترة التى عاش بها جاهين رغم انتشاره على المستوى العربى، كان من الصعب أن يصل للعالمية. علاوة على أن معظم أعماله تحمل تعليقًا باللغة العربية، وهو ما كان يحتاج إلى ترجمة، وبالتالى كان من الصعب انتشاره فى الخارج. لذلك قمنا بإرسال نبذة مختصرة عن جاهين لهم، ومجموعة من صوره ومقالاته ليقرأوا عنه، وبالفعل قام كل فنان برسم جاهين وفق رؤيته.
وعن الاحتفاء بجاهين الرسام وليس الشاعر.. يضيف مرسى: تحتفى وزارة الثقافة بكل قطاعاتها بصلاح جاهين، ويتم عمل ندوات وأمسيات وأنشطة للاحتفاء به كشاعر، إلا أننا نحتفى فى تلك الأثناء بجاهين كرسام كاريكاتير وفنان عالمى يمثل قدوة لنا. ونحن لا نكتفى بهذا المعرض لعرض أعمال جاهين الكاريكاتورية، ولكننا قمنا بنقل المعرض إلى الأكاديمية المصرية فى روما عبر البريد الإلكترونى، حيث ستتم طباعة الأعمال وعرضها فى معرض يحمل عنوان «فى محبة فيلسوف البسطاء.. عمنا صلاح جاهين». يضم المعرض مجموعة من أعمال جاهين، وتُنظمه الأكاديمية بالتعاون مع جمعية الكاريكاتير. نحاول من خلال هذا المعرض أن نُعرّف الجمهور الإيطالى على الفنان العالمى صلاح جاهين، وسنقوم بعرض بعض اللوحات لرباعيات جاهين وترجمتها للإنجليزية والإيطالية والفرنسية، لتكون تلك هى المرة الأولى التى سنقوم فيها بالعرض فى الأكاديمية المصرية فى روما.
أما عن وجود نية لتحويل هذا المعرض إلى فعالية سنوية تكرّم رواد الكاريكاتير المصرى.. يقول مرسى: يمكن أن تكون فكرة إقامة معرض سنوى للاحتفاء بصلاح جاهين فكرة جيدة يمكن طرحها حال نجاح المعرض. ولقد سبق لنا أن دشنّا معرضًا لجاهين بالتعاون مع بيت السحيمى وصندوق التنمية الثقافية، وحقق نجاحًا باهرًا.
يفاجئنا مرسى فى نهاية حديثنا معه.. بأن الكاريكاتير فقد جزءا كبيرا من تأثيره.. يقول:
فى زمن جاهين، كانت كل الصحف والمؤسسات القومية والحزبية تضم رسامى كاريكاتير، وكان هناك اهتمام من القراء برسومات الكاريكاتير. ورغم أن الكاريكاتير لا يزال له قوته وتأثيره، وهو ما رأيناه بشكل جلى خلال حرب غزة من خلال أعمال كاريكاتورية قوية ومؤثرة، إلا أنه الآن يعانى بشدة، وهناك العديد من الصحف التى تهمّش دور الكاريكاتير، حتى إن بعض الصحف لا تنشر أعمال كاريكاتير على الإطلاق. ونتمنى أن يعود الكاريكاتير لسابق عهده، وهو ما تحاول الجمعية تسليط الضوء عليه من خلال المعارض التى تنظمها بشكل دورى.