«روزاليوسف» تكشف: 4 حيل استخدمها «خط الصعيد» لخداع قوات الأمن

سيد دويدار
ملحمة أمنية جديدة لوزارة الداخلية، تمكنت خلالها من القضاء على المجرم الخطير محمد محسوب جعيدي، الذى عُرِف بخط الصعيد.
وتحدث محمد محسوب فى فيديو قبل مقتله بساعات قليلة لمتابعيه على السوشيال ميديا بهدف استعطاف الأهالى.
وكان القتيل قد ارتكب جرائم قتل وسرقات بالإكراه وحرائق عمد، كما مارس الإرهاب على أهالى ساحل سليم بأسيوط، وفي آخر يوم له حاول غل يد الأجهزة الأمنية وابتزازها بمجموعة فيديوهات «بث مباشر» على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مدعيًا أنه ضحية ضباط وقيادات أمنية ووكلاء نيابة، وأنهم ظلموه وأنه ضحية للقهر، وكان الهدف الوحيد لخط الصعيد من ذلك هو كسب وقت وإيقاف عملية اقتحام قوات الأمن للوكر الذى يختبئ فيه فى قرية العفادرة، وحتى يتمكن من الهرب من القبضة الأمنية وضباط العمليات الخاصة، ومحاولة أخرى لكسب تعاطف الناس عندما ظهر بجناح ملائكى، وأنه ضحية الظلم، وذلك للضغط على مدير أمن أسيوط وأجهزة الأمن لإيقاف أو تعطيل قرار الاقتحام والقبض عليه بعد محاصرته، لكن وزارة الداخلية كانت عازمة على القبض عليه لخطورته على الأمن العام وهروبه من أحكام جنايات قاربت على الـ200 سنة.
الغريب أن بعض التعليقات وبعض الأشخاص تعاطفوا مع مجرم هارب، أثار الرعب بين الأهالى وحرق وقتل وأتلف الأراضى الزراعية وحاز أسلحة ثقيلة وكأنه في قندهار.
«روزاليوسف» تكشف بالأدلة كذب وألاعيب خط الصعيد للهروب من القبضة الأمنية بعد محاصرته، وكيف عقد العزم على محاربة الأمن فى أسيوط بالأسلحة الثقيلة فى 4 مشاهد، حتى قتله ومن معه من المعاونين.
المشهد الأول
ظهر خط الصعيد في بث مباشر وكأنه مدرس لغة عربية، يستعطف الرأى العام بأنه تم تلفيق 1200 قضية له من قبل ضباط المباحث والنيابة، وأنه ضحية إحدى العائلات، ونسى أنه متهم فى قضية قتل أحد جيرانه، وإشعال حرائق عمد وإتلاف أراض زراعية، وسرقات بالإكراه، بالإضافة إلى قضايا إتجار في المخدرات على نطاق واسع، وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا أكدت فيه أنه سبق ضبطه واتهامه في عدد 44 قضية، وهو ما يثبت كذب ادعاءات المجرم محمد محسوب.
المشهد الثانى
محمد محسوب من أخطر المجرمين، وصادر ضده أحكام بالسجن تقارب الـ200 سنة، وكانت وزارة الداخلية تعلم أن بحوزته أسلحة ويعاونه 7 من الخارجين عن القانون، ولذلك قامت قوات الأمن ومدرعات الأمن المركزى بفرض كردون أمني وأغلقت جميع مداخل ومخارج القرية لإحباط أي محاولة للهرب، وبدأت القوات من خلال ميكروفونات تطالب العصابة بتسليم نفسها حقنًا للدماء وضمان محاكمة عادلة لهم، وأن محاولات الهروب لن تفيد، ولن تتحرك القوات إلا بالقبض عليهم، ولكن كان قرار المتهمين هو الاستمرار في محاولة الهروب وتشويه أمن أسيوط بأحاديث كاذبة.
المشهد الثالث
في الوقت الذي كانت فيه قوات أمن أسيوط تحاصر منزل خط الصعيد في العفاردة، وتنتظر أن يسلم نفسه دون مقاومة ودون استخدام الأسلحة الثقيلة، كان محمد محسوب قد أصدر تعليماته لمساعدة أيمن أبو رحاب بتوصيل القنابل التى تم وضعها داخل «حفر» حول المنزل بأنابيب الغاز، تمهيدًا للاشتباك مع قوات الأمن التى تحاصر المنزل، مع محاولة هروبهم، وفي نفس التوقيت تقريبًا كان خط الصعيد يقوم ببث مباشر على صفحته فى «فيسبوك»، ويقوم بتصويره أحد أفراد العصابة ويدعى محمد عبدالرحيم، وحاول خط الصعيد إثارة أهالى القرية ضد قوات أمن أسيوط ببث الشائعات وادعائه بأنه مظلوم، وأن 14 من أبنائه وأسرته متواجدون في المنزل، وأن قوات الأمن تريد قتله، رغم أنها لم تطلق طلقة واحدة، وظلت مدة طويلة تطالبه بالاستسلام، إلا أنه اختار الاشتباك مع القوات وخطط للهروب.
المشهد الأخير
بعد إعطاء خط الصعيد وعصابته مهلة طويلة للاستسلام والخروج من المنزل وتسليم أنفسهم للمحاكمة، وردت معلومات مؤكدة لأمن أسيوط، بأن محمد محسوب «لغم» المنزل بمساعدة شقيقه إبراهيم، ويستعد لمهاجمة القوات، وبعدها بدقيقة قام معاونوه بإشعال النيران وسكب الزيت في بعض الأخشاب وجذوع الشجر وكاوتش سيارات لحجب الرؤية، وهنا اتخذ مدير أمن أسيوط قرار الاقتحام، والتقدم نحو المنزل، وحتى تلك اللحظة كان يستطيع محمد محسوب الاستسلام، والخروج من المنزل إلا أنه بادر بإطلاق «الآر بي جي» على القوات، وقامت عصابته بإطلاق وابل من الأعيرة النارية أيضا، وأصيب ضابط شرطة من قوات الأمن المركزي بطلق ناري، وهنا استخدمت القوات حقها القانونى، في الدفاع عن النفس ومبادلة المتهم بإطلاق الأعيرة النارية، وعلى مدار ساعات من تبادل إطلاق النيران انتشرت فيديوهات قديمة سبق نشرها على أنها فيديوهات لاقتحام قوات الأمن وهي غير حقيقية.
تبادل إطلاق النيران استمرّ لفترة قام خلالها محسوب بإلقاء قنابل f1 وفجر اسطوانات الغاز في الدشم والخنادق التي أنشأها في محاولة للهرب، ولكن القوات استطاعت قتله وعصابته، واقتحمت المنزل حيث تم ضبط كميات كبيرة من القنابل، وكمية كبيرة من المواد المخدرة المتنوعة، وعدد كبير من الأسلحة النارية (آر بى جى - 2 جرينوف - 73 بنادق آلية - رشاش متعدد- 11 بندقية خرطوش - 62 فرد محلى - 8 قنابل f1 - عدد كبير من الطلقات النارية مختلفة الأعيرة) لتُسدل الستار على أخطر مجرم وتاجر مخدرات وأسلحة شهدته محافظة أسيوط فى السنوات الأخيرة.